أخبار: هل يمكن للمغرب الحصول على مقاتلات F-35 الأمريكية ردًا على صفقة الجزائر مع روسيا بشأن مقاتلات Su-57؟

اكتسبت التكهنات حول احتمال استحواذ المغرب على طائرات F-35 Lightning II الأمريكية المقاتلة أهمية متزايدة مع تصاعد التوترات الإقليمية في شمال إفريقيا عقب تأكيد الجزائر شراء طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-57 Felon. وإذا مضت المغرب قدمًا في عملية الاستحواذ، فستكون سابقة تاريخية للقارة الإفريقية، مما يمنح المغرب قدرات جوية لا مثيل لها ويعزز مكانتها الاستراتيجية وسط تنافس متزايد مع الجزائر.

يتمحور النزاع السياسي طويل الأمد بين المغرب والجزائر حول وضع الصحراء الغربية، حيث تؤكد الرباط سيادتها بينما تدعم الجزائر مطالب جبهة البوليساريو بالاستقلال. وقد قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 2021، حيث تتبادل الحكومتان بانتظام الاتهامات بشأن التجسس وزعزعة الاستقرار والاستفزاز العسكري. وفي هذه البيئة المتقلبة، يمثل السباق على تكنولوجيا مقاتلات الجيل الخامس أكثر من مجرد ترقية دفاعية؛ إنه تأكيد على الهيمنة الاستراتيجية.

يعكس استحواذ الجزائر على الطائرة المقاتلة الروسية سو-57 عزمها على تحقيق تقدم تكنولوجي كبير. طائرة سو-57 فيلون هي مقاتلة ثنائية المحرك، قادرة على التخفي، طورتها شركة سوخوي، وتهدف إلى تحدي منصات التفوق الجوي الغربية. تتميز الطائرة بسرعة فائقة تصل إلى 1.6 ماخ دون الحاجة إلى حارق لاحق، وتوجيه دفعي لتحقيق قدرة فائقة على المناورة، ونطاق قتالي يبلغ حوالي 1500 كيلومتر. صُممت الطائرة لحمل مجموعة من الذخائر جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك صواريخ R-77 وR-74، وأسلحة مستقبلية تفوق سرعة الصوت. يقترن نظام رادار AESA (N036 Byelka) الخاص بها برادارات جانبية تعمل على النطاق L ونظام استهداف كهروضوئي متطور.

بالمقارنة، تُعدّ طائرة F-35 Lightning II الأمريكية مقاتلة شبحية متعددة المهام بمحرك واحد، طورتها شركة لوكهيد مارتن، وتتميز بدمج أجهزة استشعار لا مثيل له، ودقة رصد منخفضة، وقدرات حرب إلكترونية. يبلغ نصف قطرها القتالي حوالي 1100 كيلومتر، لكنها تستفيد من دعم التزود بالوقود جوًا والاتصال المتكامل بساحة المعركة. تتميز طائرة F-35 برادار AN/APG-81 AESA، ونظام الفتحة الموزعة (DAS) بتغطية 360 درجة، ونظام الاستهداف الكهروضوئي (EOTS). توفر شاشة العرض المثبتة على الخوذة للطيارين بيانات استهداف آنية ورؤية تركيبية، مما يلغي الحاجة إلى شاشات العرض التقليدية.

أما بالنسبة للأسلحة، فيمكن لطائرة F-35 حمل مزيج من صواريخ AIM-120 AMRAAM، وAIM-9X Sidewinder، وقنابل JDAM الموجهة بدقة، وذخائر بعيدة المدى مثل JASSM. تحافظ حجراتها الداخلية على خاصية التخفي، بينما تسمح الأبراج الخارجية بزيادة الحمولة عند عدم الحاجة للتخفي. تتمتع طائرة سو-57 بحمولة أسلحة نظرية أعلى، تُقدر بـ 10,000 كيلوغرام، مقارنةً بـ 8,160 كيلوغرامًا لطائرة إف-35، ولكن مع تكامل أقل للذخائر الذكية من الطراز الغربي وشبكات ميدانية أكثر محدودية.

من منظور عسكري، تُقدم طائرة إف-35 للمغرب سلسلة من المزايا الحاسمة في مواجهة طائرة سو-57 الجزائرية. فهي توفر تكاملًا فائقًا لأجهزة الاستشعار، ومشاركة فورية للبيانات، وقدرات حرب إلكترونية لا مثيل لها، وقدرة رصد منخفضة مثبتة ضد أوسع نطاق من التهديدات. طائرة إف-35 مُختبرة بالفعل في القتال، ومنتشرة على نطاق واسع بين قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتستفيد من منظومة متطورة للتطوير اللوجستي والبرمجيات. إن قابلية التشغيل البيني مع شبكات القيادة الغربية تُمكّن المغرب من المشاركة في عمليات مشتركة معقدة، وتُعزز دوره كشريك استراتيجي للولايات المتحدة وإسرائيل.

تُوفر طائرة إف-35 الأمريكية المقاتلة للمغرب تفوقًا عسكريًا شاملًا لا يُضاهي الإمكانات الحركية الخام لطائرة سو-57 فحسب، بل يُعالج أيضًا نطاقًا أوسع من الحروب الجوية المستقبلية. فهي تُعزز الوعي الظرفي، والقدرة على البقاء، والقدرة على توجيه ضربات دقيقة، والردع الاستراتيجي. سيُعيد إدخال طائرة إف-35 إلى الخدمة في المغرب توازن القوة الجوية الإقليمية، ويُثبّط التصعيد، ويُعيد تعريف التسلسل الهرمي التكنولوجي في شمال أفريقيا.