أخبار: الصين تصمم طائرة بدون طيار هجومية من الجيل الخامس Jiutian

في معرض تشوهاي الجوي، المقرر عقده في الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر 2024، تخطط الصين للكشف عن أحدث تطوراتها في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار العسكرية: طائرة SS-UAV التي يبلغ وزنها 10 أطنان من AVIC، والمعروفة باسم "Jiutian". تم وضع هذه الطائرة بدون طيار الكبيرة، والمصممة لمهام الاستطلاع والضرب، كمنافس محتمل للطائرات بدون طيار الأمريكية البارزة مثل RQ-4 Global Hawk و MQ-9 Reaper، مما يشير إلى تقدم الصين في تطوير قدرات الطائرات بدون طيار للعمليات الاستراتيجية. تمثل "Jiutian" تطوراً ملحوظاً في الطيران العسكري الصيني، مما يؤكد تركيزها على توسيع تكنولوجيا الطائرات بدون طيار لمجموعة من الأدوار التشغيلية.

في الأيام التي سبقت الكشف عنها رسميًا في تشوهاي، ظهرت صور مبكرة لـ "Jiutian"، والتي تعرض تصميمها القوي وتكوينها المتقدم. تكشف هذه الصور عن طائرة بدون طيار كبيرة ذات محرك واحد ومحرك خلفي، وتتميز بسعة معيارية وحمولة عالية - وهي علامة فارقة للجيش الصيني في مسابقة الطائرات بدون طيار عالية التحمل.

تتميز الطائرة بدون طيار SS-UAV، التي طورتها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، بهيكل مهيب بمحرك واحد، وجناحين عريضين، وجسم مزود بثمانية أبراج تحت الجناح، مما يمكنها من حمل مجموعة متنوعة من الحمولات، بما في ذلك أجهزة استشعار المراقبة والأسلحة المحتملة. تضاهي الطائرة "جيوتيان" في الحجم طائرة B-25 أو H-5، وتشتمل على حجرة مهمة معيارية في وسط جسمها، مما يضمن مرونة تشغيلية أكبر ويسهل إعادة التكوين لمهام استطلاع أو هجوم محددة.

أحد أكثر الجوانب المثيرة للإعجاب في الطائرة بدون طيار "جيوتيان" هو "حجرة المهمة غير المتجانسة"، وهي وحدة مبتكرة قادرة على نشر العديد من الطائرات بدون طيار الأصغر حجمًا في الهواء. إن هذه القدرة تجعلها مناسبة بشكل خاص لعمليات التشبع أو التعطيل، مما يتيح المراقبة الممتدة والضربات المستهدفة بشكل مستقل. تُظهر وحدة المهمة الفريدة هذه، وهي الأولى من نوعها في مجال الطائرات بدون طيار الكبيرة، أن "جيوتيان" لم تُصمم لمهام المراقبة فحسب، بل وأيضًا للهجمات الجماعية، مما يعزز تنوعها وفعاليتها في ساحة المعركة.

في السيناريوهات المستقبلية التي تتخيلها الصين، ستلعب طائرة SS-UAV "جيوتيان" دورًا حاسمًا بعد التفوق الجوي الذي تحققه طائرات الجيل الخامس والصواريخ الباليستية فوق منطقة استراتيجية، مثل جزيرة متنازع عليها. ثم يتم نشر "جيوتيان"، جنبًا إلى جنب مع طائرات بدون طيار كبيرة أخرى وصواريخ كروز بعيدة المدى، للحفاظ على الضغط المستمر وضمان الهيمنة الجوية. ستمكن هذه الاستراتيجية الصين من إظهار وجود جوي مستمر، وردع أي هجوم للعدو وتوفير الاستطلاع والضربات الفورية بمجرد تحديد الهدف.

يسمح الحجم المذهل لطائرة SS-UAV ومحركها الفردي بالوصول إلى ارتفاعات عالية، كما يوحي لقبها "جيوتيان"، والذي يعني "ارتفاع شاهق". لا يمنحها هذا الارتفاع المرتفع مدىً ممتدًا للمهام طويلة الأمد فحسب، بل يعزز أيضًا من تقديرها، مما يجعل من الصعب اكتشافها بواسطة أنظمة الرادار الأرضية. يقلل تكوين محركها المثبت في الخلف من توقيعها الحراري، مما يضيف طبقة من التخفي ضرورية لمهام الاستطلاع المطولة في المناطق المتنازع عليها المحتملة.

إن طائرة SS-UAV "Jiutian" هي أكثر من مجرد إضافة بسيطة إلى ترسانة الطائرات بدون طيار الصينية؛ فهي تجسد طموح الصين للتنافس مع الطائرات بدون طيار الأمريكية الأكثر تقدمًا وتطوير أنظمة قادرة على الوفاء بأدوار متعددة، من المراقبة إلى الضربات المباشرة. من خلال مزيج فريد من خيارات الحمولة وقدرات التخفي وحجرة مهمة نموذجية على شكل قرص العسل للهجمات الجماعية، توضح "Jiutian" الرؤية الاستراتيجية للصين للهيمنة الجوية من خلال الأنظمة غير المأهولة.

