أخبار: نظام الدفاع الجوي باتريوت التابع للجيش الأمريكي يكتسب قدرة كشف شاملة للتهديدات مع دخول رادار LTAMDS مرحلة الإنتاج

أعلنت شركة رايثيون الأمريكية، إحدى وحدات أعمال RTX، في 21 أبريل 2025، عن تقدم محوري في تحديث الرادار العسكري الأمريكي مع الانتقال الرسمي لجهاز استشعار الدفاع الجوي والصاروخي من المستوى الأدنى (LTAMDS) إلى مرحلة الإنتاج. طُوّر LTAMDS ليكون رادار الجيل التالي لنظام باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي التابع للجيش الأمريكي، ويمثل ترقيةً حاسمةً مصممةً لمواجهة المشهد المتطور للتهديدات الجوية المتقدمة.

يأتي هذا التطور عقب إتمام حملة اختبارات الطيران الشاملة للجيش الأمريكي بنجاح، وموافقة وزارة الدفاع الأمريكية اللاحقة على الرادار بموجب المرحلة "ج" من برنامج اكتساب القدرات الرئيسية. وبهذا التصنيف، حقق LTAMDS الآن إنجازًا قياسيًا، مما يُمكّنه من التقدم نحو الإنتاج الكامل والنشر التشغيلي لدعم كل من الدفاع الجوي المحلي والمهام الاستكشافية المُنتشرة في المقدمة. صدر هذا الإعلان من خلال بيان رسمي صادر عن شركة رايثيون، مؤكدًا جاهزية الرادار ليكون حجر الزاوية في الجيل القادم من قدرات الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة.

يُعدّ برنامج LTAMDS (مستشعر الدفاع الجوي والصاروخي من المستوى الأدنى)، الذي بدأ بموجب تفويض الاستحواذ من المستوى المتوسط ​​الممنوح من الكونغرس، مُصممًا لتسريع عملية وضع النماذج الأولية للقدرات المتقدمة ونشرها. عادةً ما تستغرق برامج بهذا الحجم أكثر من عقد للوصول إلى المرحلة "ج". في المقابل، أظهر LTAMDS قدرات ناضجة ومُثبتة في وقت قياسي، حيث أكمل ثمانية اختبارات طيران ناجحة ازدادت تعقيدًا للتحقق من أداء الرادار ضد التهديدات الجوية الواقعية. وقد أثبتت هذه الاختبارات قدرة LTAMDS على اكتشاف وتتبع والاستجابة للعديد من التهديدات المتزامنة بدقة عالية.

لا يُعد LTAMDS مجرد ترقية تدريجية للأنظمة الحالية، بل هو قفزة نوعية على نظام الدفاع الجوي الصاروخي الراداري باتريوت القديم الذي يحل محله. من أهم ابتكاراته قدرته على الاستشعار بزاوية 360 درجة، بفضل استخدام لوحات رادار متعددة تعمل بمصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) تعتمد على تقنية نتريد الغاليوم (GaN). فبينما كان رادار باتريوت القديم يستخدم مصفوفة AESA واحدة أمامية ذات تغطية زاوية محدودة، يدمج نظام LTAMDS مصفوفات متعددة في تصميم معياري. يتيح ذلك مراقبة شاملة ومستمرة وتتبع الأهداف دون الحاجة إلى إعادة ضبط الرادار أو الاعتماد على أجهزة استشعار إضافية.

يوفر التحول إلى وحدات الإرسال والاستقبال التي تعمل بمصفوفة نتريد الغاليوم دفعة هائلة في إنتاج طاقة الرادار وكفاءته وقدرات التبريد. ويؤدي ذلك إلى نطاقات كشف أطول، واكتساب أسرع للأهداف، وأداء فائق في بيئات الحرب الإلكترونية. كما تضمن تقنية نتريد الغاليوم تحسين موثوقية النظام وتقليل تكاليف دورة الحياة بفضل تحسين تبديد الحرارة وإطالة عمر المكونات. بالإضافة إلى ذلك، صُمم نظام LTAMDS من البداية لضمان التوافق التشغيلي مع نظام قيادة المعركة للدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (IAMD) (IBCS)، مما يمنحه قدرات لا مثيل لها في تبادل البيانات والاستهداف الشبكي.

في حين أن الأرقام الدقيقة لكشف المدى والارتفاع لنظام LTAMDS لا تزال سرية، إلا أنه من المعروف على نطاق واسع أن النظام يتفوق بشكل كبير على رادار باتريوت، الذي يوفر نطاقات كشف تصل إلى 160 كيلومترًا. صُمم نظام LTAMDS لتوفير الكشف المبكر والتتبع الدقيق لمجموعة من التهديدات، بما في ذلك صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية التكتيكية، والأسلحة الأسرع من الصوت، والأنظمة الجوية بدون طيار. وتوسع قدرات النظام على كشف الارتفاع والسمت نطاقه التشغيلي، مما يضمن وعيًا نصف كرويًا كاملاً في البيئات عالية الخطورة. كما أن قدرته على العمل في ظروف كهرومغناطيسية متنازع عليها أو محرومة من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) تعزز من مرونته في ساحة المعركة.

قامت شركة رايثيون بالفعل بتسليم أول ستة رادارات من طراز LTAMDS للجيش الأمريكي بموجب عقد أُبرم عام 2019، ومن المقرر تسليم نظامين آخرين بحلول نهاية عام 2025. ويقوم خط الإنتاج حاليًا ببناء ثماني وحدات سنويًا، مع خطط جارية لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 12 وحدة سنويًا. ويهدف هذا التوسع إلى تلبية الطلب المتزايد من الحلفاء الدوليين، وأبرزهم بولندا، التي أصبحت أول عميل عسكري أجنبي يدمج نظام LTAMDS في استراتيجيته الدفاعية الوطنية. وكانت الرادارات المخصصة لبولندا جزءًا من عقد أُبرم في أغسطس 2024، مما يعكس الجاذبية العالمية لأداء النظام وتفوقه التكنولوجي. علاوة على ذلك، أكدت رايثيون أن اثنتي عشرة دولة أخرى بصدد تقييم نظام LTAMDS وقد طلبت معلومات عن الأسعار والتوافر.

وفقًا لتوم لاليبرتي، رئيس أنظمة الدفاع الجوي والبرية في رايثيون، يُجسّد برنامج LTAMDS تنفيذًا وتعاونًا غير مسبوقين مع الجيش الأمريكي وقاعدة صناعية واسعة. وأكد أن التطور السريع من النموذج الأولي إلى الإنتاج يعكس الحاجة المُلحة إلى قدرات مُتقدمة في بيئة التهديدات الديناميكية الحالية، حيث ينشر الخصوم أنظمة صواريخ وطائرات مُسيّرة أسرع وأكثر مرونة وتطورًا.

في حين تسعى الدول إلى تحديث أنظمة دفاعها الجوي والصاروخي، يبرز رادار نظام صواريخ الدفاع الجوي باتريوت LTAMDS الجديد كحل أساسي يجمع بين وعي ظرفي شامل لا مثيل له، وتكنولوجيا استشعار متطورة، وتكامل سلس للشبكات. فهو لا يُعزز التأهب العسكري الأمريكي فحسب، بل يُعزز أيضًا دفاعات الحلفاء، مُعززًا بذلك هياكل الأمن في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والعالم ضد التهديدات الجوية الناشئة.