أعلن الجيش الروسي في 27 سبتمبر 2024، عن نجاح تجارب إطلاق النار الحية لأحدث نظام مضاد للطائرات بدون طيار، "رابيرا-2"، خلال عروض إطلاق النار التي أجريت في ميدان التدريب كابوستين يار. يمثل هذا الجهاز الجديد تقدمًا كبيرًا في قدرات الدفاع الجوي الروسية ضد التهديد المتزايد للمركبات الجوية بدون طيار.
تم تركيب رابيرا-2 على مركبة AMN-590951 "سبارتاك" المدرعة متعددة الأغراض، وهي منصة تم تطويرها في عام 2021 لمجموعة سترايت وتستخدمها بالفعل القوات المسلحة الروسية في مهام مختلفة. تسمح القدرة المتزايدة على الحركة التي توفرها هذه المركبة بالنشر السريع لنظام رابيرا-2 في بيئات متنوعة، وبالتالي تعزيز المرونة التشغيلية للقوات الروسية.
تم تجهيز رابيرا-2 بمجمع راداري وكهروضوئي متطور، وهي قادرة على اكتشاف وتتبع وتحييد الأهداف الجوية الصغيرة مثل الطائرات بدون طيار الانتحارية والمركبات الجوية بدون طيار FPV. كما يدمج النظام قدرات الحرب الإلكترونية، مما يمكنه من التشويش على اتصالات الطائرات بدون طيار قبل توجيه ضربات مباشرة إليها إذا لزم الأمر.
توفر أجهزة الرادار وأجهزة الاستشعار الكهروضوئية في Rapira-2 بيانات دقيقة عن التهديدات الجوية والبرية، مما يسهل التعرف السريع واتخاذ القرارات الفعالة. بمجرد تحديد الهدف، يمكن للنظام الاختيار بين تعطيل اتصالات الطائرة بدون طيار أو المضي قدمًا في تدميرها على الفور.
في منتدى الجيش 2024، قدمت روسيا أيضًا Rapira-3، وهو نوع من Rapira-2 مزود بصواريخ S-8 مقاس 80 مم مع صمامات القرب. على عكس Rapira-2، يستخدم Rapira-3 صواريخ غير موجهة، مثالية للهجمات المباشرة ضد الطائرات بدون طيار الرشيقة. يتم تثبيت كلا النظامين على منصات 4x4، مما يضمن قدرة عالية على الحركة وقدرة على الانتشار السريع.
تتميز عائلة Rapira بنهجها منخفض التكلفة، حيث تستخدم محركات اقتصادية مع الحفاظ على كفاءة تشغيلية عالية. على سبيل المثال، تم تسليح رابيرا-2 بمدافع رشاشة من طراز PKT عيار 7.62 ملم، مما يوفر حلاً اقتصاديًا وسهل إعادة الإمداد لتحييد التهديدات الجوية الصغيرة.
وفقًا لمصادر عسكرية روسية، سيتم دمج رابيرا-2 قريبًا في البنية التحتية العسكرية الأوسع لروسيا، وبالتالي تعزيز قدرات الدفاع الجوي الشاملة للبلاد. ويؤكد هذا التكامل على تركيز روسيا على تطوير أنظمة فعالة لمكافحة الطائرات بدون طيار في سياق الصراعات الحديثة، ولا سيما الحرب الروسية الأوكرانية.
يتم وضع أنظمة رابيرا-2 ورابيرا-3 في مواجهة حلول مماثلة طورتها دول أخرى. على سبيل المثال، يستخدم نظام C-UAS VAMPIRE التابع للولايات المتحدة صواريخ Hydra 70 الموجهة بالليزر، على الرغم من أن هذه الحلول أكثر تكلفة بشكل عام بسبب تكنولوجيا التوجيه المتقدمة.
في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، أظهر كلا الطرفين ميلًا إلى تبني وتكييف تكتيكات الطرف الآخر الفعالة. وإذا أثبتت منظومة "رابيرا-2" فعاليتها، فليس من المستبعد أن تقوم أوكرانيا بتطوير أو نشر أنظمة مماثلة لمواجهة التهديدات الجوية.