ليبيا: الدفاع الجوي التركي في ليبيا



في ظل التدخل التركي في ليبيا لدعم حكومة الوفاق سواء في ارسال المرتزقة او توفير وسائل الدعم الناري للقوات البرية في صورة المدفعية او ضربات طائرات بدون طيار او ارسال اربع فرقاطات طراز Perry  لحماية قوافل الامداد و الموانئ الليبية نري ان هناك ضلعا هاما ينقص التحالف الوفاقي التركي و هو وجود طائرات لتوفير الحماية الجوية للمليشيات او القيام بمهام السيطرة الجوية فوق مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي في الوقت الذي يمتلك فيه الجيش الوطني مقاتلات من طراز Mig-23 , Mig-21  بالاضافة الي المروحيات القتالية Mi-24 كان علي القيادة التركية ايجاد وسيلة بديلة عن عدم وجود سلاح جوي حقفيقي لها في ارض  ليبيا لذلك شرعت بأرسال بطاريات من منظومات MIM-23 HAWK  للقيام بمهام الدفاع الجوي و تتمركز في مطار معتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس كما اكدت بعض المصادر تواجد لمنظومة  HISAR-A وهي منظومة مخصصة للدفاع الجوي القصير المدي كما ظهر هناك في الاراضي الليبية منظومة Korgut  وهي منظومة اخري مخصصة للدفاع الجوي القصير المدي معتمدة علي مدفع ثنائي السبطانة عيار 35مم و لكن لنتعرف علي كل منظومة علي حدي و ما يمكن تقدمه في ساحة المعركة ،
العقيدة الغربية للدفاع الجوي.


تعتمد الدول الغربية  بشكل كبير جدا علي المقاتلة للقيام بمهام الدفاع الجوي و السيطرة الجوية و الدعم الارضي و توجيه الضربات الاستباقية و يكون التركيز الرئيسي لانظمة الدفاع الدفاع الجوي في حماية الاهداف الحيوية داخل العمق الاستراتيجي  علي العكس فدول الكتلة الشرقية اوكلت الي انظمة الدفاع الجوي مهام حماية سماء الوطن بمساعدة متواضعة من القوات الجوية و يكون التركيز الرئيسي للقوات الجوية هو السيطرة الجوية و تقديم دعم للقوات البرية و حمايتها من طائرات العدو.


اولا منظومة MIM-23 HAWK (XXI)


هذه المنظومة دخلت الخدمة الخدمة في الجيش الامريكي في اواخر عام 1959 و مرت بالعديد من مراحل التطوير و شاركت في العديد من النزاعات مثل حرب فيتنام و لكن لم تظهر قدراتها نظرا لضعف التهديدات الجوية الفيتنامية و لكن الظهور الاكبر و الحقيقي لها كان في معارك الاستنزاف بمصر و حرب اكتوبر , حرب لبنان الاولي عام 1982  , الحرب العراقية الايرانية و حرب تحرير الكويت علي الرغم من قيامها باسقاط العديد من الطائرات خلال هذه الصراعات الا انها لم تكن زائعة الصيت مثل الانظمة السوفيتية و الروسية والسبب في ذلك هو تأثر العقيدة القتالية للدول التي استخدمتها بالعقيدة الغربية. يدخل ضمن هذه الدول الجمهورية التركية التي اعتمدت بشكل كبير علي مقاتلات F-16  و F-4  الا انها تشبهت باقربائها من دول الناتو و اقتنت منظومة MIM-23 Improved HAWK ( Homing All Way Killer )  في اوائل الالفية الثانية و قامت بتطويره الي المعيار XXI و الذي يتضمن استخدام رادار AN/MPQ-64  بمدي يصل الي 75 كم و رادار ثلاثي الابعاد للقيام بأعمال الرصد و التتبع بالاضافة الي رادار اخر من نوع  AN/MPQ-62 CWAR (Continuous Wave Acquisition Radar ) و يمكنه رصد الاهداف من علي مسافة 80كم ,  رادار توجيه AN/MPQ-61  لتوجيه الصاروخ نحو الهدف بطريقة Semi Active Radar Homing  كما ان الرادار مطور لتتبع الاهداف بأستخدام النظام الكهروبصري  Elector-optical IR و يتميز هذا الرادار بالقدرة علي الاشتباك مع الاهداف علي الارتفاعات المنخفضة. يبلغ اقصى مدي اشتباك 40كم و اقصى ارتفاع 18كم وتبلغ سرعة الصاروخ 3ماخ الا ان التاريخ القتالي للمنظومة يؤكد انها لم تكن من الانظمة المؤثرة في الحروب. 


