استعرض الجيش الهندي دبابة القتال الرئيسية T-90S Bhishma (MBT)، الملقبة محليًا باسم Bhishma، خلال العرض العسكري في يوم الجمهورية لعام 2025، وهي محور قدراته الدفاعية. أصبحت دبابة القتال الرئيسية الحديثة هذه مرادفة لقوة الحرب المدرعة في الهند، وترمز إلى العلاقات العسكرية الوثيقة والطويلة الأمد بين الهند وروسيا. تعد دبابة T-90S العمود الفقري للتشكيلات المدرعة للجيش الهندي، إلى جانب Arjun المنتجة محليًا وT-72 الأقدم.
وفقًا للجيش لعام 2024، يشغل الجيش الهندي ما مجموعه 3740 دبابة قتال رئيسية. يضم هذا الأسطول المتنوع 122 دبابة أرجون محلية الصنع، و2418 دبابة روسية من طراز T-72M1، و1200 دبابة T-90S، والتي تضمن مجتمعة أن تحافظ الهند على قوة مدرعة هائلة. كانت دبابة T-90S، على وجه الخصوص، جزءًا لا يتجزأ من جهود تحديث الدفاع في الهند، مستفيدة من عمليات نقل التكنولوجيا المتقدمة والتصنيع المحلي بموجب ترخيص.
تعتبر دبابة T-90S "Bhishma" نسخة من دبابة T-90 الروسية، والتي تعتبر على نطاق واسع واحدة من أكثر دبابات القتال الرئيسية تقدمًا في الخدمة على مستوى العالم. بفضل مدفعها القوي الأملس عيار 125 ملم، والدروع المركبة، وأنظمة التحكم في النيران الحديثة، أثبتت دبابة T-90S نفسها كأصل فعال للغاية في ساحة المعركة. إن قدرتها على العمل في بيئات متنوعة - من الصحاري إلى التضاريس الجبلية - جعلتها الخيار المفضل للجيش الهندي.
تم اختيار اسم "Bhishma" ليعكس قوة الدبابة وقدرتها على الصمود، على غرار المحارب الأسطوري من ملحمة ماهابهاراتا الهندية. من حيث الأداء، تتميز T-90S بقدرة فائقة على الحركة والقوة النارية، مما يسمح لها بمهاجمة الأهداف على مسافات طويلة، في حين توفر أنظمة الدروع والتدابير المضادة المتقدمة حماية ممتازة للطاقم.
تتضمن T-90S Bhishma، المصممة خصيصًا للجيش الهندي، العديد من الميزات الفريدة التي تلبي المتطلبات التشغيلية والظروف البيئية للبلاد. يتضمن أحد التعديلات الرئيسية نظامًا محليًا متطورًا للتحكم في النيران مصممًا لتحسين الدقة واكتساب الهدف، خاصة في بيئات القتال المتنوعة في الهند، والتي تتراوح من الصحاري القاحلة في راجاستان إلى التضاريس الوعرة في جبال الهيمالايا. بالإضافة إلى ذلك، تم تجهيز T-90S Bhishma بنظام حماية نشط تم تطويره محليًا، ومصمم لمواجهة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات (ATGMs) والقنابل الصاروخية (RPGs)، مما يوفر طبقة إضافية من الدفاع للطاقم. ميزة أخرى ملحوظة هي دمج الدروع المركبة المصنوعة في الهند وحزم الدروع التفاعلية المتفجرة (ERA)، والتي توفر حماية محسنة ضد الأسلحة الحديثة المضادة للدبابات.
وتستفيد دبابة T-90S Bhishma أيضًا من ترقية محرك أكثر قوة توفر قدرة أفضل على الحركة عبر التضاريس المتنوعة في الهند، بما في ذلك المناطق المرتفعة حيث توجد العديد من المواقع الدفاعية الاستراتيجية للهند. وعلاوة على ذلك، تم تعديل الدبابة بنظام فريد لإدارة ساحة المعركة الرقمية (BMS) يسمح بالاتصال والتنسيق السلس مع عناصر أخرى من القوات الآلية للجيش الهندي، مما يحسن الفعالية الإجمالية لعمليات الأسلحة المشتركة. وتضمن هذه التعديلات الخاصة بالهند أن دبابة T-90S Bhishma لا تلبي احتياجات الحرب الحديثة فحسب، بل إنها مجهزة تجهيزًا جيدًا للعمل بشكل فعال في ظل التحديات الدفاعية الفريدة للهند.
كانت علاقة الهند بروسيا من حيث المعدات العسكرية علاقة دائمة، تعود إلى عصر الحرب الباردة. وعلى مدى العقد الماضي، ازدهرت هذه الشراكة الاستراتيجية، وخاصة في مجال تكنولوجيا المركبات المدرعة. وكانت دبابة T-90S في قلب هذا التعاون، حيث تلقت الهند عدة دفعات من هذه الدبابات مباشرة من روسيا، بينما أنشأت أيضًا خطوط إنتاج محلية لتلبية متطلبات الدفاع المتزايدة في البلاد.
