توصلت القوات الجوية للولايات المتحدة في 19 يوليو 2024، إلى اتفاقية مهمة مع شركة Boeing لتوريد طائرات التحذير والتحكم المحمولة جواً E-7 Wedgetail، على الرغم من التحديات الداخلية الأخيرة التي واجهتها الشركة. تم الإعلان عن هذه الصفقة في Royal International Air Tattoo في غرب إنجلترا، وتمثل خطوة حاسمة في تحديث قدرات المراقبة الجوية الأمريكية.
كشف وزير القوات الجوية فرانك كيندال أن هذا الاتفاق المؤقت يغطي الإنتاج السريع لنماذج E-7 Wedgetail الأولية، ليحل تدريجياً محل طائرات E-3 Sentry أو طائرات AWACS الأقدم. يأتي هذا التطور بعد مفاوضات مكثفة حول سعر طائرة Wedgetail التي تعتمد على طراز 737. وقال كيندال: "لقد توصلنا إلى اتفاق مع بوينغ بسعر معقول يمكننا تحمله". ومن المقرر أن يتم الانتهاء من العقد في أغسطس.
وتأتي هذه الاتفاقية بعد وقت قصير من اعتراف Boeing بالذنب في تهمة التآمر الإجرامي المتعلقة بالاحتيال المتعلقة بتحطم طائرة 737 ماكس المميتة منذ أكثر من خمس سنوات. أثار هذا القرار القانوني مخاوف بشأن قدرة الشركة على تأمين العقود مع الوكالات الحكومية مثل وزارة الدفاع ووكالة ناسا. ومع ذلك، طمأن كيندال المراقبين بأن صفقة الإقرار بالذنب هذه لم تؤثر على المفاوضات مع البنتاجون. وقال: "الإجابة المختصرة هي أن الأمر لم يؤثر علينا، فنحن نواصل التعامل مع بوينغ".
ورحبت شركة Boeing، ثاني أكبر مورد للبنتاجون، بالاتفاق، معتبرة أنه فرصة لتعزيز أعمالها الدفاعية بعد سلسلة من تجاوزات التكاليف والتأخير. صرح متحدث باسم بوينج قائلاً: "نحن نركز على التنفيذ الجيد وتلبية احتياجات عملائنا."
تعد الاتفاقية الجديدة جزءًا من جهود القوات الجوية لاستبدال طائرات E-3 التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة. هذه الطائرات، التي يمكن التعرف عليها من خلال قبة الرادار الدوارة المميزة، تمكن أطقمها من تتبع الأهداف وتوجيه الطائرات في القتال. يعد الانتقال إلى E-7 Wedgetail، على الرغم من تأخيره بسبب مفاوضات الأسعار، ضروريًا لتجنب الثغرات في قدرات المراقبة والتحكم.
Boeing E-7 Wedgetail هي طائرة متقدمة للإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً، تعتمد على تصميم Boeing 737 Next Generation. على عكس طائرة Boeing E-3 Sentry التي تعتمد على طراز 707، والتي تستخدم هوائي رادار دوار، تتميز الطائرة E-7 بهوائي رادار نشط ثابت وممسوح ضوئيًا إلكترونيًا. تم تصميمها في الأصل لسلاح الجو الملكي الأسترالي (RAAF) تحت عنوان "Project Wedgetail"، وتم تسميتها E-7A Wedgetail.
تم أيضًا اختيار الطائرة 737 AEW&C من قبل القوات الجوية التركية ضمن "مشروع نسر السلام" (Barış Kartalı، المعين E-7T)، والقوات الجوية لجمهورية كوريا ضمن "مشروع عين السلام"، والمملكة المتحدة (المعينة Wedgetail AEW1). . في أبريل 2022، أعلنت القوات الجوية الأمريكية أن الطائرة E-7 ستحل محل الطائرة E-3 بدءًا من عام 2027.
في فبراير 2021، اقترح الجنرال كينيث إس ويلسباخ، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ، أن تحصل القوات الجوية الأمريكية بسرعة على طائرات E-7 لتحل محل طائرات E-3 المنتشرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. في أبريل 2021، أفادت مجلة Aviation Week & Space Technology أن الجنرال جيفري هاريجيان، قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا والقوات الجوية الإفريقية، دعم أيضًا عملية الاستحواذ على E-7 على المدى القريب. في أكتوبر 2021، نشرت القوات الجوية الأمريكية "إشعارًا بإجراءات العقد" يوضح عزمها منح Boeing عقدًا وحيد المصدر لدراسة الطائرة E-7 لتحديد ما إذا كان يمكنها تلبية معايير ومتطلبات تكوين القوات الجوية الأمريكية.
