وفقًا لتقارير من قناة 24 News HD المحلية الباكستانية ونقلتها IDRW، وافقت باكستان على الاستحواذ على مقاتلات الشبح الصينية من الجيل الخامس من طراز J-35، ومن المتوقع تسليمها خلال الأشهر الـ 24 المقبلة. يمثل هذا القرار خطوة محورية في جهود باكستان لتحديث قوتها الجوية وتعزيز موقعها الاستراتيجي ضد الهند. وبحسب ما ورد، يخضع طيارون من القوات الجوية الباكستانية للتدريب في الصين لتشغيل الطائرة، ومن المتوقع أن تنضم J-35 إلى ترسانة باكستان قريبًا، مما يعزز تركيز البلاد على التفوق الجوي الإقليمي.
ويشير المحللون إلى أن هذا الاستحواذ قد يوفر لباكستان ميزة نوعية في التقنيات الجوية لمدة 7 إلى 8 سنوات قادمة حتى تقدم الهند مقاتلتها من الجيل الخامس في إطار برنامج الطائرات القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA)، والتي من المتوقع أن تدخل الخدمة حوالي عام 2035. وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن تملأ J-35 فجوات القدرات الحرجة داخل القوات الجوية الباكستانية، مما يعزز قدرتها على الاستجابة لتحديات الأمن الإقليمي بشكل أكثر فعالية.
J-35A هي مقاتلة شبحية متعددة الأدوار من الجيل الخامس طورتها الصين، ومصممة للتنافس مع النماذج الغربية مثل F-35 الأمريكية. تم بناؤها من قبل شركة شنيانغ للطائرات (SAC)، وهي مشتقة من النموذج الأولي FC-31 Gyrfalcon الذي تم الكشف عنه لأول مرة في عام 2012. تتميز الطائرة بتقنيات متقدمة للتفوق الجوي ومهام الهجوم الأرضي، وهي مجهزة برادار AESA مصمم صينيًا، ونظام استهداف كهربائي بصري (EOTS)، وشاشة عرض أمامية واسعة النطاق. تتميز بتصميم محسن للتخفي مع خطوط ديناميكية هوائية سلسة، وحجرات أسلحة داخلية، ومواد تمتص الرادار. يمكن لطائرة J-35A حمل ما يصل إلى 8 أطنان من الحمولة، بما في ذلك صواريخ جو-جو من سلسلة PL، وأسلحة مضادة للسفن، وذخائر موجهة بدقة. تعمل بمحركات WS-13 أو WS-21، وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ، على الرغم من أن نطاقها التشغيلي وتكامل أجهزة الاستشعار يتأخران قليلاً عن F-35.
إن قدرة J-35A على التكيف واضحة في قدرتها على العمل في الأدوار البرية والبحرية. وبالمقارنة مع سابقتها، FC-31، تتضمن J-35 العديد من التحسينات، مثل مداخل الهواء المعاد تصميمها، والمثبتات الرأسية بزاوية، وأنظمة إدارة التوقيع الراداري المتقدمة مثل عدسة لونيبورغ. يسلط إنتاجها الضوء على التطورات في تصنيع الطائرات الصينية، بما في ذلك استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لخفض التكاليف وتبسيط العمليات. في حين أن الطائرة مخصصة في المقام الأول للاستخدام المحلي، فإن النسخة المخصصة للتصدير، J-35E، قيد الدراسة ولكنها قد تواجه قيودًا في السوق بسبب التكاليف العالية والمتطلبات التكنولوجية للمشترين المحتملين.
يمثل دمج J-35 تحولًا كبيرًا بالنسبة للقوات الجوية الباكستانية، التي اعتمدت منذ فترة طويلة على منصات الجيل الرابع مثل JF-17 Thunder و F-16 Fighting Falcon. ومن المتوقع أن تكمل J-35 هذه الأنظمة، مما يقدم قدرة بقاء محسنة وقوة قاتلة لأسطول باكستان. ويؤكد هذا الاستحواذ على الدور المتنامي للصين كمورد دفاعي رئيسي، مع انضمام J-35 إلى JF-17 و J-10C في مخزون باكستان. تعكس الصفقة العلاقات الدفاعية الاستراتيجية المتعمقة بين إسلام أباد وبكين، مما يشكل ديناميكيات الأمن في جنوب آسيا.
يشير التدريب الجاري لطيارين القوات الجوية الباكستانية في الصين إلى عملية تجنيد سريعة، مما قد يسرع من نشر J-35 في القوات الجوية الباكستانية. ومع ذلك، فإن النجاح التشغيلي للطائرة سوف يعتمد على اندماجها في الهياكل التكتيكية والقيادية للقوات الجوية الباكستانية، فضلاً عن قدرة باكستان على الاستفادة من الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا المتقدمة.
وفي الوقت نفسه، ستحتاج الهند، على الرغم من احتفاظها بأسطول أكبر وأكثر تنوعًا، إلى تسريع جهود التحديث. ويشمل ذلك تطوير البرامج المحلية مثل AMCA وترقية المنصات الحالية، مثل Rafale و Su-30MKI، بأجهزة استشعار متقدمة وأنظمة حرب إلكترونية للحفاظ على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
يشير الاستحواذ على J-35 إلى دفعة كبيرة لقدرات القوات الجوية الباكستانية ويسلط الضوء على خططها الاستراتيجية طويلة الأجل. كما يعكس تعزيز العلاقات الدفاعية الصينية الباكستانية حيث تهدف باكستان إلى معالجة فجواتها التكنولوجية ضد الهند. ستكون السنوات القادمة حاسمة في تحديد تأثير هذا الاستحواذ على ديناميكيات الأمن الإقليمي.