أخبار: روسيا تُسلّم دفعة جديدة من قاذفات سو-34 المقاتلة وتُضاعف إنتاجها

وفقًا لمعلومات نشرتها شركة روستك الروسية الحكومية للصناعات الدفاعية في 19 أبريل 2025، يواصل قطاع الدفاع الروسي تعزيز قدراته القتالية الجوية مع أحدث تسليم لطائرات سو-34 المقاتلة القاذفة للقوات المسلحة. تُمثل هذه الطائرة، التي تنتجها شركة الطائرات المتحدة (UAC)، وهي لاعب رئيسي في صناعة الطيران والدفاع الروسية، زيادة كبيرة في الطاقة الإنتاجية - حيث تضاعفت أكثر من الضعف خلال العامين الماضيين.

تُعدّ سو-34، المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم "فولباك"، مقاتلة هجومية حديثة ثنائية المقعد وثنائية المحرك، مُصمّمة لمواجهة الأهداف البرية والبحرية والجوية، بما في ذلك الأهداف المحمية بأنظمة دفاع جوي متطورة. بفضل مداها التشغيلي المُذهل وإلكترونياتها المتطورة، صُممت الطائرة للعمل في بيئات عالية الخطورة وفي ظروف جوية سيئة، ليلًا ونهارًا، في مختلف مسارح العمليات العسكرية.

مزودة بمجموعة شاملة من ذخائر جو-أرض وجو-جو، موجهة وغير موجهة، تتمتع طائرة سو-34 بالقدرة على تنفيذ مهام استطلاع جوي. وتُعتبر حجر الزاوية في القوة الجوية التكتيكية الروسية، وتكتسب أهمية خاصة في مناطق القتال المعقدة.

ووفقًا لفلاديمير أرتياكوف، النائب الأول للمدير العام لشركة روستك، تُمثل طائرة سو-34 العمود الفقري للقوة الضاربة للطيران الروسي في الخطوط الأمامية. وصرح بأن هذه الطائرة تُعتبر الأفضل في فئتها، حيث لعبت دورًا حاسمًا في تنفيذ المهام العملياتية الرئيسية في الحرب الروسية الأوكرانية. وأشاد أرتياكوف بكفاءتها العالية، وقدرتها الممتازة على المناورة، وأدائها القتالي القوي. كما أشار إلى الطلب المتزايد على طائرة سو-34 داخل القوات المسلحة، مؤكدًا أن مصانع الطائرات الروسية تعمل بنشاط على زيادة معدل إنتاج هذه القاذفة المقاتلة.

أكملت جميع الطائرات المُسلّمة حديثًا دورة كاملة من اختبارات القبول في المصنع، للتحقق من أدائها في سيناريوهات عملياتية مختلفة قبل نشرها في المطارات المُخصصة لها.

يأتي هذا الارتفاع الكبير في الإنتاج على الرغم من العقوبات الدولية الشاملة المفروضة على روسيا في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا. هذه العقوبات، التي تهدف إلى تقييد وصول روسيا إلى التقنيات الأجنبية والمكونات الأساسية، لم تمنع استمرار تصنيع الطائرات المقاتلة. بل على العكس، نجحت روسيا ليس فقط في الحفاظ على قدراتها الإنتاجية المحلية في مجال الطيران والفضاء، بل وفي تعزيزها بشكل كبير. وقد تضاعف إنتاج طائرة سو-34، على وجه الخصوص، بأكثر من الضعف خلال العامين الماضيين، مما يؤكد مرونة صناعة الدفاع الروسية وقدرتها على التكيف في ظل القيود الاقتصادية والتكنولوجية.

فيما يتعلق بتكنولوجيا الطائرات المقاتلة، تُعد طائرة سو-34 نسخة مُحدثة بشكل كبير من منصة سو-27، مُصممة خصيصًا لمهام الضربات بعيدة المدى. تتميز بتصميم قمرة قيادة جنبًا إلى جنب، وأنظمة ملاحة واستهداف متطورة، وسعة حمولة كبيرة. الطائرة مُجهزة بنظام رادار حديث، ومعدات حرب إلكترونية، ومنظومة دفاع ذاتي قوية، مما يسمح لها بالعمل بشكل مستقل في بيئات عالية الخطورة.

بالمقارنة مع نظيراتها الغربية، يتماشى دور طائرة سو-34 بشكل وثيق مع دور الطائرتين الأمريكيتين إف-15 إي سترايك إيجل وتورنادو آي دي إس الأوروبية، وكلاهما مصمم لمهام اعتراض عميقة بأسلحة موجهة بدقة. ورغم أنها ليست طائرة شبح، إلا أن سو-34 تعوض ذلك بمدى بعيد وسرعة عالية وقدرتها على حمل مجموعة واسعة من الأسلحة. وتظل منصة متعددة الاستخدامات ضمن فئة الجيل الرابع وما فوق، حيث توفر مزيجًا من قدرات الهجوم والاستطلاع والقتال الجوي المحدود. وعلى الرغم من الاختلافات التكنولوجية مع طائرات الجيل الخامس مثل إف-35، تظل سو-34 عنصرًا أساسيًا في القوة الجوية الروسية الضاربة.

إن التوسع المستمر في إنتاج قاذفات سو-34 المقاتلة من قبل روسيا، حتى في ظل العقوبات الدولية الشديدة وضغوط الحرب الدائرة، يُبرز التركيز الاستراتيجي لروسيا على الحفاظ على التفوق الجوي والمدى العملياتي. ومع استمرار الصراع في أوكرانيا، من المتوقع أن ينمو دور سو-34، مما يعزز مكانتها كعنصر أساسي في أسطول الطيران القتالي الروسي الحديث.