أخبار: إيران تختبر نظام دفاع جوي بالليزر وسط تهديدات إسرائيلية محتملة للمواقع النووية

مع استمرار التوترات بشأن احتمال شن إسرائيل هجمات تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، أجرت طهران تدريبات عسكرية واسعة النطاق لتعزيز دفاع بنيتها التحتية الحيوية. في 12 يناير 2025، كشفت إيران عن نظام دفاع جوي جديد قائم على الليزر، أطلق عليه اسم "سراج"، خلال التدريبات التي أجريت في المناطق الغربية والشمالية من البلاد. وقد حظي هذا النظام المتقدم، المصمم لحماية المواقع الحساسة مثل منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، باهتمام كبير.

على الرغم من أن التفاصيل الفنية المحددة لنظام سراج لا تزال غير معلنة، فإن التقارير الواردة من وكالة أنباء مهر تصفه بأنه هائل. يُنظر إلى السراج، المدمج في أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات المحيطة بالمنشآت النووية الإيرانية، باعتباره مكونًا رئيسيًا في ردع الضربات المحتملة من إسرائيل أو الولايات المتحدة. تقدم تقنية الليزر مزايا فريدة كحل فعال من حيث التكلفة لتحييد التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، مع تقليل الأضرار الجانبية.

وتعمل هذه المنظومة عن طريق إصدار شعاع فوتون عالي الطاقة قادر على اعتراض وتعطيل الأهداف الجوية من خلال التسخين السريع، مما يؤدي إلى فشل هيكلي. وتتميز هذه الأنظمة الثابتة الموقع بالدقة والتكتم، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص لمواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ دون توليد حطام خطير. وفي السياق الإيراني، حيث قد يتم نشر طائرات بدون طيار معادية ضد البنية التحتية الحساسة، تمثل هذه التكنولوجيا حلاً استراتيجيًا قابلاً للتطبيق.

إيران ليست الدولة الوحيدة التي تطور مثل هذه الأنظمة الدفاعية المتقدمة. وعلى مستوى العالم، قدمت إسرائيل "الشعاع الحديدي"، وهو نظام ليزر يكمل القبة الحديدية، والمصمم لاعتراض التهديدات الجوية منخفضة التكلفة. ويعكس التبني المتزايد لهذه التقنيات الحاجة التشغيلية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها الطائرات بدون طيار والقذائف غير المكلفة، والتي يمكن أن تطغى على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.

كانت مناورات الدفاع الجوي "اقتدار" التي أجراها الجيش الإيراني تهدف إلى تقييم فعالية استراتيجيات الدفاع في البلاد ضد التوغلات المحتملة. وتضمنت هذه التدريبات نشر أنظمة الرادار النشطة والسلبية، وأدوات الكشف البصري، وتقنيات الحرب الإلكترونية لضمان المراقبة الشاملة والكشف السريع عن التهديدات. بالإضافة إلى ذلك، شددت التدريبات على النشر السريع للقوات، مما يؤكد تركيز إيران على تدابير الدفاع التكيفية والاستجابة.

وقد حدثت هذه المناورات وسط توترات متصاعدة، تفاقمت بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة وتأكيدات إسرائيل على قدرتها على استهداف المواقع الإيرانية الاستراتيجية. وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة فيما يتعلق بالقيود المفروضة على قدرات الدفاع الجوي الإيرانية، فإن دمج تكنولوجيا الليزر مثل سراج يشير إلى تحول ملحوظ. من خلال حماية البنية التحتية الحيوية مثل مجمعي فوردو وخونداب، تتوافق هذه الأنظمة مع استراتيجية طهران الأوسع لتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التهديدات الخارجية. وعلى الرغم من استمرار التحديات، تواصل إيران تطوير ترسانتها لمواجهة الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة.

يهدف نظام الدفاع الجوي بالليزر سراج على وجه التحديد إلى حماية الأصول الاستراتيجية لإيران، بما في ذلك المرافق النووية، ضد التهديدات المتزايدة التي تشكلها الطائرات بدون طيار والصواريخ. باستخدام شعاع ليزر عالي الطاقة، يمكنه اعتراض هذه الأهداف وتعطيلها بدقة، مما يقلل بشكل كبير من خطر الأضرار الجانبية. كما تم تصميمه للدفاع عن المواقع الثابتة، ويوفر أيضًا مزايا اقتصادية من خلال خفض تكاليف الاعتراض مقارنة بالأنظمة التقليدية القائمة على الصواريخ. ومن خلال تبني هذه التكنولوجيا، تعزز إيران قدرتها على مواجهة الهجمات المحتملة مع تأمين بنيتها التحتية الحيوية ضد التهديدات الجوية الحديثة.

ومع ذلك، بالمقارنة مع نظيراتها الدولية مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة، يبدو أن السراج في مرحلة مبكرة من التطوير أو النشر. وقد أثبتت أنظمة مثل "الشعاع الحديدي" الإسرائيلي أو تقنيات الليزر الأمريكية المتقدمة بالفعل فعاليتها التشغيلية، بما في ذلك تحييد الطائرات بدون طيار والصواريخ. كما توفر هذه الأنظمة قدرة أكبر على الحركة وتستفيد من التكامل مع تقنيات الكشف المتقدمة. وبدون بيانات تقنية مفصلة، ​​من الصعب تقييم قدرات السراج بشكل شامل. ومع ذلك، يبدو أنها مصممة لمعالجة ثغرات محددة في استراتيجية الدفاع الإيرانية مع العمل كرادع للخصوم الإقليميين.