أخبار: العراق يشتري ثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز M-SAM من كوريا الجنوبية بقيمة 2.63 مليار دولار

أعلن وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، في 9 سبتمبر 2024، أن عقد منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الكورية الجنوبية "تشيونغونغ 2" (إم-سام 2) قد اكتمل وسيتم توقيعه الأسبوع المقبل. وبحسب هيو بايك يون، فإن العقد يشمل ثماني بطاريات من هذا النظام، المعروف أيضًا باسم "باتريوت الكوري"، ومن المتوقع أن تبلغ قيمته حوالي 3.5 تريليون وون كوري، أو ما يقرب من 2.63 مليار دولار. ويمثل هذا خطوة أخرى في توسيع صادرات كوريا الجنوبية الدفاعية في الشرق الأوسط، بعد صفقات سابقة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

كما ذكر العباسي اتفاقيات جديدة تهدف إلى تطوير وتحديث مدفعية الجيش العراقي، بما في ذلك عقد هاوتزر ذاتي الحركة فرنسي من طراز "سيزار" عيار 155 ملم وخطط لتحديث دبابات "إم1 إيه1 أبرامز". وأضاف أن نهج العراق في المشتريات العسكرية تغير في عهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث سمحت اللجان الفنية بشروط دفع مرنة لعقود الأسلحة الممتدة على مدى ثماني سنوات لتقليل التأثير على الميزانية الوطنية.

واجه العراق تحديات في الحفاظ على معداته العسكرية الروسية، مثل مروحيات مي-17، والتي تعد بالغة الأهمية للعمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ومن المقرر استبدال هذه المروحيات بـ 12 مروحية من طراز إيرباص H225M كاراكال. وبسبب هذه الصعوبات، تدرس العراق موردين بديلين، بما في ذلك الولايات المتحدة. ومع ذلك، قد تكون الولايات المتحدة مترددة في توفير أنظمة دفاع جوي متقدمة، خاصة إذا أصر العراق على انسحاب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، هناك معارضة داخلية في العراق من الفصائل المدعومة من إيران ضد الحصول على أنظمة أمريكية، خاصة إذا كانت الصفقة تتضمن دفاعات جوية لمنطقة كردستان المستقلة.

يأتي اهتمام العراق بأنظمة الدفاع الجوي في أعقاب استحواذه على أنظمة بانتسير-إس1 متوسطة المدى من روسيا في عام 2014. وفي السنوات اللاحقة، أعرب المسؤولون العراقيون عن اهتمامهم بشراء أنظمة صواريخ بعيدة المدى من طراز إس-300 أو إس-400 المتقدمة من روسيا. ومع ذلك، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، تضاءلت موثوقية إمدادات الأسلحة والأجزاء الروسية، مما أدى إلى تعقيد خيارات العراق.

وعلاوة على ذلك، فإن أي عملية شراء كبيرة للمعدات العسكرية الروسية قد تعرض العراق لعقوبات محتملة بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) الأمريكي، كما حدث مع شراء تركيا لأنظمة إس-400.

لقد زودت فرنسا العراق بالفعل برادارات مراقبة جوية بعيدة المدى من طراز Thales Ground Master 403 (GM403) وقد تكون منفتحة على بيع أنظمة دفاع جوي إضافية. تشمل الخيارات المحتملة صواريخ ميسترال أو كروتال الفرنسية قصيرة المدى، والتي يمكن أن تكمل أنظمة العراق الحالية، أو نظام سامب/تي الأطول مدى، والذي يمكنه مواجهة الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة.

كما أعربت إيران عن استعدادها لدعم احتياجات الدفاع الجوي للعراق واقترحت تدريبات دفاع جوي مشتركة مع الدول الحليفة. طورت إيران أنظمة مثل Bavar-373، والتي تدعي أنها قابلة للمقارنة مع S-400 الروسية. ومع ذلك، فإن قرار العراق بشراء أنظمة إيرانية قد يواجه معارضة من الولايات المتحدة، خاصة إذا كان هناك أفراد إيرانيون متورطون، مما قد يعقد العمليات الجوية للتحالف في الصراعات المستقبلية.

