أجرت حاملة الطائرات الرائدة التابعة للبحرية الملكية البريطانية "إتش إم إس برينس أوف ويلز"، برفقة الفرقاطة من النوع 23 "إتش إم إس ريتشموند" والفرقاطة "إتش إم إن زد إس تي كاها" التابعة للبحرية الملكية النيوزيلندية، تدريبًا على عمليات الحاجز أثناء انتشارها في عملية "هاي ماست 2025"، وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع البريطانية في 5 يوليو 2025.
ركزت التدريبات المنسقة على "عمليات الحاجز"، وهو تكتيك بحري عالي القيمة، حيث تقوم سفن المرافقة بالمناورة في مواقع استراتيجية لاعتراض أو ردع التهديدات القادمة، مثل السفن الحربية السطحية المعادية، من استهداف حاملة الطائرات أو السفن الرئيسية ضمن مجموعة هجومية.
إتش إم إس برينس أوف ويلز هي حاملة طائرات من فئة الملكة إليزابيث، وهي أكبر سفينة حربية وأكثرها تطورًا في الخدمة حاليًا لدى البحرية الملكية البريطانية. صُممت هذه السفينة لنشر قوة عالمية، وهي بمثابة قاعدة جوية عائمة قادرة على إطلاق مقاتلات الشبح F-35B Lightning II وأنواع متعددة من المروحيات، مع احتوائها على أنظمة قيادة وتحكم متطورة. تتخصص الفرقاطة HMS Richmond، وهي فرقاطة من طراز Duke من النوع 23، في الحرب المضادة للغواصات، ولكنها تؤدي أيضًا مهام المرافقة العامة والأمن البحري من خلال سونارها المتطور، ونظام صواريخ Sea Ceptor، ومدفع بحري عيار 4.5 بوصة. خضعت الفرقاطة HMNZS Te Kaha، وهي فرقاطة من فئة Anzac تابعة للبحرية الملكية النيوزيلندية، مؤخرًا لترقيات في نظامها القتالي، مما أدى إلى تحسين رادارها وأسلحتها ومنظومة قيادتها للعمل بفعالية في بيئات تحالفية معقدة.
HMNZS Te Kaha (F77) هي فرقاطة من فئة Anzac تخدم في البحرية الملكية النيوزيلندية، وتمثل واحدة من أكثر السفن المقاتلة السطحية كفاءة في الأسطول البحري النيوزيلندي. تم تشغيل الفرقاطة "تي كاها" عام ١٩٩٧، وخضعت لتحديثات واسعة النطاق في السنوات الأخيرة، وهي مجهزة برادار مراقبة مُحسّن، وأنظمة إدارة قتالية، وقدرات صاروخية متطورة، بما في ذلك دمج نظام القتال "لوكهيد مارتن سي إم إس ٣٣٠" وصاروخ "إم بي دي إيه سي سيبتور" أرض-جو. صُممت الفرقاطة للعمليات متعددة الأدوار، وهي قادرة على تنفيذ مهام الدفاع الجوي، والحرب السطحية، والأمن البحري. تعكس مشاركتها في التدريبات والانتشارات الدولية، مثل عملية "هاي ماست ٢٠٢٥"، التزام نيوزيلندا بالأمن الإقليمي وقدرتها على العمل بسلاسة جنبًا إلى جنب مع القوات البحرية الحليفة الأكبر حجمًا.
عمليات الحاجز، أو "عمليات الحاجز"، هي مناورة تكتيكية تستخدمها مجموعات المهام البحرية لإنشاء حاجز دفاعي ديناميكي ضد التهديدات السطحية. يتضمن ذلك إعادة تموضع سفن المرافقة في نقاط اعتراض رئيسية بين وحدة عالية القيمة، مثل حاملة طائرات، وسفينة معادية مُحاكاة. صُممت العملية لتأخير أو ردع أو هزيمة أي تهديد يقترب قبل وصوله إلى هدفه. يمكن للسفن المشاركة في عمليات الحواجز أن تعمل كطُعم أو سفن اعتراض، مستخدمةً أجهزة استشعار وأنظمة اتصالات وأسلحة على متنها لتحييد التهديد. يعتمد نجاح هذه العمليات على دقة التوقيت، وتقييم التهديدات في الوقت الفعلي، وتنسيق القيادة بسلاسة، مما يجعلها قدرةً حاسمةً في البيئات البحرية عالية الخطورة.
يُعد هذا التطور التدريبي تخصصًا حربيًا أساسيًا ضمن مفهوم مجموعة حاملات الطائرات الضاربة (CSG) التابعة للبحرية الملكية البريطانية. من خلال تنفيذ عمليات الحواجز في سيناريو بحري ديناميكي، أظهرت السفن المشاركة قابلية تشغيل متبادل وتنسيقًا قتاليًا متقدمًا. اختبر السيناريو قدرة الفرقاطات على إعادة التمركز بسرعة وتشكيل حاجز دفاعي، وهو أمرٌ ضروري لحماية الوحدات عالية القيمة مثل حاملة الطائرات "إتش إم إس أمير ويلز" خلال العمليات الواقعية. نُفذ التمرين في بيئة تهديد مُحاكاة مُصممة لمحاكاة ظروف الصراع البحري الحديثة، بما في ذلك متجهات الاقتراب عالية السرعة والتهديدات متعددة المجالات.
عملية الصاري العالي هي أوسع انتشار للبحرية الملكية البريطانية لعام ٢٠٢٥، حيث تُحشد مجموعة مهام متعددة الجنسيات عبر مسارح عمليات بحرية رئيسية، بما في ذلك البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي، وصولاً إلى المحيطين الهندي والهادئ. تشمل المهمة طيفًا واسعًا من القدرات البحرية، بدءًا من استعراض القوة الجوية من حاملات الطائرات وصولًا إلى الحرب المضادة للغواصات وعمليات الأمن البحري. بمشاركة أكثر من اثنتي عشرة قوة بحرية حليفة، يُبرز هذا الانتشار التزام المملكة المتحدة الاستراتيجي بحرية الملاحة والأمن الجماعي في المناطق البحرية المتنازع عليها.
يؤكد إشراك السفينة الحربية HMNZS Te Kaha في هذه المرحلة التدريبية على الروابط العملياتية الوثيقة بين المملكة المتحدة ونيوزيلندا، مما يعزز التوافق الاستراتيجي بين شركاء تحالف "العيون الخمس" في الحفاظ على النظام القائم على القواعد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وأكدت البحرية الملكية البريطانية أن التدريبات كهذه لا تقتصر على الجاهزية التكتيكية فحسب، بل تشمل أيضًا ترسيخ الوحدة والردع من خلال التواجد والتعاون في البحر. وبينما تقود السفينة الحربية HMS Prince of Wales مجموعة حاملات الطائرات الضاربة عبر بعض أهم الممرات البحرية عالميًا، فإن هذه التدريبات القتالية عالية المستوى تُشير إلى كل من الحلفاء والأعداء المحتملين إلى مدى كفاءة وجاهزية التحالف البحرية.