تُقيّم الجزائر حاليًا إمكانية اقتناء طائرة Aero L-39NG Skyfox للتدريب المتقدم والقتال الخفيف التشيكية الصنع، وفقًا لمجلة Avions Légendaires في 26 أغسطس 2025، حيث تُشير المناقشات إلى إمكانية شراء ما بين 12 و18 وحدة. وتشير التقارير الصادرة في منتصف عام 2025 إلى أن هذه الصفقة ستُستخدم لاستبدال أسطول القوات الجوية الجزائرية من طائرات L-39C Albatros القديمة، ولإكمال العدد القليل من طائرات التدريب Yakovlev Yak-130 التي تم تسليمها بكميات محدودة من روسيا.
اعتمدت القوات الجوية الجزائرية على طائرات L-39 Albatros لأكثر من عشرين عامًا، حيث تسلمت في البداية عشر طائرات L-39ZA عام ١٩٨٧، وعشر طائرات أخرى عام ١٩٨٨، ثم ١٢ طائرة L-39ZA وسبع طائرات L-39C عام ١٩٩١، ليصل إجمالي عدد الطائرات في الخدمة إلى ٣٩ طائرة. خُصصت هذه الطائرات في البداية لمدرسة التدريب المتقدم في وهران، ثم أُعيد تنظيمها لاحقًا لتشمل سرب التدريب المتقدم ٦١٨ في تفراوي، وسرب تدريب الدعم الأرضي ٦٣٢ في مشرية. وُضع طلب إضافي لشراء ١٧ طائرة L-39ZA عام ١٩٩١، وظل مخزنًا في شمال براغ حتى أُلغي عام ٢٠٠١، مما حدّ من أسطولها ليقتصر على الطائرات الموجودة بالفعل في الجزائر. بمرور الوقت، استُخدمت هذه الطائرات التدريبية لتدريب الطيارين ومهام الهجوم الخفيف، مما شكّل جوهر القدرات التدريبية للجزائر قبل أن يدفعها تقدمها في السن تدريجيًا إلى البحث عن بديل، على الأرجح في شكل طائرة L-39 Skyfox، المعروفة أيضًا باسم L-39NG.
لم تقتصر طائرات Albatros هذه على توفير التدريب لطياري المقاتلات والقاذفات المستقبليين فحسب، بل أدت أيضًا أدوارًا ثانوية في الهجوم الأرضي عند الحاجة. وُصفت طائرة Skyfox بأنها خليفة منطقي، مما يتيح استمرارية في عقيدة التدريب مع تلبية الحاجة الحالية إلى أداء وأنظمة مُحدثة. تُبرز أولويات التحديث في الجزائر هذا المطلب مع دمج البلاد لطائرات مقاتلة جديدة في أسطولها، مثل طائرة الهجوم Sukhoi Su-34 Fullback وخطط تسليم مقاتلات الجيل الخامس Sukhoi Su-57 Felon. لإعداد الطيارين بفعالية لهذه المنصات، يُعدّ وجود مدرب مُحسّن أمرًا ضروريًا، مما دفع الجزائر إلى تقييم الخيار التشيكي بجدية.
في الوقت نفسه، كانت عمليات تسليم طائرات ياك-130 من روسيا غير كافية من حيث العدد وبطيئة الوتيرة، مما خلق فجوة في القدرة التدريبية التي يتعين على الجزائر سدّها للحفاظ على جاهزيتها التشغيلية. لذلك، وصل نموذج تجريبي لطائرة L-39NG إلى الجزائر في أغسطس 2024 للخضوع لحملة اختبار لتقييم الأداء وتكاليف التشغيل والملاءمة العامة. قد يشمل الاتفاق المحتمل أيضًا التجميع المحلي في الجزائر في حال إتمامه، ومن المتوقع توقيع العقد في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026. يمكن ترتيب الشروط المالية من خلال الممارسة الجزائرية الراسخة المتمثلة في المدفوعات العينية، والتي تشمل عقود الغاز الطبيعي أو الزراعي بدلاً من التحويل النقدي، وهي طريقة استخدمتها الجزائر لعقود وحظيت بقبول متباين بين الموردين.
