وفقًا لما ذكره موقع Le Desk في 25 ديسمبر 2024، فإن القوات الجوية الملكية المغربية تدرس طائرة الهجوم الخفيفة الصينية L-15 Falcon كبديل محتمل لأسطولها من طائرات التدريب Alpha Jets. يتماشى هذا التقييم مع جهود المغرب لتحديث قدراته الدفاعية مع تنويع شراكاته العسكرية. كانت طائرة Alpha Jet، التي طورتها شركة Dassault Aviation الفرنسية وشركة Dornier Flugzeugwerke الألمانية بشكل مشترك، في الخدمة منذ أواخر السبعينيات واستخدمت في المقام الأول في أدوار التدريب والهجوم الخفيف. ومع ذلك، لم يعد تصميم Alpha Jet المتقادم يلبي متطلبات العمليات العسكرية الحديثة.
حصل المغرب على 24 طائرة Alpha Jets بين عامي 1979 و1981 لتعزيز قدرات التدريب والهجوم الخفيف لقواته الجوية. تم تخصيص هذه الطائرات لسرب تدريب ووحدة مكافحة التمرد في مكناس. خلال صراع الصحراء الغربية، تم نشرها في مهام تستهدف مواقع جبهة البوليساريو. وبينما قامت طائرات ألفا بهذه الأدوار، فإن أداءها دون الصوتي، وإلكترونياتها المحدودة، وافتقارها إلى الأنظمة الحديثة يُنظر إليه الآن على أنه غير كافٍ. تم تجهيز طائرة ألفا جيت بمحركين توربينيين من طراز SNECMA Turbomeca Larzac ويمكنها حمل ما يصل إلى 2500 كيلوجرام من الأسلحة عبر خمس نقاط صلبة. تم تصميمها في البداية للتدريب دون الصوتي والدعم الجوي القريب، وتعتبر قدراتها الآن قديمة في سياق الاحتياجات العسكرية الحالية.
تقدم طائرة L-15 Falcon، التي طورتها شركة Hongdu Aviation Industry Corporation (HAIC)، العديد من الميزات غير الموجودة في طائرة Alpha Jet. تم إطلاقها لأول مرة في عام 2006 وتم تقديمها في عام 2013، وتم تطوير الطائرة بمساعدة فنية من مكتب تصميم Yakovlev في روسيا. يتضمن نظام الدفع الخاص بها محركات توربينية AI-222K-25F، والتي تتضمن التكنولوجيا الأوكرانية. يمكن أن تصل سرعة متغير L-15B إلى ماخ 1.4. وتشتمل الطائرة على تسع نقاط تثبيت قادرة على حمل حمولة قصوى تبلغ 3500 كيلوجرام، وتستوعب ذخائر مثل صواريخ جو-جو SD-10 وPL-8، بالإضافة إلى قنابل LS-6 الموجهة بالأقمار الصناعية. كما أنها تتضمن عناصر تحكم في الطيران بالأسلاك، ورادار مسح إلكتروني سلبي (PESA)، وقمرة قيادة زجاجية، مما يدعم دورها في إعداد الطيارين للطائرات المقاتلة المتقدمة. وتقدر مدة خدمة L-15 بنحو 10000 ساعة، ويتضمن تصميمها 25% من المواد المركبة لتقليل الوزن وتعزيز المتانة.
تحتوي L-15 على متغيرات تشغيلية متعددة، بما في ذلك النماذج دون الصوتية والمتوافقة مع حاملات الطائرات. وقد تم تصديرها إلى دول مثل زامبيا، التي اشترت ست وحدات L-15Z في عام 2014 مقابل 100 مليون دولار، والإمارات العربية المتحدة، التي طلبت 12 وحدة في عام 2022 مع خيار 36 طائرة إضافية. أبدت دول أخرى، بما في ذلك باكستان وأوكرانيا، اهتمامها بالمنصة. في الصين، تستخدم القوات الجوية والبحرية لجيش التحرير الشعبي طائرة L-15 لتدريب الطيارين على طائرات مقاتلة من الجيل الرابع والخامس مثل Hongdu JL-10.
يأتي اهتمام المغرب المحتمل بطائرة L-15 في أعقاب استحواذه على أنظمة دفاع صينية أخرى، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي بعيد المدى FD-2000B، وقاذفات الصواريخ المتعددة AR2، وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات HJ-9A، وطائرات بدون طيار Wing Loong 2. وهذا يمثل تحولاً عن اعتماد المغرب التقليدي على الموردين الغربيين. ستكون طائرة L-15، إذا تم الحصول عليها، جزءًا من برنامج تحديث دفاعي أوسع يهدف إلى تحديث وتنويع المعدات العسكرية المغربية.
كما وسع المغرب والصين علاقاتهما السياسية والاقتصادية. في يناير 2022، وقعت الدولتان خطة تنفيذ مبادرة الحزام والطريق، مما جعل المغرب أول دولة في شمال إفريقيا تقيم مثل هذا التعاون الشامل. تشمل الاستثمارات الصينية في المغرب مشاريع البنية التحتية والمبادرات في قطاع بطاريات السيارات الكهربائية. وقد أكد المغرب على دعمه لسياسة الصين الواحدة، في حين أعربت الصين عن تأييدها لموقف المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، مما يعزز العلاقات الثنائية.
إذا اختارت القوات الجوية الملكية طائرات L-15 Falcon، فإن هذا القرار من شأنه أن يعني إدخال منصة أكثر حداثة وقدرة لتحل محل طائرات Alpha Jet. ومن شأن هذه الخطوة أن تعكس التزام المغرب بتلبية الاحتياجات التشغيلية المتطورة وجهوده لتنويع شراكاته الدفاعية.