أخبار: النيجر تُطوّر ناقلة جند مدرعة "Tin-Galen" محلية الصنع

خطت النيجر خطوةً جريئةً نحو الاستقلال العسكري بالكشف عن ناقلة الجند المدرعة "تين-غالين"، وهي مركبة صُممت وصُممت وبُنيت بالكامل داخل البلاد على يد كفاءات محلية. طُوّرت "تين-غالين" من قِبل شركة "جوديزاين أوتوموتيف"، وهي شركة نيجرية تُركز على حلول الدفاع، وظهرت لأول مرة في أغسطس 2025 خلال حفل أقيم في نيامي حضره رئيس أركان القوات المسلحة النيجيرية وعدد من كبار المسؤولين.

لم يقتصر هذا الحدث على عرض المركبة فحسب، بل سلّط الضوء أيضًا على عزم النيجر على شقّ طريقها الخاص في مجال التصنيع الدفاعي، لا سيما في منطقة تُعاني من تهديدات أمنية وصعوبات بيئية. وبصفتها أول مركبة مدرعة محلية الصنع بالكامل في البلاد، تُجسّد "تين-غالين" براعة هندسية مُصمّمة خصيصًا لتلائم طبيعة منطقة الساحل القاسية، حيث تتطلب درجات الحرارة القصوى والرمال المتحركة والتضاريس الوعرة معدات متينة.

عقب حفل توزيع الجوائز، زار رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، برفقة مسؤولين، معرضًا للمعدات القتالية (مركبات مدرعة، مركبات قتالية، دراجات نارية دوكي)، جميعها مصنعة في النيجر، وأجنحة عرضت العديد من المنتجات (طائرات كامبات بدون طيار، سترات واقية من الرصاص، جرابات مسدسات، أغطية، إلخ) التي أنتجتها القوات المسلحة النيجيرية لتعزيز سيادة قواتنا المسلحة، وفقًا لرؤية القائد الأعلى للقوات المسلحة.

أُقيم الحفل بحضور أعضاء اللجنة الوطنية للسلامة العامة، ورئيس المجلس الدستوري، ورؤساء الجمهورية السابقين ورؤساء الدول، وأعضاء الحكومة، ورؤساء المؤسسات، وكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين، والسلك الدبلوماسي المعتمد في النيجر، وعدد من الضيوف.

تستمد تين-غالين اسمها من التقاليد اللغوية الطوارقية، ويمزج بين عناصر تستحضر القوة والعمل الهادف والزخم المستمر للأمام. يعكس هذا الاختيار صدىً ثقافيًا أعمق، إذ يتماشى مع استراتيجية الدفاع النيجرية المتطورة التي تُعطي الأولوية للاستقلالية والفخر الوطني. في منطقة من العالم لطالما أثرت فيها القوى الأجنبية على المشتريات العسكرية، يُشير هذا التطور إلى اتجاه مدروس نحو التخلي عن الاعتماد على المعدات المستوردة، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بشروط تتعلق بالصيانة وتوافر القطع والنفوذ الجيوسياسي. وقد أكدت قيادة النيجر على الاكتفاء الذاتي كركيزة أساسية لعقيدتها الأمنية، لا سيما بعد التحولات الأخيرة في التحالفات الدولية التي دفعت إلى إعادة تقييم التبعيات الخارجية.

في جوهرها، صُممت مركبة Tin-Galen لتلبية الاحتياجات العملية للقوات المسلحة النيجرية العاملة في منطقة الساحل. تتميز المركبة بحماية باليستية من المستوى B6، قادرة على مقاومة طلقات التهديدات الشائعة مثل بنادق الكلاشينكوف الهجومية وبنادق القنص. يضمن هذا التصنيف من الدروع سلامة الطاقم من نيران الأسلحة الصغيرة المنتشرة في كمائن المتمردين والمناوشات الحدودية. تتميز المركبة بهيكل معزز يعزز متانتها على الأراضي غير المستوية، بينما تتيح لها قدراتها على الطرق الوعرة التنقل عبر المساحات القاحلة والنتوءات الصخرية التي تشتهر بها المنطقة. ورغم أن المواصفات الفنية المحددة، مثل نوع المحرك أو السرعة القصوى، لم تُعلن علنًا، إلا أن التصميم يُعطي الأولوية للتنقل والمرونة في البيئات شديدة الحرارة، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة 45 درجة مئوية، مما قد يُسبب تدهورًا في الآلات الأقل تكيفًا.