أخبار: الولايات المتحدة توافق على بيع 16 نظامًا لإطلاق الصواريخ من طراز HIMARS إلى النرويج

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في 9 أغسطس 2024، عن بيع عسكري أجنبي محتمل لحكومة النرويج، يتضمن توفير أنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة M142 (HIMARS) والمعدات ذات الصلة. وقد تم اعتماد الصفقة، التي تقدر قيمتها بحوالي 580 مليون دولار، من قبل وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي (DSCA) وتم تقديمها الآن إلى الكونجرس للموافقة النهائية.

تشمل الصفقة المقترحة للنرويج ستة عشر وحدة من طراز M142 HIMARS، إلى جانب خمسة عشر وحدة من نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة M30A2 (GMLRS) وخمسة عشر وحدة شديدة الانفجار M31A2 GMLRS. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن تحصل النرويج على مائة وحدة من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش M57 (ATACMS)، والتي تعد ضرورية لتوسيع مدى وتأثير قدراتها المدفعية. وتشمل الحزمة أيضًا كبسولات صواريخ التدريب منخفضة التكلفة والمحدودة المدى (LCRRPR)، والأدلة الفنية الإلكترونية التفاعلية، ومجموعة شاملة من خدمات الدعم، بما في ذلك التكامل وقطع الغيار ومجموعات الأدوات ومعدات الاختبار والخدمات اللوجستية والتدريب. وقد تم تعيين شركة لوكهيد مارتن، ومقرها جراند بريري، تكساس، كمقاول رئيسي لهذا البرنامج العسكري المكثف.

لتنفيذ البيع، سيتعين على ممثلي الحكومة الأمريكية والمقاولين السفر إلى النرويج بشكل دوري، ربما مرتين في السنة، لدعم مراجعات إدارة البرنامج، وتوزيع المعدات، والتدريب.

أصبح نظام HIMARS أحد الأصول المهمة في الحرب الحديثة، وهو ما تجلى بشكل خاص من خلال نشره الناجح في الصراع الدائر في أوكرانيا. يشتهر النظام بقدرته على الحركة والدقة، وقادر على إطلاق صواريخ وقذائف متعددة بدقة متناهية. يتم تركيب نظام HIMARS على شاحنة تزن 5 أطنان، وهو سهل المناورة ويمكن نقله بسرعة، مما يجعله أداة هائلة في كل من العمليات الهجومية والدفاعية. يمكن للنظام إطلاق صواريخ نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS) بمدى يصل إلى 70 كيلومترًا، وصواريخ ATACMS التي يمكنها ضرب أهداف على بعد 300 كيلومتر، مما يجعله فعالًا للغاية في استهداف البنية التحتية للعدو ومراكز القيادة وخطوط الإمداد. تتيح له تعدد استخداماته التعامل مع مجموعة واسعة من الأهداف، من المواقع المحصنة بشدة إلى القوافل المتحركة.

في أوكرانيا، لعب HIMARS دورًا حاسمًا، حيث أدت ضرباته الدقيقة إلى تعطيل الهياكل اللوجستية والقيادية الروسية بشكل كبير، ليصبح حجر الزاوية في استراتيجيات أوكرانيا الدفاعية والهجومية.

بالنسبة للنرويج، يمثل الاستحواذ على HIMARS تعزيزًا كبيرًا لقدراتها العسكرية، خاصة بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي بالقرب من القطب الشمالي والقرب من روسيا. لا يعزز هذا الشراء قدرات المدفعية النرويجية فحسب، بل يعزز أيضًا دورها كحليف رئيسي لحلف شمال الأطلسي. سيعمل نشر HIMARS على تعزيز التوافق بين قوات حلف شمال الأطلسي، مما يسمح بعمليات مشتركة أكثر تنسيقًا وفعالية في المنطقة. ومع تقدم عملية البيع المقترحة عبر القنوات الضرورية، فإنها تمثل خطوة حاسمة في التحديث الجاري للجيش النرويجي، وضمان تجهيزه بشكل جيد لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة في القرن الحادي والعشرين.

وفي التطورات الأخيرة، واصل الجيش الأمريكي استثماره في نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)، ومنح العديد من العقود الكبرى لشركة لوكهيد مارتن. وفي يونيو 2024، حصلت شركة لوكهيد مارتن على تعديل كبير في العقد بقيمة 2.8 مليار دولار من الجيش الأمريكي لتسليم ما يصل إلى 311 قاذفة HIMARS إضافية. ويؤكد هذا العقد على الطلب المتزايد على HIMARS، خاصة بالنظر إلى دوره الحاسم في الصراعات الحديثة، بما في ذلك الحرب الجارية في أوكرانيا. يعد هذا العقد جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لتوسيع مخزون الجيش الأمريكي من صواريخ HIMARS حتى السنة المالية 2028.

في عام 2024، واصلت الولايات المتحدة توسيع مبيعاتها الدولية لنظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS)، مع توقيع العديد من العقود الرئيسية مع الدول الحليفة. والجدير بالذكر أن بولندا وقعت عقدًا مهمًا في وقت سابق من هذا العام لشراء 500 قاذفة HIMARS إضافية، في صفقة تؤكد جهودها لتعزيز القدرات الدفاعية وسط المخاوف الأمنية المستمرة في أوروبا الشرقية. وبالمثل، دخلت أستراليا أيضًا في عقد لشراء وحدات HIMARS، مما يعكس المحور الاستراتيجي للبلاد نحو تعزيز بنيتها التحتية الدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

إن نظام HIMARS M142 قيد الاستخدام حاليًا من قبل العديد من البلدان حول العالم، حيث تتصدر الولايات المتحدة قائمة المشغلين الرئيسيين له. ومن بين المستخدمين النشطين الآخرين رومانيا وسنغافورة وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة والأردن وبولندا، والتي قامت جميعها بدمج HIMARS في قواتها العسكرية لتعزيز قدراتها على الضربات الدقيقة بعيدة المدى. وفي المستقبل، تعهدت أستراليا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا والمغرب وتايوان بأن تصبح مستخدمين مستقبليين، مع خطط لدمج HIMARS في استراتيجياتها الدفاعية. بالإضافة إلى ذلك، تعد كرواتيا وبلغاريا من المستخدمين المحتملين في المستقبل، بعد أن أعربتا عن اهتمامهما بالحصول على النظام لتعزيز قدراتهما العسكرية استجابة للتحديات الأمنية الإقليمية المتطورة. ويؤكد هذا التبني والاهتمام الواسع النطاق على الاعتراف المتزايد بنظام HIMARS كأصل حاسم في العمليات العسكرية الحديثة.