أخبار: نظام S-400 الروسي يستهدف طائرة Atlantique 2 الفرنسية فوق بحر البلطيق

تعرضت طائرة دورية بحرية تابعة للبحرية الفرنسية من طراز أتلانتيك 2، تعمل كجزء من مهمة لحلف شمال الأطلسي، لضوء رادار الاستهداف لنظام الدفاع الجوي الروسي إس-400، خلال ليلة 15-16 يناير 2025. وقد أدان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو هذا الإجراء، الذي وصفه بأنه عدواني ومخالف للمعايير الدولية. وقع الحادث وسط توترات متصاعدة في بحر البلطيق، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية حيث تتعارض المصالح الروسية والغربية بشكل متكرر.

تهدف دوريات حلف شمال الأطلسي في بحر البلطيق إلى ضمان الأمن البحري وحماية البنية التحتية الحيوية في المنطقة. وقد تكثفت هذه العمليات ردًا على الحوادث الأخيرة، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بكابلات الاتصالات والطاقة تحت الماء، والتي ينسبها القادة الأوروبيون إلى أعمال تخريب محتملة من قبل روسيا. وتحشد عملية مراقبة البلطيق الفرقاطات وطائرات الدوريات البحرية مثل أتلانتيك 2 والطائرات بدون طيار البحرية لمراقبة هذه المياه الاستراتيجية بشكل فعال. وفي هذه المناسبة، كانت أتلانتيك 2 الفرنسية تجري عمليات تفتيش بالقرب من المياه السويدية وبحر البلطيق، وتفحص حوالي 200 سفينة دون تحديد أي سفن مشبوهة. واستنادًا إلى قدرات الرادار والمدى التشغيلي لنظام إس-400، فمن المرجح أن البطارية المسؤولة كانت موجودة في جيب كالينينجراد الروسي.

تلعب كالينينجراد، وهي منطقة روسية تقع بين بولندا وليتوانيا، دورًا محوريًا في استراتيجية الدفاع الجوي الروسية. استضافت المنطقة بطاريات إس-400 منذ نشرها الأولي في أبريل 2012، بهدف تعزيز الدفاع الجوي لأسطول البلطيق. وتم تركيب أنظمة إضافية في قاعدة جفارديسك العسكرية بالقرب من كالينينجراد في مارس 2019 لتأمين هذه المنطقة الحساسة استراتيجيًا بشكل أكبر. كما تعمل هذه الانتشارات كرادع لقوات حلف شمال الأطلسي العاملة في المنطقة، حيث تستمر التوترات في الارتفاع.

إن نظام الدفاع الجوي إس-400 تريومف، الذي طورته شركة ألماز-آنتي، هو نظام دفاع جوي متطور يتميز ببنية رادار متقدمة. وفي قلبه رادار التحكم في النيران 92N6 Grave Stone، القادر على اكتشاف الأهداف على بعد يصل إلى 400 كيلومتر وعلى ارتفاعات تتجاوز 50 كيلومترًا. ويدعم هذا الرادار رادار 96L6 Cheese Board، المحسن لتتبع الأهداف على ارتفاعات منخفضة وعالية، ورادار 91N6E Big Bird، الذي يمكنه تحديد التهديدات على مسافات تصل إلى 600 كيلومتر في بعض التكوينات. يتيح هذا المزيج لنظام إس-400 اكتشاف مجموعة واسعة من التهديدات، من الصواريخ الباليستية والطائرات الشبحية إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ المجنحة.

يتميز نظام إس-400 أيضًا بقدرته على نشر مجموعة متنوعة من الصواريخ المصممة خصيصًا لتهديدات محددة. يمكن للصاروخ 40N6E، بمدى 380 كيلومترًا، التعامل مع أهداف خارج أفق الرادار، بما في ذلك تلك التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. تم تصميم صواريخ 48N6DM/48N6E3 بمدى 250 كيلومترًا و48N6E2 بمدى 200 كيلومتر لاعتراض التهديدات على ارتفاعات عالية، في حين تم تحسين صواريخ 9M96E بمدى 40 كيلومترًا و9M96E2 بمدى 120 كيلومترًا للتهديدات القابلة للمناورة وتلك الموجودة على ارتفاعات منخفضة. تضمن هذه الصواريخ الأسرع من الصوت، القادرة على سرعات تصل إلى 15 ماخ، اعتراضًا سريعًا ودقيقًا. في تكوينها الأقصى، يمكن لبطارية S-400 التعامل مع ما يصل إلى 80 هدفًا في وقت واحد وتوجيه 160 صاروخًا في دائرة نصف قطرها 360 درجة.

في حين أن التصميم المعياري والقدرات المتقدمة لـ S-400 تجعله نظام دفاع هائل، إلا أنها تأتي مع متطلبات لوجستية كبيرة، بما في ذلك الصيانة والموظفين المدربين تدريبًا عاليًا. وتؤكد هذه العوامل على أهمية أنظمة إس-400 المتمركزة في كالينينغراد ضمن استراتيجية روسيا الأوسع لمكافحة الوصول ومنع دخول المنطقة، وتأمين المنطقة بشكل فعال ضد الغارات الجوية غير المصرح بها.

يسلط هذا الحادث الضوء على التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا، وخاصة على خلفية الصراع الدائر في أوكرانيا. تتخصص أتلانتيك 2، التي صممتها شركتا بريجيه وداسو للطيران، في مهام الحرب المضادة للغواصات والمراقبة. مع قدرة طيران تصل إلى 14 ساعة ومدى 4300 ميل بحري، فهي أصل بالغ الأهمية لعمليات حلف شمال الأطلسي في بحر البلطيق. مزودة بأجهزة استشعار متطورة، بما في ذلك كاشف الشذوذ المغناطيسي ورادار بزاوية 360 درجة، يمكن لأتلانتيك 2 مراقبة النشاط البحري بكفاءة في المناطق الاستراتيجية.

يمثل استخدام رادار الاستهداف ضد أتلانتيك 2 عملاً استفزازيًا، وغالبًا ما يتم تفسيره على أنه تحذير أو استعراض للقوة. ورغم أن الموقف لم يتفاقم أكثر، فإنه يؤكد على المخاطر المترتبة على العمل في منطقة تتفاعل فيها قوات حلف شمال الأطلسي وروسيا بشكل متكرر. وأشار القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا، الجنرال كريستوفر كافولي، إلى أن مثل هذه الحوادث، على الرغم من خطورتها، شائعة نسبيا ولا تقتصر على المسارح الأوروبية. ويؤكد هذا الحادث على الحاجة إلى أن يحافظ حلف شمال الأطلسي على اليقظة المتزايدة ضد الأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

يعكس هذا الحدث التوازن الدقيق للقوى في بحر البلطيق، وهو مسرح بالغ الأهمية في التنافس الأوسع بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. وتسلط القدرات المتقدمة لنظام إس-400، إلى جانب المرونة الاستراتيجية لحلف شمال الأطلسي، الضوء على الطبيعة الهشة لهذه المنطقة، حيث يحمل كل إجراء عواقب محتملة على الأمن الدولي.