أعربت بنجلاديش رسميًا عن اهتمامها بطائرة JF-17 Thunder، كما ذكرت صحيفة The Express Tribune في 16 يناير 2025، وهي طائرة مقاتلة تم تطويرها بشكل مشترك من قبل باكستان والصين، بعد زيارة وفد دفاعي رفيع المستوى من بنجلاديش إلى باكستان في 15 يناير 2025. بقيادة الفريق أول سم قمر الحسن، ضابط الأركان الرئيسي لقسم القوات المسلحة، التقى الوفد برئيس القوات الجوية الباكستانية، المارشال الجوي ظهير أحمد بابار سيدو، في مقر القوات الجوية في إسلام أباد. ركزت المناقشات على تعزيز العلاقات العسكرية، واستكشاف فرص التدريب المشترك، والشراء المحتمل لطائرة JF-17.
تشغل القوات الجوية البنجلاديشية حاليًا أسطولًا قديمًا من مقاتلات F-7 الصينية الصنع وميج 29 الروسية، والتي تواجه تقادمًا متزايدًا في مجال الإلكترونيات وأنظمة الأسلحة والموثوقية التشغيلية. تعيق هذه القيود قدرة القوات الجوية البنجلاديشية على مواكبة قدرات نظرائها الإقليميين. ومن المقرر استبدال طائرات إف-7، وهي نسخ محسنة من طائرات ميج-21 السوفييتية، بحلول عام 2034 كجزء من مبادرة "هدف القوات 2030". ويشمل برنامج المشتريات الطويل الأجل هذا خططًا لتقديم 20-32 طائرة مقاتلة من الجيل الرابع، بهدف تعزيز قدرات القوات الجوية ومعالجة تقادم أسطولها الحالي بخيارات فعالة من حيث التكلفة للاحتياجات التشغيلية الحالية والمستقبلية.
يحدد برنامج "هدف القوات 2030"، الذي بدأ في عام 2009 وتم تحديثه في عام 2017، استراتيجية بنجلاديش لتحديث قواتها المسلحة في جميع الفروع. وتعطي الخطة الأولوية لترقية القوات الجوية بطائرات قتالية متعددة الأدوار لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة. وتؤكد على الحاجة إلى القدرات التكنولوجية المتقدمة والمرونة التشغيلية لضمان استعداد القوات الجوية البنجلاديشية للمهام المستقبلية. كما يتزامن اهتمام بنجلاديش بطائرة JF-17 مع التحولات في تحالفاتها الجيوسياسية بعد انتقال الحكومة في عام 2024. ففي ظل الإدارة الجديدة بقيادة محمد يونس، سعت بنجلاديش إلى تنويع شراكاتها الدفاعية، والابتعاد عن الاعتماد السابق على الهند واستكشاف علاقات أوثق مع باكستان والصين.
ويجري النظر في طائرة JF-17 بسبب قدرتها على تحمل التكاليف، وقدراتها المتعددة الأدوار، وتوافقها مع البنية التحتية اللوجستية الحالية في بنجلاديش. وتتراوح تكلفة الطائرة بين 15 و25 مليون دولار أمريكي لكل وحدة، وتوفر ميزات مثل رادار المصفوفة الممسوحة إلكترونيًا النشط (AESA)، ودعم الصواريخ خارج مدى الرؤية، والذخائر الموجهة بدقة. كما يعمل محركها RD-93، المستخدم أيضًا في طائرة MiG-29، على تبسيط الصيانة، في حين تتوافق إمكانات ترقيتها مع أهداف التحديث في بنجلاديش والقيود الميزانية.
في السابق، أعربت بنجلاديش عن اهتمامها بطائرة J-10C المقاتلة الصينية، وهي طائرة متعددة الأدوار من الجيل 4.5. ومع ذلك، دفعت المخاوف بشأن تحديات الصيانة، وتوافر قطع الغيار، وموثوقية المحرك بنغلاديش إلى النظر في خيارات بديلة. يُنظر إلى JF-17، التي تشترك في الأصول الصينية ولكنها تُنتج بالاشتراك مع باكستان، على أنها خيار أكثر قابلية للتطبيق نظرًا لمتطلبات الدعم اللوجستي والعملياتي الأبسط.
كما قامت بنجلاديش بتقييم مقاتلات أوروبية مثل Dassault Rafale و Eurofighter Typhoon، المعروفة بتكنولوجيتها المتقدمة وقدراتها المثبتة. كجزء من برنامج Force Goal 2030، خصصت الحكومة 2.5 مليار يورو في عام 2021 لشراء 16 طائرة مقاتلة متعددة الأدوار متقدمة من مصادر غربية. ومع ذلك، فإن تكاليف الاستحواذ والتشغيل المرتفعة لهذه المنصات تتجاوز ميزانية الدفاع في بنجلاديش، مما يجعلها أقل جدوى للشراء الفوري مقارنة بـ JF-17، على الرغم من أدائها المتفوق.
JF-17 Thunder، والتي تم تسميتها أيضًا FC-1 Xiaolong في الصين، هي طائرة قتالية خفيفة الوزن ومتعددة الأدوار تم تطويرها من خلال التعاون بين المجمع الباكستاني للطيران (PAC) وشركة صناعة الطائرات في تشنغدو (CAC) الصينية. تم تصميم الطائرة في البداية كمشروع سوبر 7 في تسعينيات القرن العشرين، وكان الهدف منها توفير بديل ميسور التكلفة وعملي للمنصات الأكثر تكلفة. أجرت الطائرة رحلتها الأولى في عام 2003 ودخلت الخدمة مع القوات الجوية الباكستانية في عام 2007.
تم تصميم JF-17 لمهام تشمل القتال الجوي والهجوم الأرضي والاستطلاع. تتميز بأجهزة إلكترونية متقدمة مثل رادار AESA وشاشة عرض ذكية بزاوية واسعة وأنظمة متوافقة مع الصواريخ التي تتجاوز المدى البصري مثل PL-15. تشمل أسلحتها القنابل الموجهة والصواريخ المضادة للسفن والصواريخ جو-جو قصيرة المدى. تعمل المنصة بمحرك RD-93 الروسي، وتؤكد على التنوع. يقدم متغير Block III تحسينات مثل تحسين دمج المستشعرات وأنظمة الحرب الإلكترونية وترقيات أخرى.
يتم تشغيل JF-17 حاليًا بواسطة القوات الجوية الباكستانية وميانمار ونيجيريا. أعربت بنجلاديش عن اهتمامها بتقييم الطائرة للاستحواذ المحتمل. في حين أبدت دول أخرى، مثل سريلانكا والأرجنتين، اهتمامها في الماضي، إلا أن هذه المفاوضات لم تسفر عن صفقات نهائية. يتم تسويق المنصة كخيار حساس للتكلفة للقوات الجوية التي تسعى إلى قدرات حديثة دون تكلفة الأنظمة المتطورة. وتؤكد الجهود الترويجية المستمرة على الدور المقصود في توفير حلول سهلة الوصول للاحتياجات التشغيلية المتنوعة.