تطور برنامج Aero L-39NG على مرحلتين رئيسيتين: المرحلة الأولى، التي تم فيها ترقية هياكل طائرات L-39 الحالية بمحرك توربوفان حديث من إنتاج Williams International FJ44-4M وإلكترونيات طيران اختيارية، والمرحلة الثانية، التي تضمنت هياكل طائرات حديثة البناء مع إعادة تصميم هيكلية كبيرة. قدمت هذه الطائرات الجديدة تصميمًا للجناح الرطب، مما أدى إلى التخلص من خزانات الطرف الأصلية لطائرات ألباتروس، ووفرت خمس نقاط تعليق للذخيرة أو خزانات الوقود الخارجية. تم تحقيق عمليات الاعتماد تدريجيًا بين عامي 2018 و2022، وتم تسمية النوع رسميًا باسم Skyfox في أكتوبر 2024 خلال فترة تكثيف الإنتاج. تم تصميم قمرة القيادة بأجهزة زجاجية كاملة، بما في ذلك إلكترونيات الطيران من Genesys Aerosystems وأنظمة HUD وشاشات عرض متعددة الوظائف مزدوجة. إحدى مزاياها البارزة هي شهادة خالية من ITAR، مما يعني أنها لا تخضع لقيود التصدير الأمريكية، مما يجعلها في متناول الدول التي تدير أساطيل مختلطة. توفر القدرة على دمج كل من الأسلحة وإلكترونيات الطيران القياسية لحلف الناتو والمعيار الروسي للمشغلين مرونة في أدوار التدريب والقتال، وهو عامل ذو أهمية خاصة للجزائر، نظرًا لمخزونها المتنوع.
ركزت شركة Aero Vodochody جزءًا كبيرًا من استراتيجية مبيعاتها لطائرة Skyfox على القارة الأفريقية، حيث حققت طائرة L-39 Albatros نجاحًا سابقًا في التصدير، ولا تزال في الخدمة لدى العديد من القوات الجوية. عرضت الشركة الطائرة في معرض مصر الدولي للطيران عام 2024، مقترحةً إنشاء منشأة صيانة وإصلاح وتجديد شاملة في مصر لدعم الأساطيل الإقليمية. أبرزت تصريحات مسؤولي الشركة قدرة Skyfox المزدوجة في إلكترونيات الطيران، مما يسمح بالتدريب على المنصات الغربية والشرقية. تمت زيادة الطاقة الإنتاجية في عام 2023 بخط تجميع جديد لهيكل الطائرة، وتستهدف Aero القدرة على إنتاج ما يصل إلى 24 طائرة سنويًا في غضون عامين. يستند هذا الجهد إلى علاقات تاريخية مع دول أفريقية مثل مصر، التي استخدمت العديد من تصاميم Aero منذ ستينيات القرن الماضي، ويسعى إلى تلبية الطلب المتزايد على طائرات التدريب الحديثة في جميع أنحاء القارة. بالإضافة إلى ذلك، واصلت Aero مشاريعها مع عملاء في فيتنام وأوروبا الوسطى، مما جعل Skyfox منافسًا عالميًا في فئة طائرات التدريب المتقدمة.
بالنسبة للجزائر، يعكس الاستحواذ المرتقب اعتبارات تشغيلية واقتصادية. تراوحت التكلفة التقديرية لوحدة طائرة سكاي فوكس في عام 2025 بين 15 و20 مليون دولار، وهو نطاق سعري يسمح بإمكانية التوسع لعقد يتراوح بين 12 و18 طائرة. ورغم أن روسيا تُعدّ موردًا تقليديًا، إلا أن غياب طائرة تدريب روسية تُضاهي طائرة L-39NG، والصعوبات المتزايدة في سلاسل التوريد الدفاعية الروسية، دفعا الجزائر إلى تقييم البدائل. تُتيح طائرة سكاي فوكس خيارًا لمواصلة سلسلة التدريب، ودعم عمليات الانتقال إلى طائرات مقاتلة جديدة، والحفاظ على الجاهزية مع الحفاظ على مرونة التمويل من خلال اتفاقيات عينية. في حال إبرامها، ستُمثل الصفقة أحد أكبر عقود تصدير طائرة L-39NG حتى الآن، وستنضم الجزائر إلى جمهورية التشيك وفيتنام والمجر كمشغلين مؤكدين. سيُحدد القرار المتوقع بين نهاية عام 2025 وبداية عام 2026 ما إذا كانت الجزائر ستُضفي طابعًا رسميًا على دورها كمشغل تالي لطائرة سكاي فوكس، مما يُوسّع نطاق شركة Aero Vodochody في أفريقيا، ويُساهم في برنامج تحديث القوات الجوية الجزائرية الأوسع.