من المقرر أن تبدأ شركة جيوتيان الصينية الخاصة في يونيو 2025، اختبارات طيران طائرتها SS-UAV، وهي طائرة مسيرة جديدة عالية الارتفاع وطويلة المدى (HALE) تُعرّف فئة الطائرات المسيرة الأم، والتي كُشف عنها في معرض تشوهاي الجوي 2024. يعكس الجدول الزمني المُسرّع للمشروع سعي الصين الأوسع لنشر أنظمة الجيل التالي من الطائرات المسيرة بسرعة، إلى جانب برنامجها الجاري لتطوير طائرات مقاتلة من الجيل السادس. في بيئة دفاعية تتشكل بشكل متزايد من أسراب الطائرات المسيرة، واستقلالية القيادة، والعمليات بعيدة المدى متعددة المجالات، يكتسب هذا التطور اهتمامًا عالميًا.
تُجسّد طائرة SS-UAV جهود الصين لإعادة تعريف الهيمنة الجوية، ليس من خلال منصات تقليدية مثل حاملات الطائرات، ولكن من خلال أصول طائرات مسيرة قابلة للتطوير ومتفرقة ويصعب مواجهتها. تشير اختبارات الطيران المبكرة إلى مرحلة حاسمة في طموح الصين لريادة عمليات القيادة والتحكم القائمة على طائرات بدون طيار عالية الارتفاع (HALE) وإسقاط القوة غير المتكافئة عبر مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
طائرة Jiutian SS-UAV هي طائرة بدون طيار هجومية عالية الارتفاع من الجيل الخامس، طورتها شركة Jiutian الصينية الخاصة لصناعات الفضاء. عُرضت الطائرة بدون طيار خلال معرض تشوهاي الجوي لعام 2024، وهي مصممة لمهام على ارتفاعات تصل إلى 15,000 متر، مع مدى تشغيلي يبلغ حوالي 7,000 كيلومتر. وهي مصممة لحمل حمولة تصل إلى 1,000 كيلوغرام، وقادرة على نشر أكثر من 100 طائرة بدون طيار صغيرة أو مجموعة من الذخائر الموجهة بدقة. ستكون هذه الطائرة بدون طيار الأم التي يبلغ وزنها 15 طنًا وباع جناحيها 25 مترًا، وستكون قادرة على حمل 100 طائرة بدون طيار انتحارية. لا يُتصوَّر هذا النظام الجوي بدون طيار كمنصة استشعار أو قاذفة قنابل فحسب، بل كمركز قيادة جوية، يُنظِّم عمليات أسراب مُعقَّدة عبر مسافات شاسعة. يعكس تصميم الطائرة بدون طيار قفزة الصين نحو الحرب الجوية المُستقلة، مُوفِّرًا تنسيقًا مُرتبطًا بالأقمار الصناعية ومعالجةً على متنها لمهام الاستهداف والمراقبة والتشويش في الوقت الفعلي.
يتماشى تطوير طائرة SS-UAV مع التحوّل الاستراتيجي للصين نحو ابتكار القطاع الخاص في مجال الدفاع. وقد رسَّخت شركة جيوتيان مكانتها كلاعب رئيسي من خلال ربط تطورات الطائرات بدون طيار التجارية بالمتطلبات العسكرية. بدأ مفهوم الطائرة بدون طيار كسفينة أم للأسراب المحمولة جوًا في الظهور في أوائل عام 2023، وحظي باهتمام كبير بحلول منتصف عام 2024، وبلغ ذروته مع ظهورها العلني الأول في تشوهاى.
تُمثِّل رحلتها الأولى في يونيو 2025 انتقالًا سريعًا على نحو غير مُعتاد من النموذج الأولي إلى الاختبارات المحمولة جوًا، مما يُؤكِّد دعم الدولة للابتكار العسكري المُتسارع. على الرغم من أنها لم تدخل الإنتاج أو الخدمة بكميات كبيرة بعد، إلا أن تصميمها، وفقًا للتقارير، معياري، مما يسمح بترقيات سريعة أو تكوينات مُخصَّصة لمهام مُعيَّنة. لا يوجد تاريخ تشغيلي معروف، ولكن من المتوقع أن يكون البرنامج بمثابة منصة اختبار لاستراتيجيات قيادة أسراب الطائرات المستقبلية ومبادئ حرب الطائرات بدون طيار طويلة الأمد.
