أخبار: إدارة ترامب تعتزم بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة مليار دولار تشمل قنابل وجرافات

أخطرت إدارة ترامب الكونجرس الأمريكي بشكل غير رسمي في 3 فبراير 2024 باقتراح بيع أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة تقارب المليار دولار. وتشمل الصفقة مجموعة متنوعة من الذخائر والمعدات الثقيلة، وتحديدا: 4500 قنبلة موجهة بدقة من طراز BLU-110، و200 قنبلة Mk 83 بوزن 1000 رطل، وجرافات كاتربيلر D9، حيث تقدر قيمة الذخائر بـ 700 مليون دولار والجرافات بـ 300 مليون دولار، وفقا لمعلومات نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

قنبلة BLU-110 هي ذخيرة موجهة بدقة تزن 225 كجم (500 رطل) ومصممة لاختراق الأهداف المحصنة، مما يجعلها فعالة للغاية ضد الهياكل مثل المخابئ ومراكز القيادة وغيرها من الأصول العسكرية المحصنة. إن القنبلة BLU-110 هي جزء من عائلة أوسع من القنابل التي تم تطويرها لقدرات الضرب الدقيقة، مما يعني أنه يمكن إطلاقها من طائرات مختلفة وتوجيهها إلى هدفها بدقة ملحوظة. تستخدم هذه القنبلة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة التوجيه بالقصور الذاتي، مما يضمن أنه حتى في البيئات المتنازع عليها مع التشويش أو التدابير المضادة، لا تزال قادرة على ضرب هدفها المقصود بأقل انحراف. إن القدرة على استهداف أصول محددة عالية القيمة دون التسبب في أضرار جانبية واسعة النطاق أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في العمليات العسكرية الحديثة حيث يكون تقليل الخسائر المدنية أولوية.

من ناحية أخرى، فإن القنبلة Mk 83 هي قنبلة عامة أكبر بكثير تزن 450 كجم (1000 رطل) تستخدمها القوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية لمجموعة أوسع من المهام التكتيكية. على الرغم من أنها أقل تخصصًا من BLU-110، إلا أن Mk 83 مصممة لتكون سلاحًا متعدد الاستخدامات يمكن استخدامه ضد أهداف أكبر أو أقل تحصينًا، مثل المطارات العسكرية ومستودعات الإمدادات وقوافل المركبات. إنها قنبلة تسقط بحرية ويمكن تجهيزها بصمامات توجيه دقيقة، مما يسمح بالدقة عند إسقاطها من ارتفاعات عالية أو على مسافات بعيدة. الحجم الأكبر لهذه القنبلة وحمولتها يجعلها فعالة لتطهير مناطق كبيرة أو تدمير البنية التحتية للعدو الأكثر أهمية.

كل من قنبلتي BLU-110 وMk ​​83 جزء لا يتجزأ من قدرات الضربات الجوية الإسرائيلية، مما يعزز قدرتها على إجراء عمليات ضد مجموعة من الأهداف بدقة كبيرة. قنابل BLU-110، بحجمها الأصغر وأنظمة التوجيه المتقدمة، مفيدة بشكل خاص للضربات الجراحية في البيئات الحضرية أو ضد الأهداف العسكرية المحصنة. على النقيض من ذلك، فإن قنابل Mk 83، بحمولتها الأكبر، أكثر ملاءمة للهجمات الأكبر نطاقًا، مثل هدم المنشآت العسكرية أو حظائر الطائرات أو خطوط الإمداد. معًا، سيعمل هذان النوعان من القنابل على توسيع مرونة القوات الجوية الإسرائيلية بشكل كبير، مما يسمح لها بالاستجابة بفعالية لمجموعة متنوعة من سيناريوهات القتال.

إن الجرافات كاتربيلر D9 المشمولة في البيع هي مركبات ثقيلة تم تعديلها للاستخدام العسكري من قبل القوات الإسرائيلية لمجموعة من مهام المهندسين العسكريين. غالبًا ما تستخدم هذه الجرافات في مناطق القتال لإزالة العوائق وهدم التحصينات وحتى بناء مواقع دفاعية. أصبحت D9 قطعة رمزية من المعدات العسكرية لإسرائيل، وخاصة في الحرب الحضرية أو المناطق ذات الهياكل الدفاعية المهمة، مثل الأنفاق التي تستخدمها الجماعات المسلحة في غزة. هذه الآلات مدرعة بشكل كبير لتحمل نيران الأسلحة الصغيرة والانفجارات المتفجرة، مما يسمح لها بالأداء تحت نيران مباشرة دون تدميرها بسهولة. تلعب دورًا حاسمًا في ضمان قدرة القوات الإسرائيلية على المناورة بحرية وتطهير المسارات وتدمير المواقع في كل من المناطق الحضرية والريفية.

إن بيع الأسلحة المقترح هذا هو جزء من الأهداف الاستراتيجية الأوسع التي تتقاسمها الدولتان، وخاصة في سياق التوترات الإقليمية المتزايدة. تواجه إسرائيل بيئة أمنية متقلبة بشكل متزايد، وخاصة بسبب نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط. وترى الولايات المتحدة أن إسرائيل شريك رئيسي في مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، والتي تشمل دعم الجماعات المسلحة المختلفة في جميع أنحاء المنطقة. وستوفر الأسلحة المعروضة في هذا البيع لإسرائيل موارد إضافية لتعزيز دفاعها والحفاظ على تفوقها العسكري، وهو أمر بالغ الأهمية في منطقة تواجه فيها إسرائيل تهديدات من جبهات متعددة.

إن إدراج جرافات كاتربيلر D9 في هذه الصفقة يؤكد أيضاً على حاجة إسرائيل إلى المعدات الثقيلة في الحرب الحديثة. وغالباً ما تستخدم هذه الجرافات في إزالة العوائق وبناء الحواجز الدفاعية وهدم التحصينات، مما يجعلها لا غنى عنها في الحرب الحضرية والعمليات في المناطق ذات المواقع العسكرية المحصنة. وقد استخدمت القوات الإسرائيلية الجرافة D9 في العمليات السابقة، وخاصة في غزة، حيث لعبت دوراً كبيراً في مهام المهندسين العسكريين القتالية.

وبينما تم إخطار الكونجرس ببيع الأسلحة، فإنه لم يتم الانتهاء منه بعد. ويتمتع الكونجرس بفترة 30 يوماً يمكنه خلالها إثارة الاعتراضات على البيع. ومع ذلك، ونظراً للعلاقة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فمن غير المرجح أن تؤخر مثل هذه الاعتراضات البيع بشكل كبير. ولم تواجه مبيعات الأسلحة السابقة بين البلدين مقاومة تذكر عموماً، على الرغم من أن بعض أعضاء الكونجرس قد يثيرون مخاوف بشأن العواقب الإنسانية المترتبة على توفير الأسلحة المتقدمة، وخاصة في سياق الصراعات الجارية في المنطقة.

إن صفقة بيع الأسلحة المقترحة بقيمة مليار دولار هي إشارة واضحة إلى استمرار دعم الولايات المتحدة لإسرائيل وجهودها للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي في منطقة متقلبة. ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة مع التهديد الذي تشكله إيران والجماعات المسلحة المختلفة، فإن هذه الصفقة توفر لإسرائيل الأدوات اللازمة للدفاع عن نفسها وتأمين مصالحها الاستراتيجية. ويظل التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل حجر الزاوية في شراكتهما، مما يضمن بقاء إسرائيل مجهزة لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة باستمرار التي تواجهها.