تقدم طائرة SS-UAV "Jiutian" قدرات تضعها كمنافس مباشر لطائرات RQ-4 Global Hawk وMQ-9 Reaper، حيث تجمع بين بعض خصائص كلتا الطائرتين بدون طيار الأمريكيتين مع تقديم ابتكارات فريدة. مثل RQ-4، تم تصميم "Jiutian" لمهام عالية الارتفاع وطويلة الأمد، مع جناحين عريضين وقدرة طيران ممتدة مناسبة للمراقبة المستمرة فوق مناطق جغرافية شاسعة. يقلل محركها المثبت في الخلف، والذي يشبه من حيث المبدأ محرك RQ-4، من توقيعه الحراري، مما يحسن من قدرته على التخفي على ارتفاعات عالية. في المقابل، تتبنى "Jiutian" أيضًا عناصر تكتيكية من MQ-9 Reaper، ولا سيما أبراجها الثمانية تحت الأجنحة، مما يسمح لها بحمل حمولات متنوعة، من أجهزة استشعار المراقبة إلى الأسلحة المحتملة للضربات التكتيكية. علاوة على ذلك، فإن حجرة المهام المعيارية على شكل قرص العسل، القادرة على نشر طائرات بدون طيار أصغر حجمًا، تمنح "Jiutian" قدرة فريدة ومتعددة الاستخدامات لمهام التشبع والضربات الجماعية - وهي ميزة غائبة في كل من RQ-4 و MQ-9.

إن تطوير طائرات الاستطلاع والضرب مثل "جيوتيان" يتماشى مع استراتيجية الصين لمواكبة القدرات العسكرية الأمريكية والتنافس معها. منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استثمرت الصين بكثافة في البحث والتطوير في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وأطلقت برامج مثل سلسلة Wing Loong و Caihong، والتي بنت تدريجيًا سمعة في السوق الدولية. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كثف جيش التحرير الشعبي جهوده لإنتاج طائرات بدون طيار عالية التحمل، مستوحاة من أداء طائرات RQ-4 و MQ-9 الأمريكية بدون طيار، لتلبية احتياجاته للمراقبة طويلة المدى والضربات المستهدفة. في عام 2017، أظهر التقدم السريع لسلسلة Wing Loong II فعالية الصين في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار متعددة الأدوار. إن إطلاق طائرة بدون طيار SS-UAV "Jiutian" في عام 2024 في معرض تشوهاى الجوي يمثل تتويجًا لهذا التقدم، مع نموذج يجمع بين قدرات الارتفاعات العالية ووظائف الضربة المعيارية، نتيجة لعقود من التطوير الاستراتيجي لمنافسة أفضل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الأمريكية.

لقد أثبتت الطائرات بدون طيار الصينية فعاليتها في سياقات تشغيلية مختلفة، بدعم من ردود الفعل العملية من البلدان المستخدمة، بما يتجاوز التصريحات الرسمية لبكين. على سبيل المثال، تم استخدام طائرات بدون طيار من طراز Wing Loong من قبل دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية، وخاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لمهام الاستطلاع والضرب، حيث اعتُبر أداءها مرضيًا. أفادت القوات المسلحة لهذه البلدان بموثوقية طائرات Wing Loong في بيئات الصراع النشطة. وبالمثل، تم الحصول على طائرات بدون طيار من سلسلة Caihong (CH) ونشرها من قبل الجزائر والعراق وباكستان لعمليات المراقبة والقتال، مما يدل على قدرتها على دعم مهام متنوعة. وتؤكد هذه التقارير الميدانية أن فعالية الطائرات الصينية بدون طيار لا تعتمد فقط على الادعاءات الرسمية ولكن أيضًا على التقييمات العملية من المستخدمين، مما يعزز سمعتها في السوق الدولية.

فيما يتعلق بـ "جيوتيان" (SS-UAV)، لا يزال الأمر حديثًا جدًا للحصول على تعليقات المستخدمين من العملاء الدوليين أو حتى الجيش الصيني. تم تقديم "جيوتيان" لأول مرة في معرض تشوهاى الجوي لعام 2024، ويُنظر إليها على أنها تقدم تكنولوجي كبير، على الرغم من أن أداءها الفعلي لم يثبت بعد في السياقات التشغيلية. تعتمد المعلومات المتاحة بشكل أساسي على الإعلانات الرسمية من صناعة الدفاع الصينية، والتي تسلط الضوء على قدراتها على ارتفاعات عالية، وتحملها الممتد، وقدرتها على الضربات المعيارية. تزعم الصين أن "جيوتيان" تجمع بين عناصر من كل من RQ-4 Global Hawk وMQ-9 Reaper، ولكن في غياب عمليات النشر المؤكدة أو التعليقات من المستخدمين من جهات خارجية، لا تزال قدراتها الفعلية بحاجة إلى التحقق منها في الميدان لتحديد فعاليتها الحقيقية.