أكدت شركة "إلبيت سيستمز" في 13 أغسطس 2025، إحراز تقدم ملحوظ في تطوير نظام سلاح الليزر عالي الطاقة "الشعاع الحديدي" إلى نسخة محمولة جواً، وذلك وفقاً لما أوردته "سيكينغ ألفا"، التي نشرت نص تصريحات الرئيس التنفيذي، بزالئيل ماخليس، خلال مؤتمر الشركة للإعلان عن أرباحها لعام 2025. يُسلّط هذا الإعلان الضوء على جهود إسرائيل لتوسيع نطاق قدرات الدفاع القائمة على الليزر لتتجاوز المنصات الأرضية. مع تزايد الطلب العالمي على أنظمة مضادة للطائرات المسيرة والصواريخ دقيقة وفعّالة من حيث التكلفة، يُشير هذا التطور إلى تحوّل مُحتمل في طريقة حماية القوات الجوية لأصولها. تمتد أهمية البرنامج إلى ما هو أبعد من إسرائيل، حيث يجذب اهتمام العملاء الدوليين ويُعزز دور الشركة في تقنيات الدفاع من الجيل التالي.
يعتمد برنامج "الشعاع الحديدي" الجوي من "إلبيت سيستمز" على النسخة الأرضية الحالية التي تقودها شركة "رافائيل"، حيث تُوفّر "إلبيت" مصدر الليزر عالي الطاقة. صُمم النظام لإيصال طاقة موجهة إلى التهديدات الجوية، مثل الطائرات المسيرة والصواريخ، وربما صواريخ كروز، موفرًا مخزن ذخيرة يكاد يكون بلا حدود بتكلفة زهيدة مقارنة بالصواريخ الاعتراضية التقليدية. ويجري بالفعل تسليم الوحدات الأولية للتكامل، ومن المقرر نشرها عمليًا بحلول نهاية العام، وهو إنجاز من شأنه أن يضع إسرائيل من بين أوائل الدول التي تستخدم سلاح ليزر على متن طائرات مقاتلة.
يعكس تطوير هذا الطراز المحمول جوًا سنوات من التقدم التدريجي في مجال أسلحة الطاقة الموجهة. وقد أثبت نظام "الشعاع الحديدي" الأرضي نجاحه في اعتراض الأهداف في عام 2022، وأفادت التقارير بأنه تم اختباره في ظروف تشغيلية خلال اشتباكات مع القوات الإيرانية.
تاريخيًا، واجهت أسلحة الليزر المحمولة جوًا، مثل الليزر الأمريكي المحمول جوًا (YAL-1)، تحديات تتعلق بالوزن وتوليد الطاقة والاستقرار. في المقابل، يشير عمل شركة إلبيت إلى أن التصغير والتقدم في كفاءة الطاقة يجعلان الآن ما واجهته البرامج السابقة صعوبة في تحقيقه ممكنًا.
إلى جانب تطوره التقني، يوفر "الشعاع الحديدي" المحمول جوًا مزايا استراتيجية تتفوق على أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية. بالمقارنة مع نظام هيليوس الأمريكي أو أنظمة الليزر التجريبية الألمانية القادمة للفرقاطات F124، يركز حل إسرائيل على التكامل مع منصات القتال الجوي. يُركّب هذا النظام على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مثل F-15I أو طائرات F-35I المستقبلية، ويمكنه توفير دفاع نقطي وحماية مرافقة ضد أسراب الطائرات المسيرة والقذائف قصيرة المدى. يمثل هذا خطوة مهمة في تقليل الاعتماد على الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن مثل صاروخ تامير المستخدم في القبة الحديدية، مع تعزيز القدرة على التحمل خلال النزاعات شديدة الشدة.
إن الآثار الجيوسياسية لشعاع الحديد المحمول جواً بعيدة المدى. بالنسبة لإسرائيل، يمكن أن يكون النظام أداة حاسمة في الدفاع عن المجال الجوي الاستراتيجي ضد خصوم مثل حزب الله وإيران، حيث تهدف الهجمات الجماعية بالطائرات المسيرة والصواريخ إلى إغراق الدفاعات الجوية. على الصعيد الدولي، يمكن لهذه القدرة أن تُعيد تعريف آفاق التصدير، مما يوفر للدول الحليفة إجراءً مضادًا منخفض التكلفة نسبيًا ضد تهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ الناشئة. سيعزز نشره أيضًا مكانة إسرائيل كرائدة في دمج الطاقة الموجهة في العقيدة العسكرية السائدة، مما يؤثر على حلفاء الناتو وشركائهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الذين يواجهون تهديدات مماثلة بشكل متزايد.
يُمثل تحويل "الشعاع الحديدي" إلى نظام محمول جوًا نقطة تحول في الدفاع الجوي الحديث. من خلال توسيع نطاق تقنية الطاقة الموجهة من الأرض إلى الجو، تُعيد شركتا "إلبيت سيستمز" و"رافائيل" صياغة العقيدة العملياتية، مُقدمَين حلاً فعالاً من حيث التكلفة، وقابلاً للتطوير، وذا أهمية استراتيجية في عالمٍ مُهدد بشكل متزايد بالطائرات المُسيّرة وهجمات الصواريخ المُشبعة.