أخبار: إيران تنشر أنظمة دفاع جوي جديدة لحماية منشأة نووية وسط تهديدات بضربات جوية إسرائيلية

أعلن العميد غدير رحيم زاده، القائد الإيراني لقاعدة خاتم الأنبياء للدفاع الجوي، في السابع من يناير 2025، أن وحدات الدفاع الجوي الإيرانية، تحت قيادة القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإسلامي، تعمل بنشاط على تأمين موقع الشهيد أحمدي روشن النووي - المعروف باسم منشأة نطنز - ضد التهديدات الجوية المحتملة.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواصل فيه إيران تعزيز موقفها الدفاعي وسط تصاعد التوترات مع إسرائيل والمخاوف المستمرة بشأن برنامجها النووي. وأكد رحيم زاده أن وحدات الدفاع الجوي التابعة للجيش والحرس الثوري الإسلامي تم نشرها بالقرب من مواقع حيوية مثل نطنز، مما يعزز قدرتها على اكتشاف وتحييد التهديدات الجوية. ويقال إن أنظمة الدفاع الجوي الموجودة تشمل تقنيات جديدة ومتقدمة، مما يعكس تصميم البلاد على حماية بنيتها التحتية النووية الحساسة.

لقد كانت منشأة نطنز، حجر الزاوية في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، لفترة طويلة نقطة محورية للخلاف الدولي بسبب المخاوف بشأن دورها المحتمل في تطوير الأسلحة النووية. تشير ترقيات الدفاع الجوي الإيرانية إلى تركيزها المتزايد على حماية مثل هذه المنشآت واستعدادها الأوسع للتحديات الجوية وسط المشهد الأمني ​​المعقد. كما ذكر رحيم زاده أن تدابير الدفاع الجوي هي جزء من استراتيجية وطنية أوسع، مع التخطيط للتدريبات القادمة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي للبلاد. ستُجرى هذه التدريبات تحت قيادة شبكة الدفاع الجوي المتكاملة، وهي مبادرة مصممة لتعزيز فعالية الموارد العسكرية والدفاعية الإيرانية.

في 8 يناير 2025، أفاد موقع Defense Mirror أن إيران عززت موقفها الدفاعي من خلال إجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق لحماية مواقعها النووية. تأتي هذه التدريبات وسط مخاوف متزايدة بشأن الموقف العسكري الإسرائيلي وإمكانية تحركها ضد المنشآت النووية الإيرانية. يُقال إن إسرائيل، التي أعربت باستمرار عن معارضتها لطموحات إيران النووية، تستعد لضربة عسكرية، خوفًا من أن يؤدي البرنامج النووي الإيراني في النهاية إلى تطوير أسلحة نووية.

وقد تفاقم التهديد المتصور من البرنامج النووي الإيراني بسبب دعمها المستمر للمتمردين الحوثيين في اليمن، الذين أدت هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على إسرائيل إلى زيادة المخاوف الأمنية في تل أبيب. وقد نُسبت هذه الهجمات إلى المساعدة الإيرانية لجماعة الحوثي، مما زاد من مخاوف إسرائيل من التهديد النووي المتوسع. وفي هذا السياق، ورد أن مسؤولي الدفاع الإسرائيليين يفكرون في اتخاذ إجراء عسكري ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، مع تزايد الشعور بالإلحاح قبل التغيير القادم في رئاسة الولايات المتحدة.

في أكتوبر 2024، نفذت إسرائيل غارات جوية على مواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية حول طهران. استهدفت هذه الضربات منشآت رئيسية، بما في ذلك مجمع بارشين العسكري، وقاعدة خوجير العسكرية، وموقع صواريخ شهرود، ومصنع في المنطقة الصناعية شامساباد. وقد اعتُبرت هذه الهجمات جزءًا من استراتيجية إسرائيل الأوسع لتعطيل تطوير الصواريخ الإيرانية وقدراتها النووية. ويعتقد أن الضربات الجوية كانت ردا مباشرا على ما تعتبره إسرائيل تهديدا متزايدا من برامج الصواريخ والأسلحة النووية الإيرانية المتوسعة.

وقد تفاقم التهديد بالرد العسكري الإسرائيلي بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بالإدارة الأمريكية الجديدة، حيث من المقرر أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في يناير 2025. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن يعطي ترامب الأولوية للتعامل الدبلوماسي مع إيران على العمل العسكري، الأمر الذي خلق شعورا بالإلحاح في تل أبيب لتحييد ما تعتبره تهديدا وجوديا قبل انتقال السلطة.

كان البرنامج النووي الإيراني نقطة خلاف لأكثر من عقدين من الزمان، حيث أكدت البلاد أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط، مثل إنتاج الطاقة. ومع ذلك، أعرب المجتمع الدولي، وخاصة إسرائيل والقوى الغربية، عن مخاوف من أن طموحات إيران النووية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تطوير أسلحة نووية. وقد راقبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأنشطة النووية الإيرانية، وأصدرت تقارير أثارت تساؤلات حول امتثال طهران للاتفاقيات الدولية. ورغم خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوصل إليها في عام 2015، والتي صممت للحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات، ظلت التوترات مرتفعة، وخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018.

ومنذ ذلك الحين، استأنفت إيران بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، فزادت مستويات تخصيب اليورانيوم إلى ما يتجاوز الحدود التي حددها الاتفاق النووي. وقد أثارت هذه التطورات قلقا متجددا من جانب المجتمع الدولي، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في البرنامج النووي الإيراني.

وفي مواجهة هذه المخاوف المتزايدة، استثمرت إيران بكثافة في أنظمتها الدفاعية، وخاصة الدفاع الجوي، لحماية منشآتها النووية من التهديدات الخارجية. ويشمل هذا نشر أنظمة دفاع صاروخية متقدمة حول مواقع حساسة مثل نطنز. ومن خلال تعزيز قدراتها العسكرية، تسعى إيران إلى إرسال رسالة واضحة حول عزمها على الحفاظ على سيادتها النووية، على الرغم من الضغوط الدولية للحد من برنامجها النووي.

وتعمل الاعتبارات الاستراتيجية للقوى الإقليمية مثل إسرائيل واللاعبين العالميين مثل الولايات المتحدة على تعقيد الوضع المحيط بالبرنامج النووي الإيراني. ولا تزال احتمالات المواجهة العسكرية عالية، حيث أفادت التقارير أن إسرائيل تستعد لاحتمال شن هجوم على المواقع النووية الإيرانية. إن مسار هذه الأزمة سوف يعتمد إلى حد كبير على تصرفات أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك الإدارة الأميركية الجديدة تحت قيادة الرئيس ترامب، والاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، واستعداد إيران للانخراط في المزيد من الدبلوماسية أو مواصلة أنشطتها النووية.

ومع استمرار إيران في تعزيز دفاعاتها وإجراء التدريبات العسكرية لحماية بنيتها التحتية النووية، فإن خطر التصعيد في المنطقة يظل كبيرا. إن احتمالات المواجهة العسكرية، وخاصة بين إسرائيل وإيران، قد يكون لها آثار بعيدة المدى ليس فقط على الشرق الأوسط ولكن على الأمن العالمي ككل. ومع استمرار تطور الوضع، يتعين على المجتمع الدولي أن يراقب عن كثب التطورات في البرنامج النووي الإيراني وموقفها العسكري، مع مراعاة الجهود الدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد.