أطلقت شركة ساب الغواصة HMS Halland في الثالث عشر من فبراير، بعد عملية ترقية شاملة في منتصف العمر في حوض بناء السفن التابع لها في كارلسكرونا. ويمثل هذا الإطلاق اكتمال برنامج ترقية مهم للغواصة من فئة Gotland، وتزويدها بتقنيات وأنظمة متقدمة مماثلة لتلك التي سيتم استخدامها في الغواصات المستقبلية من فئة Blekinge (A26).
تعد HMS Halland الغواصة الثالثة والأخيرة من فئة Gotland التي تخضع لهذا التحول الكبير، لتنضم إلى الغواصات الشقيقة لها، HMS Gotland وHMS Uppland، والتي تلقت بالفعل ترقيات مماثلة. وتضمن هذه القدرات الجديدة أن تكون HMS Halland قادرة على تنفيذ مهام بحرية أساسية لسنوات عديدة قادمة، مما يعزز استراتيجية الدفاع البحري السويدية.
أكد ماتس ويكسل، رئيس قسم كوكومز في شركة ساب، على الأهمية الاستراتيجية للغواصة في بحر البلطيق، قائلاً: "إن تأمين البنية التحتية الحيوية تحت الماء والممرات البحرية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. إن إطلاق HMS Halland هو شهادة على قدرة ساب على تحديث وتسليم غواصات متقدمة تلبي متطلبات البحرية السويدية. مع HMS Halland، تكتسب البحرية السويدية - وبالتالي حلف شمال الأطلسي - قوة إضافية للدفاع عن بحر البلطيق ومراقبته".
تم إطلاق HMS Halland، وهي غواصة من فئة Gotland تابعة للبحرية الملكية السويدية، في عام 1996 وتم تكليفها في عام 1999. بعد الترقية الكاملة، تستفيد الآن من التقنيات المتقدمة التي سيتم دمجها في غواصات فئة Blekinge (A26) المستقبلية. يبلغ طول الغواصة 60.4 مترًا وعرضها 6.2 مترًا وغاطسها 5.6 مترًا. يبلغ إزاحتها السطحية 1240 طنًا، بينما تصل إلى 1490 طنًا وهي مغمورة.
من حيث الدفع، تستخدم HMS Halland مجموعة من المحركات. فهي مجهزة بمحركين ديزل بقوة 1300 حصان (970 كيلو وات) لكل منهما، بالإضافة إلى محركين ستيرلينج بقوة 101 حصان (75 كيلو وات) لكل منهما، مما يسمح لها بتعزيز أدائها في وضع الدفع الكهربائي الكامل. المحرك الكهربائي الرئيسي، بقوة 1800 حصان (1300 كيلو وات)، يمكّن الغواصة من الحفاظ على سرعتها حتى عندما تكون مغمورة. عندما تكون على السطح، يمكن لـ HMS Halland الوصول إلى سرعة 10 عقدة (19 كم / ساعة)، بينما تبلغ سرعتها القصوى تحت الماء 20 عقدة (37 كم / ساعة). وهذا يسمح لها بأداء مهام تحت الماء بكفاءة عالية.
كما أن قدرة التحمل لدى HMS Halland ملحوظة، مما يسمح لها بالبقاء مغمورة تحت الماء لأكثر من 14 يومًا دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح لتجديد الهواء. يبلغ أقصى عمق للغوص 300 متر، مما يمنحها القدرة على العمل في المناطق التي يصعب الوصول إليها ومراقبتها تحت الماء. وفيما يتعلق بتسليحها، تم تجهيز الغواصة بأربعة أنابيب طوربيد بقطر 533 ملم وأنبوبين بقطر 400 ملم، مما يسمح لها بحمل 12 طوربيدًا وستة طوربيدات إضافية. بالإضافة إلى ذلك، يمكنها نشر ما يصل إلى 48 لغمًا خارجيًا، مما يزيد من قدرتها على التدخل في الملاحة البحرية للعدو.
تمنح هذه الخصائص التقنية HMS Halland قدرة فريدة على العمل بشكل سري في المياه المعقدة لبحر البلطيق، حيث تعتبر بصمتها الصوتية المنخفضة وقدرتها على التحمل من الأصول الرئيسية. وبفضل هذه الترقيات وتقنياتها المتطورة، تلعب الغواصة دورًا استراتيجيًا حيويًا في الدفاع عن البنية التحتية الحيوية تحت الماء والممرات البحرية، وبالتالي المساهمة في الأمن القومي السويدي وتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي في المنطقة.
تلعب الغواصات مثل HMS Halland دورًا رئيسيًا في الدفاع الحديث، حيث توفر مرونة استراتيجية عبر مجموعة واسعة من سيناريوهات الصراع، من عمليات حفظ السلام إلى الحرب الشاملة. إن قدرة الغواصة على العمل سراً وبقدرة تحمل كبيرة تجعلها من الأصول القيمة في البيئة المعقدة والصعبة لبحر البلطيق، حيث يصعب اكتشاف عملياتها السرية بشكل خاص.
خلال عملية الترقية، تم استبدال أكثر من عشرين نظامًا رئيسيًا على متن HMS Halland، بما في ذلك أجهزة الاستشعار وأنظمة القيادة. هذه الأنظمة الجديدة متطابقة مع تلك التي سيتم استخدامها على غواصات فئة Blekinge المستقبلية، مما يضمن استمرار البحرية السويدية في تشغيل أحدث التقنيات في أسطولها من الغواصات.
من خلال هذا التحديث، تعمل HMS Halland على تعزيز القدرات البحرية السويدية بشكل كبير ودعم موقعها الاستراتيجي في منطقة بحر البلطيق، مع توفير قدرات دفاعية محسنة لحلف شمال الأطلسي.