وفقا لما أوردته أوركا العسكرية في 28 أكتوبر 2024، فقد شوهدت منظومة الصواريخ الباليستية الروسية قصيرة المدى إسكندر-إي لأول مرة في الجزائر، قبيل العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى السبعين للثورة الجزائرية. وتؤكد هذه المشاهدة استحواذ الجزائر على إسكندر بعد سنوات من التكهنات، وتمثل المرة الأولى التي يظهر فيها هذا النظام الصاروخي في ترسانة دولة عربية. يبلغ مدى منظومة إسكندر، التي طورتها روسيا، ما يصل إلى 500 كيلومتر ويمكن أن تصل إلى سرعات تصل إلى ماخ 6. وهي مصممة لضرب أهداف مثل مراكز القيادة وأنظمة الدفاع الجوي والبنية التحتية الحيوية. يجعل تصميم النظام المتحرك وقدرته على الإطلاق السريع من الصعب اكتشافه أو اعتراضه. إن نسخة إسكندر-إي، التي دخلت الخدمة مع الجزائر منذ عام 2018، قادرة على حمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية غير النووية، بما في ذلك الرؤوس الحربية شديدة الانفجار والاختراق. ويعزز هذا الاستحواذ قدرات الجزائر الصاروخية، ويضيف مدى وتنوعًا كبيرين لمعداتها العسكرية الحالية. يعد استحواذ الجزائر على نظام إسكندر جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لتحديث قواتها العسكرية، خاصة وسط التوترات المتزايدة مع المغرب. توترت العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب منذ قطعت الجزائر العلاقات في عام 2021، مستشهدة بدعم المغرب للحركات الانفصالية في منطقة القبائل ودعمها لمطالبات الصحراء الغربية. وفي الوقت نفسه، تلقى المغرب دعمًا دوليًا لخطته للحكم الذاتي للصحراء الغربية، مما زاد من حدة التنافس. انخرطت الدولتان في سباق تسلح، مما عزز قدراتهما العسكرية مع الحفاظ على مواجهة متوترة ولكن غير عنيفة. تستمر العسكرة على الجانبين، على الرغم من أن الصراع الكامل لا يزال غير مرجح. في هذا السياق، يلعب نظام إسكندر دورًا مهمًا في التخطيط العسكري الجزائري، وخاصةً بسبب قدرته على استهداف مواقع استراتيجية في المغرب. يسمح المدى الأطول للنظام، مقارنة بنظام M142 HIMARS المغربي، له بالوصول إلى أهداف مثل مراكز القيادة والدفاعات الجوية. تم تصميم نظام HIMARS المغربي، الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر باستخدام صواريخ ATACMS، لدعم النيران السريع والضربات الدقيقة على المواقع المحصنة وتجمعات القوات. في حين يوفر HIMARS قدرة أكبر على الحركة في ساحة المعركة، فإن المدى الأطول وقدرات نظام إسكندر الأسرع من الصوت توفر للجزائر مجموعة أوسع من الخيارات الاستراتيجية. نمت ميزانية الدفاع الجزائرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث وصلت إلى 18.3 مليار دولار في عام 2023، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الإيرادات من صادرات الغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد دعم هذا التمويل شراء المعدات العسكرية، في المقام الأول من روسيا والصين، بما في ذلك نظام إسكندر. كما انعكس التنافس العسكري المتزايد مع المغرب في السياسة الداخلية الجزائرية، حيث يتم استخدام الخطاب المناهض للمغرب بشكل متكرر في الحملات الانتخابية لكسب الدعم الشعبي. على الرغم من الدعوات العرضية للحوار، تظل التوترات بين الجزائر والمغرب مرتفعة، ويشير تراكم الأسلحة المستمر إلى أن الحل غير مرجح في المستقبل القريب. يشير ظهور نظام إسكندر في العرض العسكري القادم إلى نية الجزائر الحفاظ على قدراتها العسكرية وإظهارها استجابة لمخاوف الأمن الإقليمي. مع استمرار البلدين في الحصول على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، تظل إمكانية الصراع في المستقبل، وإن لم تكن وشيكة، قضية مهمة. يسلط استحواذ الجزائر على إسكندر الروسي وشراء المغرب لنظام هيمارس الأمريكي في عام 2023 الضوء على سباق التسلح المستمر في شمال إفريقيا. يكمل نظام إسكندر، بمداه الأطول وقدرته على ضرب الأهداف الاستراتيجية، استراتيجية الدفاع الجزائرية، في حين يوفر نظام هيمارس المغربي مرونة تكتيكية في ساحة المعركة. ويؤكد وجود منظومة إسكندر في القوات العسكرية الجزائرية على المنافسة المستمرة على التفوق العسكري في المنطقة، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز مواقعهما دون الدخول في صراع مباشر