أخبار: الجيش البريطاني يكمل أول تجربة إطلاق لصاروخ سكاي سابر الجديد

أعلن الجيش البريطاني في 22 أغسطس 2025، أن القوات البريطانية أكملت أول تجربة إطلاق حيّ على الإطلاق لنظام صواريخ الدفاع الجوي "سكاي سابر" على الأراضي البريطانية، مما يُمثل تقدمًا كبيرًا في قدرات الدفاع الجوي الأرضية للبلاد تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو). خلال مناورة "الدرع الهائل 25" في جزر هبريدس الخارجية، أطلق الفوج السادس عشر من المدفعية الملكية للجيش البريطاني نظام "سكاي سابر" بنجاح، مُثبتًا بذلك أدائه التشغيلي في بيئة متعددة الجنسيات وعالية الخطورة. يتزامن هذا العرض مع قرار وزارة الدفاع البريطانية بمضاعفة عدد منصات إطلاق "سكاي سابر" كجزء من استثمار بقيمة 118 مليون جنيه إسترليني لتعزيز وضع الدفاع الجوي للمملكة المتحدة.

يُقدم نظام "سكاي سابر" التابع للجيش البريطاني قفزة نوعية في التطور التكنولوجي والعملياتي مقارنةً بسابقه في حقبة الحرب الباردة. يتمحور النظام حول ثلاثة مكونات رئيسية: منصة إطلاق "لاند سيبتور"، التي تُطلق الصاروخ المعياري المشترك المضاد للطائرات (CAMM)؛ ورادار "الزرافة" متعدد الحزم الرشيق الذي طورته شركة ساب؛ ووحدة قيادة وتحكم متكاملة تربط جميع العناصر في شبكة تحكم إطلاق نار متماسكة وسريعة الاستجابة. تعمل هذه المكونات معًا لتوفير قدرة دفاع جوي حديثة ومتحركة ومتعددة الطبقات، مُصممة خصيصًا لمواجهة تعقيدات بيئة التهديدات الحالية.

صُممت صواريخ "كام" بدقة عالية، وقدرة عالية على المناورة، واستهداف أهداف متعددة. بخلاف الصواريخ القديمة التي اعتمدت على الإضاءة الخارجية أو التتبع البصري، يستخدم "كام" التوجيه الراداري النشط، ويتميز بوصلة بيانات ثنائية الاتجاه تتيح تحديثات في منتصف المسار وإعادة الاستهداف في الوقت الفعلي. يمكن للصاروخ إصابة أهداف على مسافات تتجاوز 120 كيلومترًا، وإصابة أجسام تتحرك بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت. يمكنه ضرب تهديدات بحجم كرة التنس، وقادر على اعتراض الطائرات ذات الأجنحة الثابتة، والمنصات الدوارة، وصواريخ كروز، وحتى الطائرات بدون طيار منخفضة الرصد، مما يجعله أداة فعّالة ضد التهديدات التقليدية وغير المتكافئة.

رادار "جيراف أجايل" متعدد الحزم هو نظام مراقبة ثلاثي الأبعاد عالي الحركة، يوفر تغطية بزاوية 360 درجة، مع معدل دوران سريع، وقدرة على تتبع أكثر من 100 هدف جوي في وقت واحد. يُرفع رادار "جيراف" على صارية هيدروليكية لزيادة خط الرؤية، ويمكنه اكتشاف الأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والذخائر الموجهة، حتى في البيئات محدودة التضاريس. يسمح معدل التحديث العالي وقدراته على رفض التشويش بتتبع دقيق للتهديدات في المجالات الجوية المعقدة، مثل تلك التي يتم رصدها أثناء العمليات المشتركة التي تستخدم فيها أصول جوية متعددة.

يمثل النشر الميداني العملي لـ"سكاي سابر" حجر الزاوية في تحديث الجيش البريطاني لقوات الدفاع الجوي الأرضية. يأتي هذا التحول بعد سنوات من القلق المتزايد بشأن تعرض المملكة المتحدة للتهديدات الجوية، سواءً في سياقات الانتشار أو على أرض الوطن. على الرغم من موثوقية نظام رابير السابق وأهميته التاريخية، إلا أنه وصل إلى أقصى حدود فعاليته. نُشر رابير في سبعينيات القرن الماضي، وطُوّر لمواجهة طائرات الحرب الباردة النفاثة، واستُخدم في القتال خلال حرب الفوكلاند وفي حربي الخليج. ومع ذلك، فإن أنظمته التناظرية، وقصر مداه، وافتقاره إلى الاتصال الحديث، جعله غير مناسب لمواجهة التهديدات الحديثة مثل الطائرات بدون طيار منخفضة المدى والأسلحة فرط الصوتية.

يسد نظام الدفاع الجوي "سكاي سابر" التابع للجيش البريطاني هذه الفجوة الحرجة من خلال تقديم نظام دفاع جوي متعدد المجالات، مُمكّن شبكيًا، يتكامل بسلاسة مع أصول سلاح الجو الملكي البريطاني وبنية الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة الأوسع لحلف شمال الأطلسي. تسمح وحدات النظام وبنيته الرقمية الأساسية بنشره في مجموعة متنوعة من الأدوار، بدءًا من الدفاع عن الوطن وحماية القوات الاستكشافية، وصولًا إلى التكامل مع العمليات المشتركة والحلفاء الأكبر حجمًا.

وفر تمرين "الدرع الهائل" السيناريو المثالي لاختبار قدرات "سكاي سابر" في ظل ظروف تشغيلية واقعية. شاركت تسعة دول حليفة لحلف الناتو في التمرين، ونشرت منصات جوية وبحرية متطورة، بما في ذلك طائرات يوروفايتر تايفون البريطانية وطائرات إف-35 النرويجية، لمحاكاة سيناريوهات تهديدات شديدة. وقد أثبتت قدرة نظام سكاي سابر على تتبع الأهداف والاشتباك معها وسط هذه البيئة الجوية متعددة الطبقات، ليس فقط فعاليته التقنية، بل وأهميته أيضًا في تعزيز التوافق التشغيلي لحلف الناتو. وأكد ضابط الصف الثاني بن نوريس من الفوج السادس عشر للمدفعية الملكية على تفرد النظام، مشيرًا إلى أن سكاي سابر يوفر قدرات لا مثيل لها في أنظمة الناتو الأخرى نظرًا لتعقيده وقدرته على الحركة وتعدد أهدافه.