في السابق، في 2 يونيو 2024، ورد أن العراق طلب شراء ثماني بطاريات من نظام الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية M-SAM II مقابل حوالي 2.56 مليار دولار. بدأت المناقشات بشأن هذه الصفقة خلال زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت محمد العباسي لنظيره الكوري الجنوبي في 21 مارس 2024 لمناقشة التعاون العسكري. خلال هذه الزيارة، كان الاستحواذ على أنظمة صواريخ أرض-جو M-SAM II موضوعًا رئيسيًا، واستمرت المفاوضات منذ ذلك الحين نحو الانتهاء من العقد.

وتشير التقارير إلى أن الجانب العراقي أبدى اهتمامه بتسليم ثلاث بطاريات صواريخ من طراز M-SAM II في أسرع وقت ممكن، وهو ما ردت عليه كوريا الجنوبية بالإشارة إلى إمكانية تسليم بطاريتين أولاً. وأكد ممثل عن إدارة برنامج المشتريات الدفاعية في كوريا الجنوبية أن المفاوضات في مراحلها النهائية، حيث تعمل الشركات الكورية الجنوبية على استكمال التفاصيل المتبقية.

KM-SAM (الصواريخ الكورية متوسطة المدى من سطح-جو)، والمعروفة أيضًا باسم Cheolmae-2 أو Cheongung، هو نظام دفاع صاروخي كوري جنوبي طورته وكالة تطوير الدفاع (ADD) بالتعاون مع شركة Almaz-Antey الروسية وFakel، ويشتمل على تقنية من صاروخ 9M96 المستخدم في أنظمة S-350E وS-400 الروسية. بدأ التطوير في عام 2001، مما أدى إلى استكمال صواريخ Block-I بحلول عام 2011 وBlock-II بحلول عام 2017، ومن المقرر أن يبدأ Block-III في عام 2024. تم تصميم KM-SAM ليحل محل بطاريات MIM-23 Hawk القديمة في بنية الدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية، وهو جزء من استراتيجية دفاع متعددة الطبقات، تستهدف كل من الطائرات والصواريخ الباليستية بأنظمة توجيه تجمع بين الملاحة بالقصور الذاتي وتحديثات منتصف المسار وتوجيه الرادار النشط في المحطة.

تم نشر KM-SAM لاعتراض مجموعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية. يبلغ مدى النسخة Block-I، التي بدأت في الانتشار في عام 2016، 40 كيلومترًا وسقف طيران يبلغ 15 كيلومترًا، بينما يمتد مدى النسخة Block-II، التي دخلت الخدمة منذ عام 2021، إلى 50 كيلومترًا وسقف طيران يبلغ 20 كيلومترًا، وتصل سرعتها إلى 5 ماخ. يمكن للنظام التعامل مع ما يصل إلى ستة أهداف في وقت واحد ويتضمن تدابير مضادة للحرب الإلكترونية. تم نشره بعد سلسلة من الاختبارات التشغيلية، ويسلط نشره بالقرب من المناطق الحساسة مثل الحدود البحرية مع كوريا الشمالية الضوء على دوره في استراتيجية الدفاع الإقليمية لكوريا الجنوبية.

تشغل القوات الجوية لجمهورية كوريا حاليًا 19 بطارية KM-SAM، مع ست وحدات إضافية قيد الطلب. على الصعيد الدولي، تم شراء النظام من قبل المملكة العربية السعودية، التي طلبت عشر بطاريات Block-II في صفقة بقيمة 3.2 مليار دولار، ومن قبل الإمارات العربية المتحدة، التي طلبت اثنتي عشرة بطارية في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار. تمثل هذه المعاملات بعضًا من أكبر صفقات التصدير الدفاعية لكوريا الجنوبية وتعكس اهتمامًا متزايدًا بنظام KM-SAM لقدرات الدفاع الجوي. وسيتم إنتاج جزء من عملية الاستحواذ التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة محلياً، وهو ما يوضح ترتيبات الإنتاج التعاوني.