أخبار: الولايات المتحدة ستسلم إسرائيل لبيع قنابل MK-84

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 25 يناير 2025، أنه على الرغم من وقف مؤقت لمدة ثلاثة أشهر للمبيعات العسكرية الأجنبية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، تستعد الحكومة الأمريكية للمضي قدمًا في شحنة كبيرة من القنابل إلى إسرائيل. ستشمل هذه الشحنة 1800 قنبلة MK-84، وهي نوع من القنبلة متعددة الأغراض التي استخدمتها الولايات المتحدة والقوات المتحالفة على نطاق واسع لعقود من الزمن. ووفقًا لمسؤول مجهول في البيت الأبيض، من المقرر تسليم القنابل التي يبلغ وزنها 900 كجم (2000 رطل) إلى إسرائيل كجزء من الدعم العسكري الأمريكي المستمر في أعقاب الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس في غزة.

MK-84 هي قنبلة شديدة الانفجار أمريكية الصنع يبلغ وزنها حوالي 900 كجم (2000 رطل)، مما يجعلها واحدة من أكبر القنابل في ترسانة الولايات المتحدة. تم تصميم هذه القنبلة لتوصيل حمولة هائلة من المتفجرات، قادرة على تدمير الأهداف الصلبة والناعمة. تُملأ القنبلة بشحنة كبيرة من مادة ترينيتروتولوين (TNT) أو ما يعادلها من المتفجرات، وهي معروفة بنطاق انفجارها الواسع وقدرتها على اختراق الهياكل بعمق قبل الانفجار. وبسبب قوتها التدميرية الهائلة، تُستخدم القنبلة MK-84 غالبًا ضد أهداف البنية التحتية الكبيرة مثل المنشآت العسكرية وخطوط إمداد العدو والهياكل المحصنة بشدة.

ومع ذلك، وعلى الرغم من فعاليتها القتالية، فإن القنبلة MK-84 تعتبر عمومًا قاتلة للغاية للقتال في المناطق الحضرية، وخاصة في المناطق المكتظة بالسكان. ويشكل نطاق انفجارها وإمكانية حدوث أضرار جانبية مخاوف كبيرة، وخاصة عند التعامل مع أهداف بالقرب من المناطق المدنية. وقد أعرب ضباط الجيش الأمريكي عن تحفظاتهم بشأن نشر مثل هذه الذخائر القوية في البيئات حيث يكون تقليل الخسائر المدنية أولوية. ولهذا السبب، أثار استخدامها في غزة، حيث تعمل حماس في المناطق الحضرية، مناقشات مستمرة داخل دوائر الدفاع حول مدى ملاءمتها.

إن القرار الأمريكي بتزويد إسرائيل بقنابل MK-84 يشكل جزءاً من استراتيجية دعم عسكري أوسع نطاقاً شملت ذخائر مختلفة طيلة الصراع مع حماس في غزة. ويشكل هذا الدعم أهمية بالغة في ظل استمرار إسرائيل في مواجهة ساحة معركة معقدة، حيث بنت حماس شبكة واسعة من الأنفاق والمرافق تحت الأرض في مناطق مكتظة بالسكان. وفي حين يزعم المنتقدون أن القوة التدميرية لقنبلة MK-84 قد تؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، يؤكد المؤيدون على فائدتها ضد المواقع المحصنة لحماس. إن قدرة القنابل على استهداف الهياكل المحصنة مثل الأنفاق ومخابئ الأسلحة ومراكز القيادة توفر للجيش الإسرائيلي ميزة حاسمة في تحييد البنية الأساسية لحماس.

