أخبار: نجاح أول رحلة لطائرة الاستخبارات الفرنسية ARCHANGE

أعلنت المديرية العامة للتسليح (DGA - Direction Générale de l’Armement) عن نجاح أول رحلة لطائرة ARCHANGE (Avions de Renseignement à CHArge utile de Nouvelle Geenération)، وفقًا لمعلومات نشرتها وزارة القوات المسلحة الفرنسية في 25 يوليو 2025. تُشير هذه الرحلة الأولى إلى تطور ملحوظ في قدرة فرنسا على تنفيذ عمليات استخبارات استراتيجية عالية القيمة.

يهدف برنامج ARCHANGE إلى تسليم ثلاث منصات جوية متطورة بحلول نهاية قانون البرمجة العسكرية 2024-2030. وستُكلف هذه الطائرات بكشف وتحليل إشارات الرادار والاتصالات، مما يُعزز قدرة القوات الجوية والفضائية الفرنسية على جمع وتفسير الاستخبارات الكهرومغناطيسية على المستوى الاستراتيجي.

يتضمن هذا البرنامج تعديل طائرة الأعمال فالكون 8X من شركة داسو للطيران إلى منصات استخبارات متقدمة. دخلت طائرة فالكون 8X، وهي نسخة مُحسّنة ومُحدّثة بشكل كبير من طائرة فالكون 7X، الخدمة عام 2016. يبلغ طول الطائرة 24.46 مترًا، وهي مُزوّدة بثلاثة محركات من طراز Pratt & Whitney Canada PW307D، مما يُتيح سرعة قصوى تبلغ 953 كم/ساعة، ومدى يصل إلى 11,945 كم، وسعة تصل إلى 19 راكبًا.

كُشف النقاب عن طراز ARCHANGE عام 2019 خلال معرض باريس الجوي. وسيتم تجهيزها بنظام الحرب الإلكترونية العالمي CUGE (القدرات الحربية العالمية الإلكترونية)، الذي طورته شركة Thales. كما ستتميز بمقصورة قيادة رقمية EASY ونظام الرؤية المُشتركة FalconEye (CVS). تتضمن الطائرة تصميمًا مُحسّنًا للطائرات النفاثة ثلاثية المحركات، ومستشعرًا عالي الحساسية، مُناسبًا لاعتراض الإشارات الخفية الحديثة واكتشافها لمسافات طويلة. من المتوقع تسليم أول طائرة في عام ٢٠٢٥.

من المقرر أن تحل الطائرات الثلاث الجديدة محل طائرتي Transall C-160 Gabriel الحاليتين التابعتين لسلاح الجو والفضاء الفرنسي، واللتين أُخرجتا من الخدمة في عام ٢٠٢٢. دخلت طائرة Transall C160G الخدمة في عام ١٩٨٩، واستُخدمت للاستطلاع الإلكتروني والتجسس الجوي وجمع المعلومات الاستخبارية. وهي أكبر من طائرة Falcon 8X ARCHANGE الجديدة، حيث يبلغ طول جناحيها ٤٠ مترًا وطولها ٣٢.٤ مترًا. ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى ٥١٠ كم/ساعة، ويبلغ مداها ٥٠٠٠ كم، ويمكن تمديدها بالتزود بالوقود جوًا.

وفقًا للنشرة الرسمية لطائرة ARCHANGE، فهي مصممة لتنفيذ أنواع متعددة من المهام، مثل تعزيز قدرات الاستخبارات الكهرومغناطيسية (ROEM) من خلال تمكين اعتراض وتوصيف وتحليل انبعاثات الراديو والرادار (الحرب الإلكترونية)؛ تقييم نقاط قوة الخصم وتكييف التدابير الإلكترونية المضادة بناءً عليها؛ ونشر المعلومات الاستخبارية التحذيرية على جهات فاعلة متعددة، كعنصر أساسي في القتال التعاوني.

ستُسهم هذه الطائرات الجديدة أيضًا في سد الفجوة التي خلّفها التقاعد المبكر لطائرة Transall C-160 Gabriel، والتي لم تتمكن أنظمة الطائرات الأخرى من سدّها، وستعزز بشكل كبير قدرات الحرب الإلكترونية الفرنسية.

أشادت المديرية العامة للتسليح بالتعاون الوثيق بين الجهات المعنية، مشيرةً إلى أنه "يعكس التزامهم الجماعي بتعزيز القدرات الدفاعية الفرنسية، وسيادتها في صنع القرار، والتفوق العملياتي لقواتها المسلحة".