عيوب المنظومة : -
1- ضعف قدرة المنظومة رغم التطويرات التي خضعت لاعتراض الاهداف علي الارتفاعات شديدة الانخفاض.
2- قلة مديات الرصد و ضعف نطاق التغطية يحتاج الي رادارات انذار اخرى باعداد اكبر لسببين اولا لزيادة الحقل الراداري , ثانيا لا يمكن تشغيل رادار واحد فقط بتردد واحد لوقت طويل فالرادار يحتاج الي الراحة من وقت لاخر للقيام باعمال الصيانة و عدم تنبيه العدو بمكان ثابت للرادارات حتي لا تكون فريسة سهلة للطيران 
3- ضعف قدرة المنظومة علي المناورة او تكتيك Shoot & Scot  اضرب و اهرب لانها صممت بغرض خدمة العقيدة الغربية في الدفاع الجوي و هي ان تكون ملاصقة للاهداف المكلفة بحمايتها.
4- نظام التوجيه Semi Active Radar Homing  يعرض المنظومة لخطر الاسلحة المضادة للاشعاع Anti-Radiation Weapon  فعلي الرادار ان يكون مفتوح طوال فترة الاشتباك و بالتالي يمكن اطلاق الصاروخ تجاه الرادار و يكون امام مشغلي المنظوم خيارين اما الاشتباك او اغلاق الرادار و تجنب التدمير التام .


مميزات المنظومة : -
1- قلة تكلفة الصارووخ و المنظومة بشكل عام 
2- تتميز المنظومة التركية بقدرتها علي دمج صواريخ AIM-120  للعمل كصواريخ دفاع جوي نظرا لأدماج مركز قيادة و سيطرة FDC Fire Distribution Center  المصمم من شركة Kongsberg & Raytheon  .


منظومة Hisar-A 


و هي منظومة مخصصة للدفاع الجوي القصير المدي  تتكون كل منظومة من 3 عربات TELAR ( Tactical Erector Launcher & Radar ) و بالتالي فكل عربة بها رادار و اربع صواريخ  فيبلغ مدي الصاروخ 15كم و يمكنه الاشتباك مع اهداف علي اقصي ارتفاع يصل الي 5كم  تعتمد المنظومة علي توجيه الصاورخ بنظام تصحيح المسار Mid-course Correction  و في المرحلة النهائية يقوم الباحث الحراري IR Seeker بالبحث و الاغلاق علي الهدف. يمكن للرادار رصد اهداف من علي مسافة 70كم . و في ابريل من العام الحالي صرحت بعض المصادر بانه هذه المنظومة تمكنت من اسقاط طائرة Mi-24  شرق مصراته و بهذا تكون قد سجلت هذه المنظومة اول نجاح عملياتي لها.


عيوب المنظومة : - 
1- قصر المدي المدي و الارتفاع لا يعطي المنظومة القدرة التامة علي احداث فارق في الحرب الحديثة .
2- هذه المنظومة لم تنتج بالاعداد الكبيرة و الضخمة التي قد تسمح للقيادة التركية بارسال اعداد كبيرة منها .


مميزات المنظومة : -
1- تتميز هذه المنظومة بالحركية العالية فهمي مخصصة لحماية القوات اثناء الحركة
2- وجود رادار منفصل لكل عربة يعطي المنظومة القدرة علي تحريك كل عربة بشكل منفصل كما يزيد من مساحة الحقل الراداري.
3- نظام التوجيه يصعب من التشويش علي المنظومة .
4- تعمل هذه المنظومة علي تغطية الثغرات في منظومة الهوك .


