أخبار: الجيش البولندي يصبح ثالث أكبر قوة في الناتو

وفقاً لأحدث تقديرات حلف شمال الأطلسي لهذا العام، فقد أصبحت المؤسسة العسكرية البولندية الآن ثالث أكبر قوة عسكرية داخل الحلف والأكبر في أوروبا، حيث يصل مجموع أفرادها إلى 216100 فرد. وهذا الرقم يضع بولندا بعد الولايات المتحدة التي يبلغ عدد أفرادها 1.3 مليون فرد، وتركيا التي يبلغ عدد أفرادها 481 ألف فرد. وتأتي بعد بولندا القوات المسلحة الفرنسية التي يبلغ تعدادها 204.700 فرد، وألمانيا بـ185.600، وإيطاليا بـ171.400، والمملكة المتحدة بـ138.100.

على مدى العقد الماضي، تضاعف حجم الجيش البولندي. وفي عام 2014، كان عدد أفرادها 99 ألف جندي فقط واحتلت المرتبة التاسعة في حلف شمال الأطلسي. ارتفع هذا الرقم تدريجيًا على مر السنين، ليصل إلى 116200 في عام 2020، وفي ذلك الوقت كان لا يزال ثامن أكبر عدد في الناتو. ومع ذلك، منذ ذلك الحين، زاد عدد الأفراد بسرعة، متجاوزًا جميع دول الناتو الأخرى باستثناء الولايات المتحدة وتركيا. في مارس 2022، حدد قانون جديد للدفاع الوطني هدفًا لمضاعفة حجم القوات المسلحة البولندية إلى 300 ألف فرد، بما في ذلك 250 ألف جندي محترف و50 ألف جندي إقليمي. في ذلك العام، سجل الجيش البولندي أكبر عدد من المجندين الجدد منذ نهاية الخدمة العسكرية الإجبارية.

في ذلك الوقت، صرح وزير الدفاع آنذاك ماريوس بوشكزاك أن "الجيش البولندي سيصبح أقوى قوة برية في أوروبا" من خلال التوسع في التجنيد والمشتريات والتحديث. صرح اليوم جاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي البولندي (BBN)، أن بيانات الناتو الجديدة تؤكد أن "امتلاك بولندا لأكبر جيش في أوروبا أصبح حقيقة واقعة". وأضاف أن زيادة حجم الجيش البولندي هي "عامل يمنع شبح الحرب".

على مدى السنوات العشر الماضية، كثفت بولندا بشكل كبير شراكاتها الدولية في مجال التسلح كجزء من استراتيجية التحديث العسكري وتعزيز الأمن القومي. وكانت إحدى أهم الشراكات مع الولايات المتحدة، والتي تميزت بشراء أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت في عام 2018، وهي صفقة بمليارات الدولارات تهدف إلى تعزيز الدفاع الجوي البولندي. وفي الآونة الأخيرة، في عام 2020، أبرمت بولندا اتفاقية لشراء 32 طائرة مقاتلة من طراز F-35 Lightning II، وبالتالي تعزيز قدراتها في الدفاع الجوي بهذه التكنولوجيا المتطورة.

علاوة على ذلك، أصبح التعاون مع كوريا الجنوبية محورًا رئيسيًا، وبلغ ذروته بشراء دبابات K2 Black Panther ومدافع الهاوتزر K9 Thunder في عام 2021، مما يدل على توسع التعاون العسكري البولندي خارج حدود الناتو.

بالإضافة إلى زيادة أفرادها العسكريين، اتخذت بولندا أيضًا خطوات مهمة لزيادة إنفاقها الدفاعي. وفقًا لتقرير "الإنفاق الدفاعي لدول الناتو (2014-2023)" الصادر عن حلف شمال الأطلسي، تظهر بولندا معدل إنفاق دفاعي يقدر بـ 3.93% من ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2023، وبذلك تتصدر قائمة الناتو، متقدمة على الولايات المتحدة بنسبة 3.24% واليونان بنسبة 3.24%. 3.05%. ومنذ عام 2014، تحتل بولندا المركز الرابع من حيث نمو الإنفاق الدفاعي بزيادة قدرها 190%، خلف لاتفيا بنسبة 208.87%، والمجر بنسبة 213.26%، وليتوانيا بنسبة 302.46%. وتعكس هذه الجهود التزام بولندا المستمر بتعزيز موقفها الدفاعي داخل الحلف.