في إطار جهودها لتعزيز الاعتماد على الذات في قطاعها الدفاعي، وقّعت الهند عقدًا مع شركة بهارات للإلكترونيات المحدودة (BEL) لشراء 18 رادار أشويني منخفض المستوى وقابل للنقل (LLTR). تُمثّل هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 330 مليون دولار أمريكي، خطوةً في تجهيز القوات الجوية الهندية بقدرات مراقبة مُطوّرة محليًا، استجابةً لتوسّع أنظمة المراقبة الجوية الصينية. تمّ إبرام العقد في 12 مارس 2025، بحضور وزير الدفاع، السيد راجيش كومار سينغ.
تُمثّل هذه الرادارات، التي طوّرتها مؤسسة تطوير الإلكترونيات والرادارات (LRDE) التابعة لمنظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO)، سابقةً للقوات الجوية الهندية، حيث تُوفّر حلولًا مُتقدّمة للكشف عن التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والصواريخ والطائرات المُسيّرة بطيئة الحركة.
يعتمد رادار أشويني على أحدث تقنيات مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) مع وحدات إرسال واستقبال ذات حالة صلبة. يوفر الرادار مراقبة جوية فعّالة بفضل بنيته الموزعة، وموثوقيته العالية، وقدرته على العمل في بيئات حرب إلكترونية معقدة. عند تركيبه على مركبة، يمكن نشره بسرعة في التضاريس الوعرة أو المناطق الحدودية، بما يتماشى مع المتطلبات التشغيلية لسلاح الجو الهندي. يوفر هذا النظام تغطية أفقية بزاوية 360 درجة في وضع الدوران وتغطية رأسية بزاوية 40 درجة، مما يضمن دقة الكشف عن التهديدات على ارتفاعات تتراوح بين 30 مترًا و15 كم. يعمل بسرعة دوران تتراوح بين 7.5 و15 دورة في الدقيقة، ويتميز بوضع بدء التشغيل مع تغطية مراقبة ±60 درجة في السمت و40 درجة في الارتفاع.
مع مدى كشف يصل إلى 200 كم، يمكن للرادار تحديد الأهداف ذات المقطع الراداري العرضي (RCS) الذي يبلغ مترين مربعين على مسافات تصل إلى 150 كم. بفضل بنيته القابلة للتكيف وخوارزمياته البرمجية المتقدمة، يعمل النظام كجهاز استشعار للإنذار المبكر للقواعد الجوية، مما يعزز جاهزية القوات الجوية الهندية للعمليات. النظام قابل للبرمجة بالكامل عبر محطة عمل محلية للمشغل، مما يوفر واجهة سهلة الاستخدام للعمليات في الوقت الفعلي. بعد إتمام تجارب المستخدم، تمت الموافقة على دمجه في ترسانة القوات الجوية الهندية.
يأتي هذا الاستحواذ في ظل تصاعد التوترات على طول خط السيطرة الفعلي بين الهند والصين، حيث تواصل بكين توسيع شبكة المراقبة الخاصة بها.
ولمواجهة هذا التطور التكنولوجي، تعمل الهند على سد الفجوة في مجال المراقبة الجوية. في أكتوبر 2023، سلّط رئيس أركان القوات الجوية الهندية، المارشال الجوي في آر تشودري، الضوء على النشر المكثف للرادارات الصينية على طول خط السيطرة الفعلي، وشدد على ضرورة استثمار القوات الجوية الهندية في رادارات عالية القدرة قادرة على الكشف العميق. ويتماشى إدخال رادارات أشويني مع هذه الأولوية الاستراتيجية.
طورت منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) العديد من أنظمة الرادار المتنقلة للقوات المسلحة الهندية، بما في ذلك رادار "راجندرا"، وهو نظام متعدد الوظائف لتوجيه صواريخ "أكاش"، ورادار "سواثي"، المصمم لتحديد مواقع نيران مدفعية العدو، ورادار "إندرا"، المستخدم لكشف الأهداف منخفضة الارتفاع. ومن بين الأنظمة الأخرى البارزة "روهيني"، وهو رادار مراقبة ثلاثي الأبعاد متوسط المدى، ورادار التحكم التكتيكي للدفاع الجوي (ADTCR)، المستخدم للمراقبة الحجمية وتحديد التهديدات الجوية. تعزز هذه الأنظمة تغطية الرادار الهندية وتوفر قدرة على الاستجابة للتهديدات المتطورة.
في حين تواصل الهند تطوير بنيتها التحتية للمراقبة لمواكبة قدرات الصين، يمثل هذا البرنامج إنجازًا رئيسيًا في استراتيجيتها الدفاعية. فمن خلال الاستثمار في الحلول المحلية، تقلل نيودلهي من اعتمادها على الموردين الأجانب مع تعزيز صناعتها الدفاعية المحلية. ويُعد اقتناء 18 رادارًا من طراز "أشويني" خطوة حاسمة في تحديث القدرات التشغيلية لسلاح الجو الهندي، مما يسمح له بتوقع التهديدات الجوية ومواجهتها بفعالية أكبر على طول حدوده.