إن قنبلة MK-84 سلاح متعدد الاستخدامات يمكن نشره بواسطة عدة منصات طائرات مختلفة، مما يجعلها ميزة في العمليات المشتركة عبر مسارح الحرب المختلفة. وعادة ما يتم إسقاطها بواسطة طائرات مجهزة بحوامل قنابل متخصصة، وهي متوافقة مع مجموعة واسعة من الطائرات المقاتلة، بما في ذلك مقاتلات F-15 وF-16 الأمريكية والإسرائيلية، والتي تعد مكونات رئيسية للقدرات التكتيكية للقوات الجوية الإسرائيلية. إن هذه الطائرات قادرة على حمل مجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك MK-84، مع أنظمة استهداف دقيقة، مما يضمن إطلاق القنابل بأقصى قدر من الفعالية.

إن مقاتلات الشبح الإسرائيلية المتقدمة من طراز F-35 قادرة أيضًا على حمل ونشر MK-84. وبفضل إلكترونياتها المتقدمة وقدراتها الشبحية، يمكن لطائرة F-35 حمل هذه الذخائر الثقيلة مع الحد الأدنى من مخاطر الكشف، مما يجعلها مفيدة بشكل خاص في العمليات عالية المخاطر حيث يكون التخفي والمفاجأة أمرًا بالغ الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، في حين أن القاذفة الأمريكية B-52، على الرغم من أنها ليست في الخدمة الفعلية حاليًا مع إسرائيل، يمكنها أيضًا حمل MK-84، فمن المرجح أن يقتصر استخدامها على مهام القصف الاستراتيجية الأكبر، كما هو الحال مع قاذفات B-1B Lancer وB-2 Spirit، والتي هي أيضًا قادرة على نشر MK-84.

تأتي شحنة قنابل MK-84 في وقت حرج حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة. وبعد توقف الحكومة الأمريكية عن المبيعات العسكرية الأجنبية، يشير شحن هذه القنابل إلى عودة إلى الوضع الطبيعي في المساعدات الدفاعية. فخلال فترة إدارة بايدن، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة متنوعة من الذخائر إلى إسرائيل، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة والقنابل والذخيرة، للمساعدة في تعزيز دفاعها ضد حماس وغيرها من الجماعات المسلحة العاملة في المنطقة. والجدير بالذكر أن إدارة بايدن واجهت ضغوطًا داخلية وخارجية فيما يتعلق باستمرار توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وخاصة بسبب المخاوف بشأن سقوط ضحايا من المدنيين. ومع ذلك، برر المسؤولون الأمريكيون دعمهم بالتأكيد على الحاجة إلى ضمان حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وقدرتها على مكافحة التهديدات التي تشكلها حماس.

ورغم أن قنبلة MK-84 تظل واحدة من أقوى القنابل وأكثرها تدميراً في ترسانة الولايات المتحدة، فإن دورها في الحرب الحديثة يتوازن مع قدرتها على إحداث أضرار جانبية. ومع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، فمن المرجح أن يظل استخدام مثل هذه الذخائر الثقيلة في البيئات الحضرية قضية مثيرة للجدال، ولكن فعاليتها في ضرب الأهداف المحصنة بشدة في غزة تضمن استمرار وجودها في المخزون العسكري الإسرائيلي. ومع استئناف شحنات القنابل، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع إسرائيل في حين تعمل الدولتان على معالجة التهديدات الأمنية المستمرة في الشرق الأوسط.

القنبلة Mk-84 هي قنبلة طائرات أمريكية الصنع شديدة الانفجار وذات أغراض عامة منخفضة السحب، وهي جزء من سلسلة قنابل Mk-80 التابعة للجيش الأمريكي. وهي الأكبر والأثقل وزنًا في هذه السلسلة، حيث يبلغ وزنها الاسمي 2000 رطل (907.2 كجم). تم تصميم القنبلة لمجموعة متنوعة من سيناريوهات القتال، حيث توفر قوة تفجيرية كبيرة لتدمير البنية التحتية للعدو والمخابئ والأهداف المحصنة الأخرى. على الرغم من أنها تم تطويرها في البداية خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كقنبلة تقليدية للاستخدام في السقوط الحر، فقد تم تكييف Mk-84 على مدار العقود لتخدم في أدوار متعددة، سواء كسلاح تقليدي أو سلاح موجه بدقة.

