كشفت البحرية الأمريكية أنها أطلقت ما يقرب من 220 صاروخًا خلال العمليات في البحر الأحمر على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية. يسلط هذا الإعلان، الذي صدر في 15 يناير 2025، الضوء على حجم الاستجابة العسكرية للتهديدات المتصاعدة التي يشكلها الحوثيون في اليمن. أطلقت السفن الحربية 220 صاروخًا و160 قذيفة عيار 5 بوصات على مدار 380 اشتباكًا منفصلًا. أطلقت البحرية 120 صاروخًا من طراز SM-2 و80 صاروخًا من طراز SM-6 و20 صاروخًا من طراز Sea Sparrow المتطور وصاروخًا من طراز SM-3. تبلغ تكلفة صاروخ SM-2 وحده حوالي 2 مليون دولار أمريكي للصاروخ الواحد بينما تبلغ تكلفة صاروخ SM-6 الأحدث، القادر على إسقاط صواريخ باليستية أخرى أثناء الطيران، حوالي 4 ملايين دولار أمريكي للصاروخ الواحد. تتراوح تكلفة صاروخ SM-3، القادر على ضرب أهداف في الفضاء، من 9 ملايين دولار إلى ما يقرب من 28 مليون دولار أمريكي للصاروخ الواحد. ولا تشمل هذه الأرقام أيضًا عدد صواريخ توماهوك كروز التي استُخدمت لضرب مواقع الحوثيين على الأرض في اليمن. وبينما يصعب التوصل إلى إجمالي دقيق لتكلفة الذخائر التي تم إنفاقها على مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، حتى مع المعلومات الجديدة، فمن الواضح أن البحرية أنفقت أكثر من 500 مليون دولار فقط على تكلفة الصواريخ. استخدمت السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس أوكين مدفعها مقاس 5 بوصات بنجاح ضد "طائرات بدون طيار معادية" أثناء حماية قافلة تجارية. كما أسقطت مروحية تابعة للبحرية، من طراز MH-60R Sea Hawk، طائرة بدون طيار في أول حدث على الأرجح بالنسبة للمنصة.
أصبح البحر الأحمر، وهو ممر استراتيجي يربط أوروبا بالمحيط الهندي، بشكل متزايد نقطة محورية للصراع. استهدفت قوات الحوثيين، بدعم من إيران، الشحن الدولي والأصول البحرية باستخدام أسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية والألغام البحرية. لم تعرض هذه الإجراءات حركة المرور البحرية للخطر فحسب، بل أثارت أيضًا مخاوف عالمية بشأن سلامة واستقرار المنطقة.
كانت الضربات الصاروخية للبحرية الأمريكية تهدف إلى تفكيك البنية التحتية وقدرات الحوثيين. كانت مراكز القيادة ومواقع إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة من بين الأهداف الرئيسية، مما قلل من قدرة المتمردين على شن الهجمات. وشملت العمليات ذخائر موجهة بدقة أطلقت من السفن السطحية والطائرات القائمة على حاملات الطائرات، مما يعكس شدة الاستجابة المطلوبة لمواجهة التهديد المتطور.
يمثل هذا الاشتباك المطول أحد أهم الجهود العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية. واجهت البحرية ما وصفه المسؤولون بأنه بيئة تهديد غير مسبوقة، حيث أظهرت قوات الحوثيين تطوراً متزايداً في هجماتها. أصبح الصراع رمزاً للتوترات الإقليمية الأوسع نطاقاً، وخاصة التنافس بين الولايات المتحدة وإيران، مع البحر الأحمر كمسرح رئيسي للمنافسة.
أثار الاستخدام المكثف للصواريخ، على الرغم من فعاليته في تحييد التهديدات، مخاوف بشأن استدامة مثل هذه العمليات. يحذر المحللون العسكريون من أن معدل الإنفاق على الصواريخ قد يضغط على مخزونات الولايات المتحدة، خاصة وأن البنتاغون يوازن بين الالتزامات العالمية الأخرى في مناطق مثل المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا الشرقية. وقد دفع هذا التحدي إلى دعوات لتسريع إنتاج الذخائر لضمان الاستعداد للصراعات المستقبلية.
وتلوح التكاليف المالية أيضًا في الأفق، حيث تحمل الأسلحة عالية الدقة مثل صواريخ توماهوك أسعارًا كبيرة. ويوضح حجم هذه العمليات المطالب المالية واللوجستية للاشتباكات البحرية المستدامة في الحرب الحديثة. ومع ذلك، استقطبت هذه الجهود دعمًا واسع النطاق من حلفاء الولايات المتحدة، الذين يدركون أهمية الحفاظ على الأمن في البحر الأحمر، شريان الحياة للتجارة العالمية.
في حين وفرت تصرفات البحرية الأمن الفوري للطرق البحرية، فإن الحل الطويل الأجل لتحديات البحر الأحمر لا يزال غير مؤكد. أشار الحوثيون، الذين شجعهم الدعم الإيراني، إلى نيتهم مواصلة مقاومتهم، مما أدى إلى تعقيد جهود السلام في اليمن. ونتيجة لذلك، من المرجح أن تظل المنطقة نقطة اشتعال حرجة، مما يتطلب اليقظة المستمرة والقدرة على التكيف من القوات الأمريكية.