منظومة KORKUT SPAAG


وهي منظومة مدفعية مضادة للطائرات ذاتية الحركة SPAAG ( Self Propelled Anti-Aircraft Gun ) تتكون المنظومة من عربة قيادة وسيطرة مزودة برادار استطلاع و تتبع مداه 40كم بالاضافة الي 3 عربات اشتباك كل عربة مزودة برادار ادارة نيران و منصة تتبع كهروبصري و حراري Electro-Optical / IR و مدفع ثنائي المواسير عيار 35مم  يمكنه اطلاق 1100 طلقة بالدقيقة , يبلغ اقصي مدي للاشتباك 4كم و اقصي ارتفاع 3 كم.


عيوب المنظومة : -
1-مثل المنظومة سابقتها لايمكن لهذه المنظومة اجهاض هجمة جوية منظمة
2-المحدودية الشديدة لقدرة المنظومة علي الاعتراض يعرضها للاستهداف من الطائرات بدون طيار مثل WINGLONGII .


مميزات المنظومة :
1-يمكن للمنظومة التعامل مع الاهداف الارضية بشكل قوي جدا
2-امكانية دمج الصواريخ المحمولة علي الكتف علي كل عربة اشتباك و زيادة قدرة المنظومة 
3-تغطية وحماية المنظومات المتوسطة المدي من الهجمات الشيدة الانخفاض او الصواريخ الجوالة cruise Missiles .


فى النهاية فعدم توافر قوات جوية حقيقية للملشيات المدعومة تركياً او للاتراك نفسهم المتواجدون هناك يعرضم لخطر التدمير من هجمة جوية مركزة منسقة مع هجوم بري عاصف و بالتالي كان امام القيادة التركية حلين :
 الحل الاول و هو ارسال مقاتلات F-16  لكنه مكلف لوجستيا و صعب التحكم فيه فالطائرات بحاجة للوقود والذخائر  والصيانة المستمرة و قوات دفاع جوي لتامين المطار من الهجمات الخاطفة  و في ظل وجود مانع بحري كالبحر المتوسط  الامر اشبه بالانتحار.
الحل الثاني ارسال قوات دفاع جوي و هو الحل الافضل لان العبئ اللوجستي لها اقل بكثير جدا من المقاتلات كما ان انظمة الدفاع الجوي تتميز بسرعة رد الفعل العالي .
ولكن رغم تلك المغامرات التي خاضها الاتراك فهم لازالوا في دائرة الخطر فالانظمة المتواجدة هناك بالكاد يمكنها حماية المناطق الحيوية و غير قادرة علي حماية القوات اثناء تقدمها كما ان زيادة رقعة الارض التي سيطرت عليها الملشيات زات من مسؤلية انظمة الدفاع الجوي و هي شبه عارية من تأمين الدفاع الجوي لها و ان تم تامينها سيحدث خلل في انتشار انظمة الدفاع الجوي. 


بالطبع ستلعب القطع التركية القتالية المنتشرة هناك دورا هاماً في توفير الانذار و الرصد فقط لان مدي رادار فرقاطة ال Perry Class  يصل الي 250كم  و لن يمكنها توفير مظلة اشتباك بالصواريخ لمحدودية مدي الاشتباك و بعدها عن الشاطي .


مع امتلاك مصر لمنظومة الهوك هذا يسهل المهمة بشكل كبير سواء لسلاح الجو المصري او للاشقاء الليبين فالمنظومة  التي تمتلكها مصر لا تختلف جوهريا عن المنظومة التي مع الاتراك و بالتالي فكل نقاط الضعف الخاصة بالمنظومة ستكون بعين الاعتبار عند الانقضاض عليها ، لذلك فإن تدمير انظمة الدفاع الجوي التركية الصنع في ليبيا يعرضها لخطر اقتصادي كبير و هو فقد المصداقية و الاعتمادية في سوق السلاح العالمي .