أخبار: الفصائل الإرهابية تستولي على طائرات مقاتلة من طراز MiG-23 في قاعدة النيرب الجوية

* تنويه: تلتزم شبكة الدفاع بالمسميات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن تصنيف الفصائل في شمال سوريا بأنها فصائل إرهابية.

في خضم تصاعد وتيرة الأحداث شمال سوريا، وقع حدث مهم في قاعدة النيرب الجوية بالقرب من حلب. فقد نجحت الفصائل الإرهابية المدعومة من تركيا في الاستيلاء على عدة طائرات عسكرية، بما في ذلك ثماني طائرات تدريب وهجوم خفيفة من طراز L-39 Albatros، فضلاً عن ثلاث طائرات مقاتلة من طراز MiG-23. وتعكس هذه الحلقة الأعمال العدائية المتصاعدة في المنطقة وتسلط الضوء على التحديات المعقدة المرتبطة بالسيطرة على مثل هذه الأصول العسكرية.

إن الاستيلاء على هذه الطائرات من قبل الفصائل الإرهابية يمثل انتكاسة استراتيجية كبرى للقوات الحكومية السورية. فطائرة إل-39 ألباتروس، المصممة في المقام الأول كطائرة تدريب، تمتلك أيضًا قدرات هجومية خفيفة بفضل قدرتها على حمل القنابل والصواريخ. وفي الوقت نفسه، تشتهر طائرة ميج-23، وهي مقاتلة تفوق سرعة الصوت من أصل سوفيتي، بتنوعها وفعاليتها في المهام الجوية والأرضية. وتمثل هذه الطائرات عنصراً مهماً في القدرات الجوية التكتيكية لسوريا.

وعلى الرغم من هذا الاستحواذ الدرامي، تواجه الفصائل الإرهابية تحديات كبيرة في محاولة تشغيل هذه الطائرات. وتتطلب طائرات L-39 وMiG-23 صيانة منتظمة ومعقدة وطيارين ذوي خبرة لنشرها بشكل فعال. وفي حين حاولت بعض الفصائل الإرهابية تجنيد طيارين منشقين عن الجيش السوري، فإن هذه الجهود تعرقلت بسبب الافتقار إلى البنية الأساسية الكافية والغارات الجوية الحكومية التي تستهدف القواعد التي تم الاستيلاء عليها.

وتشير التقارير إلى أن بعض الفصائل الإرهابية أجروا اختبارات أرضية بهذه الطائرات. ومع ذلك، فإن محاولات الإقلاع واستخدامها عمليًا غالبًا ما فشلت بسبب مشاكل فنية أو غارات جوية سريعة من قبل القوات الحكومية السورية. وهذا يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الجهات الفاعلة غير الحكومية في استغلال المعدات العسكرية المتطورة.

إن الاستيلاء على قاعدة النيرب الجوية هو جزء من سلسلة من الانتصارات التكتيكية التي حققتها قوات الفصائل الإرهابية خلال هذه الفترة من الصراع. وقد عزز هذا الاستيلاء مؤقتًا معنويات الفصائل الإرهابية وأرسل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي حول قدرتهم على الاستيلاء على الأصول الاستراتيجية. ومع ذلك، فقد أدى أيضًا إلى تفاقم التوترات، مما دفع القوات الحكومية إلى تكثيف هجماتها لاستعادة المنشآت العسكرية الرئيسية.

من الناحية الرمزية، يمثل الاستيلاء على طائرات ميج-23 و إل-39 عملاً من أعمال التحدي للقوات الحكومية وسيطرتها التقليدية على المجال الجوي السوري. ومع ذلك، فإن عجز الفصائل الإرهابية عن استخدام هذه الطائرات بشكل فعال يسلط الضوء على الفجوة التكنولوجية واللوجستية بين القوات الحكومية والفصائل الإرهابية.

طائرة ميج-23 هي طائرة مقاتلة صممتها روسيا وتستخدمها العديد من الدول في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أنجولا وسوريا وليبيا وكوريا الشمالية. تم تطوير هذه الطائرة أثناء الحرب الباردة، وهي تنتمي إلى سلالة من المقاتلات متعددة الاستخدامات تهدف إلى التنافس مع القوات الجوية الغربية. تتميز بتكوين محرك واحد، ويمكنها استيعاب طيار واحد أو، في بعض المتغيرات، طاقم مكون من شخصين.

تعمل طائرة ميج-23 بمحرك نفاث من طراز تومانسكي R-29B، قادر على إنتاج 8000 كجم من الدفع عندما يكون الجو جافًا أو 11500 كجم مع تشغيل الحارق اللاحق. يتيح نظام الدفع هذا للطائرة الوصول إلى سرعة قصوى مذهلة تبلغ 2500 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها من بين أسرع المقاتلات في عصرها. يعزز تصميمها الديناميكي الهوائي، بطول 16.7 مترًا وباع جناحيها 13.97 مترًا، من قدرتها على المناورة، بينما يمكنها الإقلاع بوزن أقصى يبلغ 15700 كجم.

تم تجهيز MiG-23 أيضًا بأجهزة إلكترونية طيران متقدمة لعصرها. يسمح لها رادار J-band، المقترن بأجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء وجهاز استشعار بالأشعة تحت الحمراء، باكتشاف الأهداف وتتبعها بشكل فعال، حتى في البيئات المعقدة. تستفيد الإصدارات الحديثة من أنظمة إضافية، مثل جهاز تحديد الهدف المثبت على الخوذة، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، ونظام طيران Karat-B الآلي. توضح هذه الترقيات قدرة الطائرة على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة لساحات القتال الحديثة.

مع مدى أقصى يبلغ 1150 كيلومترًا، تم تصميم MiG-23 لمهام اعتراض قصيرة المدى والتفوق الجوي. إن أبعادها المدمجة، بما في ذلك ارتفاعها الذي يبلغ 4.82 متر، تسهل نشرها من القواعد الجوية ذات البنية التحتية المحدودة. وقد جعل بناؤها القوي وتسليحها المتعدد الاستخدامات من طراز ميج-23 خيارًا شائعًا للعديد من القوات الجوية، وخاصة في المناطق التي تتطلب فيها الصراعات طائرات قادرة على الجمع بين الأداء والتحمل والموثوقية.

إن الاستيلاء على ثماني طائرات من طراز L-39 وثلاث طائرات من طراز ميج-23 من قبل الفصائل الإرهابية في قاعدة نيرب الجوية يوضح تعقيد وتقلب الصراع السوري. وفي حين مثل هذا الاستحواذ انتصارًا رمزيًا مهمًا، فإن التحديات التقنية والعملياتية منعت الفصائل الإرهابية من الاستفادة الكاملة من هذه الطائرات. ويعمل هذا الحدث كتذكير بأن امتلاك المعدات العسكرية المتطورة لا يضمن بالضرورة ميزة استراتيجية دون البنية التحتية والخبرة اللازمتين. وفي صراع يسعى فيه كل جانب إلى تعظيم قدراته، تظل هذه الحلقة مثالاً مؤثرًا للديناميكيات غير المتكافئة في قلب الحرب السورية.