تستعد إيران لدمج مقاتلات سو-35 الروسية المتطورة في قوتها الجوية بحلول عام 2025، بناءً على تقرير من حساب Iran Observer X في 4 يناير 2025. ستعزز طائرة سوخوي سو-35، وهي مقاتلة متعددة الأدوار من الجيل 4.5، أسطول إيران المتقادم، مما يعزز قدراتها الجوية بشكل كبير. تأتي هذه الخطوة في أعقاب شراكة عسكرية متنامية بين إيران وروسيا، وخاصة في ضوء تعاونهما الوثيق خلال الصراع الدائر في أوكرانيا.
تعد صفقة مقاتلات سو-35 الروسية، التي كانت قيد الإعداد لعدة سنوات، علامة فارقة رئيسية في العلاقات الدفاعية المتطورة بين إيران وروسيا. يأتي الإعلان عن هذا التسليم في أعقاب تقارير سابقة تفيد بأن روسيا ستزود إيران بهذه المقاتلات المتقدمة في مقابل دعم طهران في شكل إمدادات عسكرية، ولا سيما الطائرات بدون طيار. أكدت صور الأقمار الصناعية بناء ملاجئ خاصة في القاعدة الجوية التكتيكية الثالثة في إيران بالقرب من همدان، مصممة لاستيعاب طائرات سو-35.
بينما لم يؤكد المسؤولون الإيرانيون العدد الدقيق لطائرات سو-35 التي سيتم تسليمها، تشير تقارير مختلفة إلى أن الدفعة الأولى قد تتكون من حوالي 24 طائرة. ومن المتوقع أن تدخل الطائرات الخدمة بحلول عام 2025، مع إمكانية إجراء المزيد من عمليات الاستحواذ في المستقبل. يمثل هذا الاستحواذ ترقية كبيرة للقوات الجوية الإيرانية، التي عانت لفترة طويلة من الطائرات المقاتلة القديمة.
غالبًا ما يشار إلى سو-35 باسم "فلانكر-إي"، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة الروسية تقدمًا. إنها طائرة متعددة الأدوار، بمحركين، وذات تفوق جوي قادرة على المشاركة في كل من القتال الجوي ومهام الهجوم البري. تم تجهيز سو-35 برادار قوي من طراز إيربيس-إي، وإلكترونيات طيران متقدمة، والقدرة على حمل مجموعة واسعة من الصواريخ جو-جو وجو-أرض. وهذا يمنحها ميزة كبيرة على العديد من الطائرات الإيرانية الحالية، مثل مقاتلات F-4 Phantom وMiG-29 القديمة. تسمح محركات الدفع الموجهة لطائرة Su-35 بقدرة فائقة على المناورة في القتال، في حين أن رادارها بعيد المدى وقدرتها على التعامل مع أهداف متعددة في وقت واحد تجعلها خصمًا هائلاً. كما ستعمل قدراتها المتقدمة في الحرب الإلكترونية وأنظمة دمج البيانات على تعزيز شبكة الدفاع الجوي الشاملة لإيران.
حاليًا، تشغل القوات الجوية الإيرانية أسطولًا مختلطًا من الطائرات النفاثة القديمة في الغالب، والتي يعود تاريخ العديد منها إلى السبعينيات والثمانينيات. لا تزال طائرة F-14A Tomcat، التي تم الحصول عليها قبل ثورة 1979، مكونًا أساسيًا في القوات الجوية الإيرانية، على الرغم من أنها عانت من مشكلات فنية واستعداد تشغيلي محدود. بالإضافة إلى طائرات F-14، تطير إيران بطائرات F-4 Phantom II وMiG-29 وطائرات Sukhoi وMiG من الحقبة السوفيتية، وكلها تقترب من نهاية عمرها التشغيلي. إن اعتماد إيران على هذه الطائرات القديمة جعل التفوق الجوي يشكل تحدياً، وخاصة في مواجهة الطائرات الحديثة التي يزودها بها الغرب في البلدان المجاورة. وسوف يوفر وصول طائرات سو-35 دفعة كبيرة للقدرات الجوية الإيرانية ويساعدها على فرض سيطرة أكبر على مجالها الجوي.
إن تسليم طائرات سو-35 إلى إيران هو جزء من تحول أوسع في التعاون العسكري بين البلدين. فقد كانت إيران تزود روسيا بطائرات بدون طيار متقدمة لاستخدامها في الصراع في أوكرانيا، وفي المقابل، زودت روسيا إيران بتكنولوجيا عسكرية كبيرة. إن صفقة سو-35 هي علامة أخرى على التوافق الاستراتيجي المتنامي بين طهران وموسكو، والذي يرجع جزئياً إلى مصالحهما المشتركة في مواجهة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط والمنطقة الأوسع. وتأتي هذه الشراكة في وقت أصبحت فيه روسيا معزولة بشكل متزايد على الساحة العالمية بسبب أفعالها في أوكرانيا، كما واجهت إيران عقوبات واسعة النطاق. وتتجه الدولتان إلى بعضهما البعض للحصول على إمدادات دفاعية، حيث تزود روسيا إيران أيضاً بأنظمة دفاع جوي متطورة مثل إس-400 وتور-إم2.
إن دمج طائرات سو-35 في القوات الجوية الإيرانية يمثل مرحلة جديدة في التحديث العسكري للبلاد. وفي حين أن هذا الاستحواذ سيعزز بلا شك القدرات القتالية لإيران، إلا أن الخبراء يلاحظون أن عدد طائرات سو-35 قد لا يزال غير كافٍ لمنافسة القوة الجوية لخصومها الإقليميين بشكل كامل. ومع ذلك، فإن القيمة الاستراتيجية للطائرات، جنبًا إلى جنب مع قدرات الطائرات بدون طيار المتزايدة لدى إيران، تشير إلى أن طهران ستكون مجهزة بشكل أفضل لردع التهديدات المحتملة وتأكيد طموحاتها الإقليمية. ومع استمرار إيران في تعزيز قدراتها الجوية، فإن العواقب على الأمن الإقليمي ستكون عميقة، مع احتمال إعادة تقييم الدول المجاورة لمواقفها الدفاعية في ضوء هذه التطورات. كما قد تؤدي العلاقات العسكرية الأعمق بين إيران وروسيا إلى المزيد من صفقات الأسلحة، مما يخلق ديناميكية جديدة في بيئة الأمن المتقلبة في الشرق الأوسط.