أخبار: تكهنات حول تسليم مروحيات صينية طراز Z-10ME تُشير إلى مرحلة جديدة للقوة الجوية الباكستانية

أثارت تكهنات تسليم مروحيات هجومية صينية الصنع من طراز Z-10ME للجيش الباكستاني جدلاً واسع النطاق حول تحول محتمل في القدرات القتالية الجوية في جنوب آسيا. وانتشرت تقارير عن صور ومقاطع فيديو تُظهر هذه المروحيات في باكستان عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، كما نشرها موقع Defense Blog، إلا أن الصين وباكستان لم تُصدرا أي بيان رسمي يؤكد هذا التسليم. وإذا صحّت هذه الشائعات، فقد تُمثل نقلة نوعية في جهود باكستان لتحديث أسطولها من الطائرات ذات الأجنحة الدوارة بعد انتكاسات سابقة. وتأتي هذه التقارير في وقت يشهد تطورات أمنية إقليمية، مما يجعل عملية التسليم المزعومة ذات أهمية خاصة.

تُعدّ طائرة Z-10ME، التي طورتها شركة AVIC الصينية لصناعة الطيران، نسخة متطورة من منصة Z-10 الأصلية، وتتميز بنظام دفع مُحسّن، ودروع مُركبة مُطوّرة، وأنظمة قمع بالأشعة تحت الحمراء، وأنظمة حرب إلكترونية مُتكاملة. وفقًا للمعلومات التقنية المتاحة على موقع Army Recognition، صُممت طائرة Z-10ME خصيصًا للعمليات عالية الكثافة مع قدرة نجاة مُحسّنة ضد التهديدات الجوية الحديثة. يوفر تصميم قمرة القيادة المزدوجة، ومدفعها التسلسلي عيار 23 ملم، ونقاط تثبيت الصواريخ المضادة للدبابات، وأجهزة استشعار الاستهداف المتقدمة، قدرات متعددة المهام تُضاهي طائرات الهليكوبتر الهجومية الأخرى في الخطوط الأمامية.

تطور برنامج Z-10 منذ طرحه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث اختبر جيش التحرير الشعبي الصيني نسخًا متعددة منه ونفذها. واجه تطويرها عقبات تقنية مبكرة، لا سيما في أداء المحرك، والتي حلّها المهندسون الصينيون تدريجيًا من خلال التحديثات المحلية ونقل التكنولوجيا الأجنبية. برز اهتمام باكستان بطائرة Z-10 كبديل بعد أن تعطلت صفقتها الأولية مع تركيا لشراء طائرات الهليكوبتر T129 ATAK بسبب قيود التصدير الأمريكية على مكونات المحرك. يبدو أن طائرة Z-10ME، بتحسيناتها المُصممة خصيصًا، ستسد هذه الفجوة في القدرات للجيش الباكستاني، إذا ثبتت صحة الشائعات.

بالمقارنة مع T129 ATAK، تتميز Z-10ME بدمجها حزمة إجراءات إلكترونية مضادة أكثر تطورًا وشبكات مُحسّنة في ساحة المعركة. في حين أن T129 مُحسّنة للظروف الجوية الحارة والمرتفعة، وقد استُخدمت عمليًا في مكافحة التمرد، فإن تصميم Z-10ME يُركز على القدرة على البقاء في النزاعات التقليدية حيث تُشكل الدفاعات الجوية المتقدمة مخاطر كبيرة. وبهذا المعنى، فإن تطورها المفاهيمي يُحاكي تطور طائرة AH-64 Apache، التي أضافت باستمرار أنظمة دفاعية جديدة لتظل ذات صلة في ساحات المعارك الحديثة.

من الناحية الاستراتيجية، يُؤكد الإدخال المُحتمل لـ Z-10ME على تقارب دفاعي أعمق بين باكستان وبكين. بالنسبة لباكستان، يُمكن لهذه المنصة أن تُعزز قدراتها في مجال الدفاع المضاد للدروع والدعم الجوي القريب على طول الحدود المتنازع عليها. على الصعيد الإقليمي، قد تدفع هذه الخطوة الهند إلى إعادة تقييم تحديث طائراتها ذات الأجنحة الدوارة للحفاظ على التكافؤ، مما يُفاقم المعضلة الأمنية طويلة الأمد في جنوب آسيا. بالنسبة للصين، يُعزز تصدير طائرة Z-10ME مكانتها كمورد بديل للدول التي تواجه قيودًا تصديرية غربية.

على الرغم من عدم وجود قيمة عقد مؤكدة لهذه الدفعة المُشاع عنها، إلا أن التصريحات السابقة وعروض التصدير السابقة تُشير إلى أن شركة AVIC دأبت على الترويج لطائرة Z-10ME في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، مُقدمةً إياها كحلٍّ فعّال من حيث التكلفة، مع اعتماد لوجستي أقل من نظيراتها الغربية. ولم يُعلن عن أي عقد دفاعي رسمي حديث بين الصين وباكستان بشأن هذا النوع، مما يُغذي التكهنات حول الصور المُتداولة على الإنترنت.

في حين أن التقارير لا تزال غير مُتحققة، فإن احتمالية نشر باكستان لطائرة الهليكوبتر الهجومية Z-10ME تُشير إلى عزم باكستان على تجاوز عقبات الشراء السابقة وتعزيز أسطول طائراتها المروحية بشركاء أقل تقيدًا لضوابط التصدير الغربية. وفي حال صدور تأكيد رسمي، فقد يُشير ذلك إلى مرحلة جديدة في التعاون العسكري بين باكستان والصين، ويُضيف مستوى آخر من التعقيد إلى المشهد الأمني ​​المتقلب أصلًا في جنوب آسيا.