تم تجهيز العديد من قنابل Mk-84 بزعانف تثبيت وجهاز تثبيط الذيل (TRD) لتوفير قدرات التوجيه الدقيق، مما يسمح لها بتقديم دقة متناهية في سيناريوهات القتال الحديثة. هذه التعديلات تمكن Mk-84 من العمل كرأس حربي للعديد من وحدات القنابل الموجهة (GBUs)، بما في ذلك القنابل الموجهة بالليزر GBU-10 وGBU-24 Paveway، وقنبلة GBU-27 Paveway LGB، والقنبلة الكهروضوئية GBU-15، وقنبلة GBU-31 Joint Direct Attack Munition (JDAM)، ولغم Quick-Strike (QSM). مع هذه التطورات، تم تعزيز تعدد استخدامات Mk-84 ودقتها بشكل كبير، مما يسمح باستخدامها بشكل فعال في مجموعة متنوعة من العمليات العسكرية.

عادةً ما يتم حمل القنبلة بواسطة مجموعة واسعة من منصات الطائرات، من الطائرات المقاتلة مثل F-15E Strike Eagle وF/A-18 Hornet إلى القاذفات مثل B-52 Stratofortress. يمكن استخدامها لأنواع مختلفة من المهام، بما في ذلك الدعم الجوي القريب والحظر والقصف الاستراتيجي. سواء كانت غير موجهة في شكلها الأصلي أو كجزء من نظام موجه، تظل Mk-84 سلاحًا فعالًا للغاية لكل من حملات القصف التقليدية والدقيقة.

أنواع قنبلة Mk-84:

- قنبلة Mk-84 GP (قنبلة للأغراض العامة): الإصدار القياسي غير الموجه برأس حربي شديد الانفجار.

- GBU-10 Paveway II: إصدار قنبلة موجهة بالليزر (LGB) باستخدام Mk-84 كرأس حربي.

- GBU-24 Paveway III: إصدار متقدم موجه بالليزر من Mk-84، مع أداء محسن في الظروف الجوية السيئة.

- GBU-27 Paveway: قنبلة موجهة بالليزر متخصصة مصممة لاختراق الهياكل المعززة، باستخدام Mk-84 كنواة لها.

- GBU-15 Electro-Optical (EO): إصدار من Mk-84 مع توجيه كهربائي بصري للاستهداف عالي الدقة.

- ذخيرة الهجوم المباشر المشترك GBU-31 (JDAM): نوع من القنابل الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)/نظام تحديد المواقع العالمي (INS) من نوع Mk-84، وتوفر ضربات دقيقة في جميع الظروف الجوية.

- لغم سريع الضرب (QSM): نوع يحول Mk-84 إلى لغم بحري للعمليات البحرية.

تتميز Mk-84 بجسم انسيابي منخفض السحب، مما يحسن من أدائها في سيناريوهات السقوط الحر ويقلل من تأثير مقاومة الرياح. يبلغ طول القنبلة حوالي 3.84 متر (12 قدمًا و6 بوصات)، ويبلغ قطر الجسم 457 مم (17.99 بوصة). عند تجهيزها بصمام، يزداد طولها الإجمالي إلى 2600 مم (102.36 بوصة)، بينما بدون صمام، يبلغ طولها 2470 مم (97.24 بوصة). يبلغ وزن القنبلة حوالي 2000 رطل (907.2 كجم) عند تحميلها بالكامل، ولكن يمكن أن يتراوح الوزن من 1972 رطل (894.5 كجم) إلى 2083 رطل (944.8 كجم) اعتمادًا على التكوين. تتميز Mk-84 بغلاف من الفولاذ المزور، مما يوفر المتانة ويعزز قدرتها على الاختراق والانفجار على الهدف.