بدأت الهند في شراء دبابات T-90S من روسيا في عام 2006 بشراء أولي لـ 347 دبابة. وبحلول عام 2010، بدأ الجيش الهندي في إنتاج دبابات T-90S بموجب ترخيص في الهند، مع زيادة عمليات التسليم عامًا بعد عام. وشهد عقد رئيسي في عام 2013 اتفاقية لدفعة أخرى من دبابات T-90S، هذه المرة بـ 236 وحدة، تم إنتاجها محليًا كجزء من صفقة بقيمة 60 مليار روبية هندية (حوالي مليار دولار). وقد عزز هذا الاتفاق، إلى جانب المشتريات السابقة، أسطول الدبابات الهندي بشكل كبير.
لقد عزز قرار الهند بإنتاج دبابات T-90S محليًا، من خلال مصنع المركبات الثقيلة المملوك للدولة (HVF) في أفادي، تاميل نادو، العلاقات الدفاعية الاستراتيجية مع روسيا. تم تجميع أكثر من 1000 دبابة T-90S أو بنائها بالكامل في الهند، مع بعض الترقيات في أنظمة المركبات، بما في ذلك أنظمة التحكم في النيران الحديثة وتعزيزات الدروع.
وقد اتبعت الهند في شراء دبابات تي-90 إس جدولاً زمنياً منظماً. فقد شهدت الصفقة الأولية في عام 2006 لـ 347 وحدة عمليات تسليم ممتدة على عدة سنوات، من عام 2010 إلى عام 2015. وتبع ذلك اتفاق في عام 2007 لـ 300 دبابة إضافية، تم تجميع 223 منها في الهند كجزء من صفقة بقيمة 49 مليار روبية هندية (حوالي 1.2 مليار دولار). وفي عام 2013، وقعت الهند صفقة أخرى لـ 236 دبابة تي-90 إس أخرى، والتي تم تجميعها محليًا أيضًا. وقد عززت هذه الوحدات الإضافية، التي تم تسليمها من عام 2018 إلى عام 2022، مكانة تي-90 إس باعتبارها العمود الفقري للقوات المدرعة الهندية.
كانت العلاقة الدفاعية الهندية الروسية، وخاصة في قطاع المركبات المدرعة، عنصراً رئيسياً في استراتيجية الدفاع الأوسع للهند. وتؤكد دبابات T-90S، إلى جانب أنظمة روسية أخرى مثل طائرات Su-30MKI المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي S-400 وحاملة الطائرات INS Vikramaditya، على عمق التعاون العسكري بين البلدين. وفي السنوات الأخيرة، تنوعت المشتريات الدفاعية الهندية، لكن روسيا تظل المورد الرئيسي للأنظمة الحيوية. وبالإضافة إلى المبيعات العسكرية المباشرة، استفادت الهند من عمليات نقل التكنولوجيا واتفاقيات الإنتاج المشترك التي مكنت البلاد من تعزيز قدراتها الدفاعية المحلية. وتمثل دبابات T-90S، التي تم إنتاجها بموجب ترخيص، إنجازًا كبيرًا في هذا الصدد، حيث تسمح للهند بالحفاظ على أسطول مدرع قوي مع تقليل الاعتماد على الموردين الأجانب.
لقد لعب اقتناء وإنتاج دبابات T-90S محليًا دورًا حيويًا في جهود تحديث الدفاع الأوسع في الهند. وبينما يسعى الجيش الهندي إلى ترقية وتوسيع قواته الميكانيكية، تعمل دبابات T-90S كأداة أساسية في حماية حدود الهند والحفاظ على رادع استراتيجي. إن الميزات المتقدمة للدبابة، مثل قدرتها على التعامل مع أهداف متعددة في وقت واحد والعمل بشكل فعال في جميع الظروف الجوية، تضمن أنها تظل قوة هائلة في ساحة المعركة.
إن استمرار خدمة T-90S، إلى جانب الترقيات المستمرة لكل من المنصة والأنظمة المرتبطة بها، من المرجح أن يضمن بقاءها في الخدمة الفعلية لسنوات عديدة قادمة. ومع استمرار التوترات في المنطقة، وخاصة على طول الحدود مع الصين وباكستان، من المتوقع أن تظل T-90S جزءًا لا يتجزأ من موقف الدفاع الهندي.
كان عرض يوم الجمهورية الهندي في 26 يناير 2025 بمثابة تذكير بالعلاقة الدائمة بين الهند وروسيا في قطاع الدفاع، وخاصة في الحرب المدرعة. تظل T-90S "Bhishma" مكونًا أساسيًا لقوة الجيش الهندي، حيث لا تعرض فقط المساهمة التكنولوجية الروسية ولكن أيضًا قدرات الدفاع المحلية المتنامية في الهند. ومع استمرار إنتاج وتحديث أسطول دبابات T-90S، تضمن الهند بقاءها قوة عسكرية هائلة في جنوب آسيا، وجاهزة لمواجهة أي تحد قد ينشأ على حدودها.