في 26 أبريل 2022، أعلنت القوات الجوية الأمريكية أن الطائرة E-7 ستحل محل الطائرة E-3 باعتبارها "المنصة الوحيدة القادرة على تلبية إدارة المعارك التكتيكية لوزارة الدفاع، والقيادة والسيطرة، وقدرات الإشارة إلى الهدف المتحرك ضمن الإطار الزمني المطلوب". ". تم منح عقد أولي بقيمة 1.2 مليار دولار في عام 2023 لتطوير نوعين جديدين خاصين بالولايات المتحدة من طراز E-7. من المقرر اتخاذ قرار الإنتاج النهائي لأسطول إجمالي مكون من 26 طائرة في عام 2025، مع دخول أول طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية E-7 الخدمة في عام 2027.
تقدم طائرة Boeing E-7 Wedgetail العديد من التحسينات المهمة مقارنة بسابقتها، E-3 Sentry، المعروفة أيضًا باسم AWACS (نظام الإنذار والتحكم المحمول جواً). فيما يلي بعض التطورات التكنولوجية والتشغيلية الرئيسية:
يعد رادار MESA الخاص بالطائرة E-7 Wedgetail، والذي طورته شركة Northrop Grumman، تحسينًا كبيرًا على الرادار الدوار للطائرة E-3 Sentry. يستخدم رادار MESA تقنية المسح الإلكتروني، مما يسمح له بتتبع الأهداف في وقت واحد على مسافة تزيد عن 360 درجة دون تحريك الأجزاء، مما يحسن الموثوقية ويقلل الصيانة. كما أنه يوفر نطاق كشف فائق وقدرة محسنة على تتبع الأهداف عالية السرعة، مما يوفر وعيًا ظرفيًا أكثر شمولاً ودقة.
على عكس أنظمة الرادار القديمة، يمكن للمشغلين إعادة توجيه الطاقة من أجهزة الاستشعار "غير المستخدمة" (مثل تلك الموجهة نحو الخطوط الصديقة) لتعزيز إمدادات الطاقة إلى أجهزة استشعار أخرى. وهذا يزيد من نطاقها وقدراتها على تحديد الهوية.
تتميز الطائرة E-7 بأنظمة اتصالات حديثة تعزز إمكانية التشغيل البيني مع القوات العسكرية الأخرى، بما في ذلك الوحدات البرية والبحرية والجوية. تتيح هذه الأنظمة روابط بيانات آمنة ومقاومة للتداخل، مما يضمن نقل المعلومات المهمة بشكل موثوق حتى في البيئات المتنازع عليها. في المقابل، فإن أنظمة الاتصالات الأقدم في E-3 Sentry أقل قوة في مواجهة التهديدات السيبرانية الحديثة.
تعتمد طائرة E-7 على منصة Boeing 737-700، مما يوفر كفاءة أفضل في استهلاك الوقود ومدى أطول مقارنة بطائرة E-3 Sentry التي تعتمد على منصة Boeing 707. وهذا يسمح للطائرة E-7 بتغطية مناطق أكبر دون التزود بالوقود بشكل متكرر، مما يزيد من قدرة المهمة على التحمل والمرونة التشغيلية.
مع عشر وحدات تحكم للمهام، تسمح E-7 للطاقم بمعالجة البيانات وتحليلها في الوقت الفعلي، مما يؤدي إلى تحسين إدارة ساحة المعركة. ترتبط وحدات التحكم هذه بشبكة داخلية عالية السرعة، مما يسهل التعامل مع المعلومات المعقدة وتنسيق العمليات. في المقابل، تمتلك E-3 Sentry أنظمة مهمة أقدم وأقل تكاملاً مع قدرات معالجة أقل في الوقت الفعلي.
تستفيد الطائرة E-7 من الدعم اللوجستي المتكامل والبنية التحتية المتقدمة للصيانة، بما في ذلك تحديثات البرامج والأجهزة التي تيسرها أنظمة الدعم الأرضية. يؤدي هذا إلى تحسين التوفر التشغيلي للطائرة. يتطلب الطراز E-3 Sentry الأقدم مزيدًا من الصيانة كما أن تحديث أنظمته أقل سهولة.