من حيث المفهوم، تنافس طائرة جيوتيان إس إس-إيه يو في طائرتي إم كيو-9 ريبر وآر كيو-4 غلوبال هوك الأمريكيتين، على الرغم من اختلاف تصميم مهامها. فعلى عكس طائرة إم كيو-9، التي تركز على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR) والضربات الدقيقة، تعمل طائرة إس إس-إيه يو في كنقطة تحكم لأسراب الطائرات بدون طيار المنسقة، وتعمل أساسًا كحاملة طائرات بدون طيار طائرة. وعلى عكس طائرة آر كيو-4، التي تعطي الأولوية للمراقبة الاستراتيجية، تضيف طائرة إس إس-إيه يو في قدرات هجومية وتحكمًا لامركزيًا في أسراب الطائرات.
تاريخيًا، استكشفت الولايات المتحدة مفاهيم مماثلة للسفن الأم، مثل برنامج غريملينز التابع لوكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، ولكن القليل منها وصل إلى مرحلة شبه تشغيلية. يجمع نهج جيوتيان بين قدرة تحمل عالية الارتفاع (HALE) وتعدد استخدامات المهام المتعددة، وهو مُحسّن لعمليات التواجد في مسارح العمليات المتنازع عليها أو في المناطق الرمادية. بالمقارنة مع حاملات الطائرات التقليدية أو حتى منصات HALE المأهولة، فإنها توفر نشرًا أكثر سرية وأقل تكلفة للأصول الجوية مع تقليل المخاطر على الطيارين.
إن قرار الصين بتسريع اختبار الطائرات بدون طيار SS-UAV ليس قرارًا معزولًا. فهو يتزامن مع زيادة اختبار برنامج مقاتلاتها من الجيل السادس وسلسلة من التطورات البحرية والصاروخية، مما يشير إلى حملة تحديث عسكرية متزامنة. من الناحية الاستراتيجية، صُممت الطائرات بدون طيار SS-UAV خصيصًا للمناطق المحيطة المتنازع عليها في الصين: مضيق تايوان، وبحر الصين الجنوبي، وربما أبعد من ذلك. في هذه البيئات، يمكن لسفينة جوية رئيسية قادرة على إطلاق عشرات الطائرات بدون طيار الصغيرة تعطيل أنظمة الرادار التقليدية، وإغراق الدفاعات، والحفاظ على المراقبة المستمرة أو الاستعداد للضربات.
من الناحية الجيوسياسية، تشير الطائرات بدون طيار SS-UAV إلى نية الصين الاستثمار في مضاعفات قوة غير متكافئة وقابلة للتطوير، مما يتحدى نماذج القوة الجوية الغربية التقليدية. بالنسبة للمخططين الأميركيين وحلفائهم، فإن هذا الأمر يعقد حسابات الدفاع الجوي، وخاصة عندما ننظر في العمليات الموزعة التي تنطوي على أسراب غير مأهولة تسيطر عليها مثل هذه السفن الأم.
تُمثل الرحلة التجريبية الوشيكة لطائرة جيوتيان إس إس بدون طيار خطوةً محوريةً في سعي الصين لإعادة صياغة مفهوم الحرب الجوية من خلال الأنظمة ذاتية التشغيل وتكتيكات غزو أسراب الطائرات بدون طيار. بفضل قدراتها على الارتفاعات العالية، وقدرتها على التحمّل الطويلة، ودورها القيادي في شبكات الطائرات بدون طيار الموزعة، يُمكن أن تُصبح هذه الطائرة الأم ركيزةً أساسيةً في بنية ساحة المعركة المستقبلية للصين. سيُراقب محللو الدفاع والمخططون العسكريون حول العالم ظهورها الأول في يونيو 2025 عن كثب، ليس فقط لنجاحها التقني، ولكن لما تكشفه عن الطبيعة المتطورة للهيمنة الجوية في عصر قد تُحلّق فيه حاملات الطائرات قريبًا، بدلًا من أن تُبحر.