أعلنت تركيا رسميًا عن اتفاقية دفاعية تاريخية مع إندونيسيا لشراء 48 طائرة مقاتلة من طراز KAAN من الجيل الخامس، وفقًا لمعلومات نشرتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (TAI) في 24 يوليو 2025، خلال معرض الدفاع الدولي IDEF 2025 في إسطنبول. تشمل الاتفاقية تعاونًا شاملًا في هندسة الإنتاج، ونقل التكنولوجيا، والتجميع المحلي، مما يُمثل أكبر صفقة تصدير دفاعي في تاريخ تركيا، ولحظة فارقة في دخول صناعة الدفاع التركية إلى سوق الطائرات المقاتلة العالمية.
يتضمن عقد طائرة KAAN المقاتلة التركية مشاركة إندونيسيا المباشرة في إنتاج الطائرة، مع مسؤوليات هندسية مشتركة وقدرات تجميع محلية. يُعزز جدول التسليم، الممتد لعشر سنوات، التزام إندونيسيا بالتحديث الذاتي، ويُعزز العلاقات الدفاعية الثنائية. صادق الرئيسان رجب طيب أردوغان وبرابوو سوبيانتو على هذه الصفقة، التي تُرسّخ مكانة تركيا كمنافس جديد في سوق عالمية تهيمن عليها تاريخيًا الولايات المتحدة والقوى الدفاعية الأوروبية.
تُعدّ طائرة KAAN أول طائرة مقاتلة تركية محلية الصنع من الجيل الخامس، طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية تحت إشراف رئاسة الصناعات الدفاعية (SSB). صُممت طائرة KAAN للعمليات متعددة المهام في الأجواء المتنازع عليها، وهي تجمع بين ميزات منخفضة الرصد، وحجيرات أسلحة داخلية، ورادار AESA متطور، وإلكترونيات طيران تعمل بالذكاء الاصطناعي، ونظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء (IRST)، وأنظمة حرب إلكترونية متطورة. أكملت المنصة رحلتها الأولى في 21 فبراير 2024، وهي حاليًا في مرحلة تجريبية للوصول إلى قدرة تشغيلية محدودة بحلول عام 2028. تعمل الوحدات الأولية بمحركات GE F110 الأمريكية، مع التخطيط للانتقال إلى محرك TEI-TF35000 المُطور محليًا.
يُمثل دخول تركيا سوق تصدير الطائرات المقاتلة تحديًا مباشرًا للهيمنة طويلة الأمد للمُصنّعين الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة بطائرتها F-35 Lightning II، وفرنسا بطائرة Dassault Rafale، وتحالف Eurofighter بطائرة Typhoon. وقد حظيت الطائرات الثلاث بترويج واسع في آسيا والشرق الأوسط. درست إندونيسيا سابقًا كلاً من خياري Rafale و Eurofighter، لكنها اختارت في النهاية طائرة KAAN نظرًا لإمكاناتها طويلة الأمد في الإنتاج المشترك، واستقلاليتها التكنولوجية، وتوافقها الجيوسياسي المتوازن.
يُظهر حجم وهيكل صفقة KAAN تحولًا أوسع في استراتيجيات المشتريات الدفاعية العالمية. تسعى دول مثل إندونيسيا إلى الحصول على منصات مقاتلة عالية الأداء تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى التكنولوجيا، والمشاركة الصناعية، والحد الأدنى من قيود السياسة الخارجية. يتميز عرض تركيا بتقديم قدرات متقدمة مع معاملة الشركاء كمتعاونين استراتيجيين بدلاً من المستخدمين النهائيين الخاضعين لقيود التصدير.
تتزامن مشاركة إندونيسيا في برنامج KAAN مع انخفاض الاستثمار في مقاتلة KF-21 Boramae الكورية الجنوبية، حيث لم ترق مساهمات جاكرتا إلى مستوى التوقعات المالية والصناعية الأولية. في المقابل، يوفر برنامج KAAN مسارًا أسرع للتطوير نحو أداء الجيل الخامس، مع فوائد محلية أكبر ونفوذ استراتيجي.
كما يعزز هذا الاتفاق الحضور الدفاعي المتنامي لتركيا، بعد نجاح صادراتها من أنظمة الطائرات بدون طيار مثل Bayraktar TB2 وAkincı. ومع إبداء العديد من الدول الأخرى - مثل باكستان وأذربيجان ودول الخليج - اهتمامها ببرنامج KAAN، يمكن أن يمثل العقد الإندونيسي بداية تحول أوسع في المشهد العالمي للطائرات المقاتلة.
ومن خلال هذه الاتفاقية المهمة التي تم الإعلان عنها في معرض IDEF 2025، تؤكد تركيا مكانتها كقوة ناشئة في مجال الفضاء والطيران وتقدم طائرة KAAN كبديل تنافسي وسيادي للطائرات المقاتلة ذات الأصل الغربي على الساحة الدولية.