تُمثل هذه المساعدة العسكرية الحاسمة، التي أعلنت عنها وزارة الدفاع السويدية لأول مرة في 29 مايو 2024، تعزيزًا كبيرًا لقدرة أوكرانيا على رصد مجالها الجوي والتحكم فيه في ظل الغزو الروسي المستمر. وفقًا لمعلومات نُشرت في 21 مارس 2025 على موقع Delfi الإخباري، فإن عملية تسليم طائرة الإنذار المبكر والتحكم الجوي السويدية ASC 890 إلى أوكرانيا تسير وفقًا للخطة الموضوعة.
طائرة ASC 890 هي نظام إنذار مبكر وتحكم جوي طورته شركة Saab السويدية، وبُنيت على منصة طائرات Saab 340 ثنائية المحرك التوربيني. وهي مُجهزة برادار Erieye، وهو رادار قوي ذو مصفوفة مسح إلكتروني نشط (AESA) مُثبت على سطح جسم الطائرة. يستطيع هذا الرادار اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية والبحرية في آنٍ واحد على مسافات تصل إلى 400 كيلومتر، حتى في الظروف الصعبة مثل بيئات التشويش أو التضاريس الجبلية. تتيح له أجهزة الاستشعار المتطورة الحفاظ على مراقبة مستمرة عبر مساحات شاسعة، مما يوفر للقادة وعيًا لحظيًا بالوضع.
المهمة الرئيسية لطائرة ASC 890 هي العمل كمركز قيادة وتحكم في الجو. فهي توفر إنذارًا مبكرًا بالتهديدات القادمة مثل الطائرات وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار، وتنسق استجابات الدفاع الجوي من خلال نقل المعلومات إلى الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي الأرضية ومراكز القيادة العملياتية. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دورًا حاسمًا في إدارة المجال الجوي، وتوجيه الطائرات الصديقة أثناء العمليات الهجومية والدفاعية، وحل النزاعات بين الحركات، ودعم تنسيق الأسلحة المشتركة والمشتركة. في البيئات البحرية، يمكنها دعم فرق العمل البحرية من خلال تتبع الاتصالات السطحية وتعزيز الوعي بالمجال البحري.
يُظهر قرار السويد بالتبرع بطائرة ASC 890 التزامًا متزايدًا بدعم دفاع أوكرانيا. من المتوقع أن تُعزز هذه الطائرة شبكة الدفاع الجوي المتكاملة لأوكرانيا بشكل كبير، من خلال تمكين تنسيق أفضل بين أنظمة الدفاع الجوي الأرضية والطائرات المقاتلة وهياكل القيادة. واعتبارًا من مارس 2025، يخضع أفراد القوات الجوية الأوكرانية لتدريب شامل في السويد لضمان جاهزيتهم العملياتية عند وصول الطائرة.
يأتي هذا النقل الاستراتيجي في سياق المساعدة العسكرية الأوسع التي تقدمها السويد لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022. وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، قدمت السويد سلسلة من حزم المساعدات المتطورة بشكل متزايد. وتشمل هذه المساعدات مركبات قتالية مدرعة، ومدفعية ذاتية الدفع، وأنظمة دفاع جوي، وذخيرة، وأبرزها دبابات قتال رئيسية وقدرات مراقبة متطورة. وفي المجموع، التزمت السويد بحوالي 61.9 مليار كرونة سويدية (حوالي 5.4 مليار يورو) كمساعدات عسكرية، مما يجعلها من بين أكبر المساهمين الأوروبيين في دعم دفاع أوكرانيا.
وتشمل المعالم الرئيسية في هذه المساعدة تسليم مركبات قتال المشاة CV90 ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز آرتشر، والتي تم نشرها بفعالية في العمليات على الخطوط الأمامية. بالإضافة إلى ذلك، زودت السويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي RBS 70 وIRIS-T، بالإضافة إلى دبابات Stridsvagn 122 - وهي نسخة سويدية من Leopard 2A5 - مما عزز القوات البرية الأوكرانية وأنظمة الدفاع الجوي لديها.
يمثل تسليم طائرة ASC 890 بُعدًا جديدًا في الدعم السويدي، إذ لا يقتصر على تزويد أوكرانيا بالقوة النارية فحسب، بل يوفر أيضًا قدرات قيادة وتحكم بالغة الأهمية تُضاعف فعالية الأنظمة الحالية. كما تعكس هذه الخطوة تنامي انسجام السويد مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودورها الاستباقي في دعم أمن الجناح الشرقي لأوروبا.
في وقتٍ لا يزال فيه المجال الجوي الأوكراني تحت تهديد مستمر من ضربات الصواريخ الروسية وغارات الطائرات بدون طيار، ستُحدث قدرة طائرة ASC 890 على توفير المراقبة الجوية الآنية والتنسيق المباشر بين الوحدات الدفاعية نقلة نوعية. يُبرز التسليم في الموعد المحدد موثوقية السويد كشريك دفاعي، ويؤكد مجددًا عزمها الاستراتيجي على مساعدة أوكرانيا ليس فقط في البقاء، بل في استعادة التفوق العملياتي على أراضيها.