أخبار: ترامب يطلق مشروع القبة الحديدية لحماية الولايات المتحدة من الصواريخ الباليستية

في السابع والعشرين من يناير 2025، وفي خطاب ألقاه في ميامي، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن إطلاق مشروع دفاع صاروخي طموح يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من مجموعة واسعة من التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة المتقدمة. وتستمد المبادرة، التي أطلق عليها "القبة الحديدية لأمريكا"، الإلهام من النظام الإسرائيلي المعروف المصمم لاعتراض الصواريخ والصواريخ قصيرة المدى مع دمج التقنيات المتقدمة المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المحددة للولايات المتحدة.

في أمر تنفيذي وقع في نفس اليوم، وجه ترامب وزير الدفاع بيت هيجسيث لتقديم خطة مفصلة في غضون 60 يومًا لهذا الدرع الدفاعي. ومن بين الحلول المقترحة الصواريخ الاعتراضية الفضائية، مما يؤكد اهتمام الإدارة بالاستفادة من تكنولوجيات الفضاء للدفاع الوطني. "لن تظل الولايات المتحدة سلبية في مواجهة دول مثل الصين وروسيا التي تتقدم في مجال العسكرة في الفضاء"، صرح ترامب، وربط هذه المبادرة بجهود سابقة خلال رئاسته الأولى، مثل إنشاء قوة الفضاء في عام 2019.

وأكد ترامب أن النظام سيوفر حماية لا مثيل لها، على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية، التي أثبتت فعاليتها من خلال اعتراض آلاف الصواريخ التي أطلقت من غزة ولبنان. تعتمد القبة الحديدية، التي طورتها شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة بالتعاون مع صناعات الطيران الإسرائيلية، على رادار EL/M-2084 وصواريخ اعتراضية من طراز Tamir لمواجهة التهديدات قصيرة المدى بمعدل اعتراض يقترب من 90٪.

ومع ذلك، يزعم العديد من الخبراء أن مجرد تكرار تقنية القبة الحديدية لن يكون كافياً للدفاع عن دولة شاسعة مثل الولايات المتحدة، والتي تواجه في المقام الأول تهديدات من الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ الأسرع من الصوت. تتطلب هذه التهديدات المتقدمة حلولاً أكثر تطوراً، بما في ذلك المنصات المدارية وأنظمة الدفاع بالليزر.

إن البيئة الجيوسياسية الحالية، التي تتسم بقدرات الصواريخ المتنامية للصين وروسيا وانتشار تكنولوجيات الصواريخ المتقدمة، تسلط الضوء على الحاجة إلى نظام دفاعي قابل للتكيف وقوي. وقد دفعت التهديدات المتعلقة بالفضاء، مثل الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية والصواريخ الأسرع من الصوت القادرة على التهرب من الأنظمة التقليدية، إدارة ترامب إلى استكشاف تدابير دفاعية مبتكرة.

في عام 2024، أظهرت إسرائيل فعالية نظام دفاع متعدد الطبقات خلال هجوم شمل أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ باليستية إيرانية. قد يكون هذا النهج، الذي يجمع بين القبة الحديدية وأنظمة مقلاع داود والسهم، بمثابة نموذج للولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن تكييف هذا المفهوم مع نطاق وتعقيد متطلبات الدفاع الأمريكية يفرض تحديات كبيرة.

منذ عام 2019، حصل الجيش الأمريكي على بطاريتين للقبة الحديدية لحماية قواعد استراتيجية محددة من الهجمات المحلية. أدت الشراكة بين Raytheon Technologies وRafael Advanced Defense Systems إلى تطوير SkyHunter، وهي نسخة معدلة للولايات المتحدة من القبة الحديدية الإسرائيلية. تم تصميم SkyHunter لاعتراض وتحييد الصواريخ وقذائف المدفعية والطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى، ويحتفظ بالميزات الرئيسية للقبة الحديدية، بما في ذلك رادار EL/M-2084 وصواريخ Tamir الاعتراضية. ومع ذلك، فقد تم تصميمه لتلبية متطلبات الولايات المتحدة المحددة.

كجزء من هذا التعاون، قامت Raytheon بتوطين جزء من عملية الإنتاج، وإنشاء منشأة تصنيع في أريزونا لإنتاج مكونات أساسية مثل صواريخ Tamir الاعتراضية. لا تعمل هذه الخطوة على تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية فحسب، بل تضمن أيضًا الامتثال للتفويضات الصادرة عن الكونجرس للإنتاج المحلي، مما يجعل SkyHunter أصلًا حيويًا في استراتيجية الدفاع الأمريكية المتعددة الطبقات.

أصر ترامب على أن هذا النظام الجديد سيتم تصميمه وتصنيعه بالكامل محليًا، مما يسلط الضوء على أهمية القدرات التكنولوجية الوطنية. ومع ذلك، تظل العقبات المالية والتكنولوجية والاستراتيجية كبيرة. سيتطلب تطوير درع دفاعي يشتمل على صواريخ اعتراضية مقرها الفضاء بحثًا مكثفًا وتمويلًا كبيرًا، مما يثير المخاوف بشأن جدوى تحقيق مثل هذا الهدف في غضون إطار زمني معقول.

ورغم أن مفهوم "القبة الحديدية لأمريكا" يمثل اعترافاً بالتهديدات الحديثة، فإن تحقيقه يواجه تحديات عديدة. ويحمل هذا المشروع القدرة على أن يصبح تطوراً محورياً في الدفاع الوطني الأميركي، ولكن نجاحه سوف يعتمد على التغلب على العقبات التقنية والمالية والسياسية في الأشهر المقبلة.