أكدت الجزائر شراء مقاتلات الشبح الروسية سو-57 فيلون، لتصبح بذلك أول عميل دولي لهذه الطائرة من الجيل الخامس. وجاء الإعلان عبر التلفزيون الرسمي الجزائري، الذي كشف أن الطيارين الجزائريين يتلقون حاليا تدريبات في روسيا، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في وقت لاحق من هذا العام.
لا يشكل هذا الاتفاق مفاجأة، نظرا للعلاقة الطويلة الأمد بين الجزائر وروسيا، المورد الرئيسي للمعدات العسكرية. تمتلك البلاد بالفعل مجموعة من المعدات العسكرية الروسية، بما في ذلك مقاتلات سو-30 إم كيه إيه، وميج-29، وأنظمة الدفاع الجوي إس-300. إن إضافة سو-57 من شأنها أن تعزز بشكل كبير قدرات القوات الجوية الجزائرية، مما يعزز مكانة البلاد كواحدة من أقوى القوات الجوية في إفريقيا.
تم تصميم سو-57 للتنافس مع طائرات الجيل الخامس مثل إف-35 لايتنينج 2 الأمريكية وجيه-20 الصينية. تتميز الطائرة بقدراتها المتقدمة على التخفي، والقدرة الفائقة على المناورة، وأنظمة الطيران الإلكترونية المتطورة. وفي حين تظل الشروط المحددة للصفقة الجزائرية سرية، فقد أشير إلى أن النسخة التصديرية من الطائرة Su-57 ستكون "أرخص بكثير" من نظيراتها الغربية، وخاصة F-35.
يعد هذا الاستحواذ جزءًا من جهود التحديث العسكري الجارية في الجزائر، بهدف الحفاظ على التفوق الجوي الإقليمي وتعزيز قدراتها الدفاعية. ومن المتوقع أن تدخل أول طائرات Su-57 الخدمة بحلول نهاية عام 2026.
لطالما سعت موسكو إلى توسيع حضور Su-57 في الأسواق الدولية، مع محاولات لجذب دول مثل تركيا والهند. في عام 2019، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتن شخصيًا طائرة Su-57 للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مما أثار تكهنات بأن تركيا قد تفكر في الطائرة كبديل لبرنامج F-35 الأمريكي. ومع ذلك، لم يتم الانتهاء من أي صفقة.
تُعرف طائرة سو-57 من قبل حلف شمال الأطلسي باسم "فيلون"، وهي طائرة متعددة الأدوار طورتها شركة سوخوي. قامت بأول رحلة لها في عام 2010 ودخلت الخدمة في عام 2020. بتكلفة وحدة تبلغ حوالي 50 مليون دولار، تم تصميم طائرة سو-57 لمهام مختلفة، بما في ذلك التفوق الجوي والهجوم الأرضي والاستطلاع والضرب. تتميز الطائرة بتقنيات التخفي والإلكترونيات المتقدمة، مما يسمح لها بالتنافس مع مقاتلات الجيل التالي الأخرى مثل إف-35.
تعمل طائرة سو-57 بمحركين توربينيين مع حارق خلفي وفوهات دفع متجهة، مما يوفر قدرة مناورة استثنائية. يستخدم الإصدار الحالي محركات Saturn AL-41، التي تولد 149 كيلو نيوتن من الدفع لكل منها، بينما من المتوقع أن يتم تجهيز طائرة سو-57 بمحركات Izdeliye 30 الأكثر قوة في المستقبل. وتسمح هذه المحركات للطائرة سو-57 بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 2.45 ماخ (حوالي 2600 كم/ساعة) ومدى يصل إلى 1800 كم، مما يوفر أكثر من 5 ساعات طيران.
يبلغ طول الطائرة 19.7 متر، وباع جناحيها 14 متراً، وارتفاعها 4.8 متر. وتزن 18500 كجم فارغة ويمكنها حمل ما يصل إلى 37000 كجم، بما في ذلك الوقود ومعدات المهمة. وبنسبة دفع إلى وزن تبلغ 1.07، تم تصميم سو-57 للمناورات الجوية الاستثنائية. ويمكن للطائرة أيضًا العمل على ارتفاعات تصل إلى 20000 متر، مع معدل صعود يبلغ 21000 متر في الدقيقة.
تسليح سو-57 داخلي في المقام الأول لتقليل التوقيع الراداري. وهي مجهزة بمدفع GSh-30-1 عيار 30 ملم ولديها حجرتان للأسلحة تقعان بين المحركات، وقادرة على حمل صواريخ جو-جو في حجرات مساعدة على جانبي الطائرة. بالإضافة إلى ذلك، لديها ستة أبراج تحت الأجنحة لحمل أنواع مختلفة من الذخائر، بما في ذلك الأسلحة النووية، مما يجعلها منصة متعددة الاستخدامات لمهام الردع الاستراتيجية.
تتمثل إحدى السمات الرئيسية لطائرة Su-57 في إلكترونياتها المتقدمة، وخاصة رادار Sh121 AESA (مجموعة المسح الإلكتروني النشط)، والذي يسمح لها باكتشاف الأهداف بعيدة المدى والتعامل مع تهديدات متعددة في وقت واحد مع الحفاظ على التخفي.
بشكل عام، تعد Su-57 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس تجمع بين التخفي والقدرة الاستثنائية على المناورة والتكنولوجيا المتطورة. ويمثل اقتناء الجزائر لهذه الطائرة تعزيزًا كبيرًا لقدراتها الدفاعية الجوية ويعزز علاقاتها الدفاعية مع روسيا، مما يجعل الأخيرة المورد الرئيسي للأسلحة للجزائر.