أخبار: Raytheon تعتزم زيادة إنتاج رادارات AN/SPY-6(V) لتعزيز قدرات البحرية الأمريكية

حصلت شركة رايثيون للصواريخ والدفاع، التابعة لشركة RTX، على تعديل حافز ثابت السعر بقيمة 646,519,738 دولارًا أمريكيًا لعقد مُنح سابقًا لمواصلة إنتاج عائلة أنظمة الرادار البحرية AN/SPY-6(V)، وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية في 6 يونيو 2025.

يأتي هذا العقد المهم في أعقاب عقد سابق بقيمة 536.75 مليون دولار أمريكي أُبرم في 30 مايو 2025، لإنتاج ودعم أنظمة رادار إضافية، ليصل إجمالي الاستثمار الأخير إلى أكثر من 1.18 مليار دولار أمريكي. تُمثل هذه العقود المتتالية التزامًا قويًا من جانب البحرية الأمريكية بتعزيز قدرات استشعار أسطولها السطحي وتوسيع نطاق التفوق التكنولوجي ليشمل شركاء دوليين مثل ألمانيا.

يُعدّ عقد 30 مايو 2025 استكمالاً لاتفاقية دعم التكامل والإنتاج، ولا يقتصر على تسليم الرادارات فحسب، بل يشمل أيضاً حزمةً متكاملةً من الدعم الهندسي، وتدريب الطاقم، والتركيب على متن السفن، والتكامل، والاختبار، والترقيات المستمرة للبرمجيات. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى إدراج ألمانيا ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، حيث خُصص 28.6% من قيمة العقد لتوفير أنظمة SPY-6 لتجهيز فرقاطات الدفاع الجوي F127 القادمة، والتي طُوّرت بالتعاون مع النرويج. هذه السفن من الجيل التالي في مرحلة التصميم المتقدمة، بدعم من تخصيص 44.5 مليون يورو من برلين لدمج نظام إدارة القتال AEGIS.

وتتمثل جوهر هذا الجهد الاستراتيجي في سلسلة رادارات AN/SPY-6، التي تُمثّل نظام الرادار البحري الأكثر تطوراً وتطوراً على الإطلاق الذي استخدمته الولايات المتحدة. طُوّرت سلسلة رادارات AN/SPY-6 في إطار برنامج رادار الدفاع الجوي والصاروخي (AMDR) التابع للبحرية الأمريكية، وهي مبنية على أساس وحدات الرادار المعيارية (RMA)، بأبعاد 61 × 61 × 61 سم، وتتألف من 144 وحدة إرسال/استقبال من نيتريد الغاليوم (GaN). تعمل كل وحدة RMA كوحدة رادار كاملة الوظائف. يتيح هذا تهيئة نظام الرادار ببنية قابلة للتطوير، مصممة لتناسب مختلف فئات السفن ومتطلبات المهام، مما يوفر مرونة لا مثيل لها على مستوى الأسطول. كما تُبسط هذه الوحدات الصيانة الميدانية، حيث يمكن تبديل وحدات RMA الفردية دون الحاجة إلى إيقاف تشغيل النظام بالكامل.

تعمل سلسلة رادارات AN/SPY-6 في النطاق E/F (2-4 جيجاهرتز)، مما يوفر توازنًا مثاليًا للمراقبة بعيدة المدى وتتبع الأهداف بدقة عالية. يتيح دمج تقنية تشكيل الحزمة الرقمية التتبع المتزامن والمستمر لعدد كبير من التهديدات الجوية والسطحية والصواريخ الباليستية، مع تحسين مقاومة التشويش الإلكتروني والتداخل. بخلاف الأنظمة القديمة التي تتطلب تبديل الأوضاع بين أنواع المهام المختلفة، يمكن لرادار SPY-6 العمل في بيئة متعددة المهام دون أي تنازل عن الأداء، مما يوفر الكشف المتزامن ودعم الاشتباك والتوجيه في جميع المجالات.

تتوفر عائلة رادار SPY-6 بأربعة تكوينات رئيسية، كل منها مُحسّن لمنصات بحرية مختلفة. يتميز رادار AN/SPY-6(V)1، المصمم لمدمرات DDG 51 Flight III، بأربعة واجهات رادار ثابتة، كل منها يتضمن 37 RMA. يوفر هذا الطراز تغطية شاملة بزاوية 360 درجة مع مدى أكبر بشكل كبير، وتمييز الأهداف، ودعم الاشتباك مقارنةً بسابقه، AN/SPY-1D(V). صُمم الطراز AN/SPY-6(V)2، المزود بمصفوفة دوارة واحدة مكونة من 9 رادارات RMA، لسفن النقل البرمائية من فئة LPD، مما يوفر دفاعًا ذاتيًا معززًا ووعيًا ظرفيًا معززًا. صُمم الطراز AN/SPY-6(V)3 بثلاث مصفوفات ثابتة، كل منها مكون من 9 رادارات RMA، مخصصة للمنصات ذات الأسطح الكبيرة مثل حاملات الطائرات وسفن الهجوم البرمائية، مما يضمن تتبعًا مستمرًا بزاوية 360 درجة. وأخيرًا، صُمم الطراز AN/SPY-6(V)4، المزود بـ 24 رادار RMA لكل مصفوفة، ليحل محل الرادارات القديمة على متن مدمرات DDG 51 Flight IIA. يوفر هذا الطراز أداءً متقاربًا مع الطراز (V)1، ويطيل بشكل كبير عمر الخدمة وقدرة الأصول البحرية الحالية.

بالإضافة إلى قابليته الاستثنائية للتوسع، يتكامل نظام رادار SPY-6 بسلاسة مع نظام AEGIS Combat، مما يشكل حجر الزاوية في استراتيجية الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD) للبحرية. يُعزز الرادار كفاءة التشغيل من خلال معالجة كميات هائلة من البيانات للكشف الفوري عن الأهداف وتصنيفها وتنسيق الاشتباك. تضمن أشباه موصلات GaN المتطورة كثافة طاقة أعلى، وكفاءة تبريد مُحسّنة، وموثوقية فائقة، مما يجعله مثاليًا للعمليات المُستدامة في البيئات عالية الخطورة والمُتنازع عليها كهرومغناطيسيًا.

اعتبارًا من منتصف عام 2025، أصبحت سفينتان تابعتان للبحرية الأمريكية جاهزتين للعمل ومجهزتين برادارات SPY-6، وتخضع ثلاث سفن إضافية حاليًا لمراحل مختلفة من دمج الرادار واختبار الأنظمة. ومن المقرر خلال العقد المقبل تجهيز أكثر من 60 سفينة سطحية تابعة للبحرية الأمريكية بأنواع مختلفة من رادار SPY-6، تغطي مجموعة واسعة من مهام وفئات السفن. ويدعم هذا الإطلاق الهدف الأوسع للبحرية الأمريكية المتمثل في تحقيق بنية تحتية مشتركة لأجهزة الاستشعار عبر أسطولها المستقبلي من السفن القتالية السطحية.

يُبرز اعتماد ألمانيا لرادار SPY-6 ضمن إطار نظام إدارة الأسطول (FMS) الطلب الدولي المتزايد على أجهزة استشعار بحرية عالية الأداء قادرة على مواجهة التهديدات الناشئة. سيتم تركيب النظام على متن فرقاطات الدفاع الجوي F127، وهي فئة جديدة من السفن التي طورتها ألمانيا والنرويج بشكل مشترك. لا تزال هذه السفن في مرحلة التصميم، وسيتم تسليم الرادارات بالتزامن مع دمج نظام AEGIS، مما يوفر قابلية التشغيل البيني على مستوى حلف الناتو وقدرات دفاعية مُحسّنة في منطقة بحر البلطيق وشمال الأطلسي.

من المتوقع أن تُختتم عقود إنتاج ودعم نظام SPY-6 الحالية بحلول مايو 2026. ومع ذلك، قد تُمدد بنود العقد المُدمجة عمليات التسليم والخدمات حتى مايو 2030، مما قد يرفع القيمة الإجمالية للبرنامج إلى 2.8 مليار دولار. تُرسّخ هذه الإنجازات رادار AN/SPY-6 كعنصر أساسي في تمكين الجيل القادم من الوعي الظرفي والدفاع البحري. إن قابليته الفريدة للتوسع، وتكامله الرقمي، ومسارات ترقيته المعيارية تجعله ليس فقط جهاز استشعار رئيسيًا لأسطول اليوم، بل أيضًا منصة مُصممة للتطور ومواجهة التهديدات المُتقدمة في المستقبل.