يتم نشر زعانف القنبلة أثناء السقوط الحر لتثبيت مسار السلاح، مما يسمح بإسقاط أكثر دقة. تحتوي على مجموعة من عروات التعليق التي تسمح بحملها وإسقاطها من مجموعة متنوعة من أنواع الطائرات، مما يضمن توافقها مع العديد من المنصات في المخزونات الأمريكية والحلفاء.

تم تجهيز Mk-84 بحشوة متفجرة ثلاثية النغمات، تتكون من 80٪ TNT و 20٪ مسحوق الألومنيوم. تعمل هذه التركيبة على تعظيم العائد المتفجر للقنبلة وزيادة كفاءة الانفجار. يبلغ وزن الحمولة المتفجرة لقنبلة Mk-84 حوالي 429 كجم (945.8 رطل)، وتشمل التأثيرات الرئيسية للقنبلة مستويات عالية من التفتت والضرر الناتج عن الانفجار. يمتد نصف قطر التفتت إلى مسافة مميتة تبلغ 400 ياردة (365.8 مترًا)، مما قد يتسبب في خسائر مدمرة وأضرار لمعدات العدو والبنية التحتية.

أنظمة التوجيه

في حين أن Mk-84 هي تقليديًا قنبلة غير موجهة، فقد تم تكييفها على نطاق واسع للاستخدام مع أنظمة التوجيه الدقيق. يتم الآن تجهيز العديد من قنابل Mk-84 بأجهزة إبطاء الذيل (TRDs) ومجموعات التوجيه، مما يمكنها من تحقيق مستويات عالية من الدقة. تشمل بعض المتغيرات الموجهة الرئيسية ما يلي:

- GBU-10 Paveway II: قنبلة موجهة بالليزر (LGB) تستخدم باحثًا بالليزر للتصويب على الأهداف المحددة بالليزر.

- GBU-24 Paveway III: نسخة أكثر تقدمًا موجهة بالليزر توفر أداءً أفضل في الظروف الجوية السيئة.

- GBU-27 Paveway: قنبلة موجهة بالليزر متخصصة مصممة لاختراق الهياكل المعززة.

- GBU-15 Electro-Optical (EO): نسخة تستخدم التوجيه الكهروضوئي للاستهداف عالي الدقة.

- GBU-31 Joint Direct Attack Munition (JDAM): قنبلة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)/INS تضمن الدقة على الرغم من ضعف الرؤية أو الظروف الجوية السيئة.

تعمل هذه الإصدارات الموجهة بدقة من Mk-84 على تعزيز مرونتها التشغيلية بشكل كبير، مما يسمح باستخدامها في كل شيء بدءًا من الضربات الاستراتيجية إلى المهام التكتيكية في البيئات المعقدة.

يمكن نشر قنبلة Mk-84 من مجموعة واسعة من الطائرات الأمريكية وحلفائها. يتم حملها عادة بواسطة طائرات مقاتلة مثل F-15E Strike Eagle و F-16 Fighting Falcon و F/A-18 Hornet، وكذلك بواسطة قاذفات مثل B-52 Stratofortress و B-1B Lancer و B-2 Spirit. تم تصميم Mk-84 ليتم إسقاطها من ارتفاعات تتراوح من منخفضة إلى عالية، اعتمادًا على ملف تعريف المهمة، بسرعات إطلاق تصل إلى 1.0 ماخ.

يمكن استخدام القنبلة في مجموعة متنوعة من الأدوار التشغيلية، بما في ذلك الدعم الجوي القريب والحظر والقصف الاستراتيجي. إنها فعالة بشكل خاص ضد الأهداف المحصنة مثل المخابئ ومراكز قيادة العدو والمطارات، حيث يمكن أن تسبب قوتها المتفجرة وتأثيرات التفتيت تدميرًا كبيرًا. يتم استخدام Mk-84 أيضًا في عمليات التعدين، كما هو الحال في تكوين Quick-Strike Mine (QSM)، حيث تمتد تنوعها إلى ما هو أبعد من مهام القصف التقليدية.