أخبار: الأردن يكشف عن شرائه راجمات صواريخ صينية من طراز SR5 وWM-120

أثار الكشف الأخير عن شراء الأردن لراجمات صواريخ صينية من طراز SR5 وSM-120 اهتماماً وتكهنات حول تطور العلاقات الدفاعية بين الأردن والصين. ورغم عدم وجود معلومات رسمية بشأن تسليم الصين لهذا النوع من راجمات الصواريخ إلى الأردن، فقد نشر سلاح المدفعية الملكي الأردني مقطع فيديو على موقع يوتيوب يعرض راجمات صواريخ صينية من طراز SR5 وWM-120. ويسلط هذا النظام المدفعي المتطور، الذي طورته شركة الصناعات الشمالية الصينية (NORINCO)، الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها البلاد لتحديث قدراتها العسكرية.

وبحسب قاعدة بيانات نقل الأسلحة التابعة لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد استحوذت الأردن على أربعة أنظمة قاذفة صواريخ متعددة من طراز WM-80 صينية الصنع في عام 2010. وفي الفيديو الذي تم إصداره مؤخرًا، كشف الجيش الأردني أيضًا عن استحواذه الجديد على WM-120، وهو نظام قاذف صواريخ متعدد الفوهات آخر من صنع الصين.

WM-120 هو نظام قاذف صواريخ متعدد الفوهات تم تطويره حديثًا بواسطة الصين. وهو يعتمد على تصميم WM-80 ولكنه يتميز بالعديد من التحسينات. يبلغ قطر أنبوب الإطلاق WM-120 273 مم ويستخدم صواريخ تعمل بالوقود الصلب. يبلغ أقصى مدى له 120 كم، مع مدى أدنى يبلغ 34 كم. يتميز النظام باحتمال خطأ دائري يبلغ حوالي 20 مترًا ومجهز بجهاز توجيه بالقصور الذاتي يدمج أنظمة تحديد المواقع العالمية.

SR5 MLRS عبارة عن منصة مدفعية متقدمة للغاية ومتعددة الاستخدامات معروفة بقدرتها على استخدام عيارين. ويمكنه إطلاق صواريخ عيار 122 ملم و220 ملم، مما يوفر المرونة والقدرة على التكيف في ساحة المعركة. وتسمح هذه الميزة للنظام بأن يكون مصممًا لسيناريوهات قتالية مختلفة، مما يجعله أصلًا قيمًا للجيش الأردني. يوفر نظام SR5، الذي يتم تركيبه على هيكل بعجلات 6 × 6، قدرة ممتازة على الحركة، مما يسمح بالانتشار السريع وإعادة التمركز - وهي سمة أساسية في الحرب الحديثة حيث السرعة والمرونة أمران حاسمان.

تعمل تقنية التحكم في النيران المتقدمة للنظام على تعزيز دقة الاستهداف وتمكين إطلاق الصواريخ في وقت واحد، وبالتالي تعزيز فعالية العمليات الهجومية والدفاعية بشكل كبير. مع مدى يمتد حتى 70 كيلومترًا، يعزز نظام SR5 MLRS بشكل كبير قدرات المدفعية الأردنية، مما يوفر ميزة استراتيجية في سياق الدفاع الإقليمي.

يؤكد هذا الاستحواذ على تعزيز العلاقة الدفاعية بين الأردن والصين، مما يمثل تحولًا كبيرًا في سياسات الدفاع الاستراتيجية الأردنية. تقليديًا، اعتمد الأردن بشكل كبير على الموردين العسكريين الغربيين، وخاصة من الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن في السنوات الأخيرة، عملت الأردن على تنويع مشترياتها الدفاعية بشكل استراتيجي، حيث تطلعت بشكل متزايد نحو شركاء غير غربيين مثل الصين. وتشكل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات العسكرية في ظل عدم الاستقرار الإقليمي والتحديات الأمنية المتطورة.

لقد اتسمت العلاقات الدفاعية بين الأردن والصين بالتعاون المتزايد، بما في ذلك التدريبات المشتركة ونقل التكنولوجيا والتبادلات العسكرية رفيعة المستوى. وتهدف هذه التفاعلات إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز القدرات التشغيلية للقوات المسلحة لكلا البلدين. ويضع الموقع الاستراتيجي للأردن في الشرق الأوسط كلاعب حاسم في ديناميكيات الأمن الإقليمي. ومن خلال الحصول على أنظمة متقدمة مثل راجمات الصواريخ المتعددة SR5، تهدف الأردن إلى تعزيز قدراتها على الردع ضد التهديدات المحتملة، والمساهمة في الاستقرار في منطقة متقلبة.

وعلاوة على ذلك، فإن دور الصين كمورد دفاعي رئيسي للأردن يؤكد على نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط. وتشكل هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية الصين الأوسع لتوسيع بصمتها الاستراتيجية من خلال التعاون الدفاعي والاستثمارات الاقتصادية. إن العلاقات العسكرية المتنامية بين الصين والأردن تسلط الضوء على طموحات الصين لزيادة حضورها ونفوذها في منطقة تهيمن عليها القوى الغربية تقليديا.

ومع ذلك، فإن تحول الأردن نحو أنظمة الدفاع الصينية قد يثير المخاوف بين حلفائه الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، التي كانت شريكا قديما في التعاون العسكري والمساعدات. ومع تنويع الأردن لمصادر دفاعه، فقد يحتاج إلى التنقل بعناية في علاقاته مع الحلفاء التقليديين للحفاظ على استراتيجية دفاعية متوازنة وفعالة.

إن استحواذ الأردن على نظام الصواريخ المتعددة الإطلاق SR5 الصيني يمثل تطورا كبيرا في استراتيجية الدفاع في البلاد وديناميكيات الأمن الإقليمي. وهو يعكس اتجاها أوسع لتنويع الشراكات الدفاعية وتعزيز القدرات العسكرية استجابة للتحديات الإقليمية المتطورة. ولا تعمل هذه الخطوة على تعزيز موقف الأردن الدفاعي فحسب، بل تشير أيضا إلى تحول في المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، حيث تعمل التحالفات الجديدة والشراكات الاستراتيجية على تشكيل مستقبل الأمن الإقليمي.