أخبار: روسيا تختبر وصلة فضائية لتوسيع المدى التشغيلي للطائرات بدون طيار بعيدة المدى

أفادت وكالة الأنباء الروسية تاس في 23 أبريل 2025، أن مكتب تصميم الأجهزة الذكية (إنتلب) قد بدأ اختبار أول نظام وطني للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في الوقت الفعلي، مُطور للطائرات بدون طيار التكتيكية طويلة المدى.

يهدف هذا النظام إلى تزويد الطائرات بدون طيار الروسية باستقلالية تشغيلية أكبر، مما يُمكّنها من العمل خارج حدود الاتصالات المباشرة أو المُرحّلات الأرضية، وبالتالي توسيع نطاقها بشكل كبير. تُعدّ هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات الوطنية في مجال أصبح حاسمًا للنزاعات والعمليات الحديثة في المناطق النائية مثل القطب الشمالي أو المناطق البحرية.

بصفتها متخصصة في تقنيات الاتصالات، طورت إنتلب حلاً متوافقًا مع محطات المشتركين المدمجة والمتنقلة، ومُزودًا بهوائي ذي فتحة مُنخفضة. ووفقًا للمدير العام للمكتب، ألكسندر كوندراشينا، يتوافق النظام مع معايير الانبعاثات التنظيمية مع تحسين استخدام الترددات من خلال تقنيات ضغط الشفرات. كما أشار إلى أن التكنولوجيا تضمن اتصالاً مستقراً على حافة مناطق تغطية الأقمار الصناعية الثابتة بالنسبة للأرض، وكذلك مع مجموعات الأقمار الصناعية المستقبلية ذات المدار الإهليلجي العالي، مما يجعلها مناسبة لاتصالات موثوقة حتى على خطوط العرض العليا. وهذا يجعلها ذات أهمية خاصة للنشر على طول طريق البحر الشمالي وفي المناطق البحرية مثل الشرق الأقصى الروسي، وبحر البلطيق، والبحر الأسود، وبحر قزوين.

أبرز خبير الطيران بدون طيار، دينيس فيدوتينوف، أهمية هذا التطور التكنولوجي، موضحاً أن تكامل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية يُمكّن الطائرات بدون طيار من العمل بعيداً عن نطاق الوصلات الراديوية التقليدية. وأكد أن حجم النظام الصغير ووزنه يسمحان بدمجه ليس فقط على الطائرات بدون طيار الكبيرة، ولكن أيضاً على المنصات التكتيكية مثل أوريون (إنوخوديتس)، وسيريوس (إنوخوديتس-RU)، وهيليوس-RLD، والنماذج المستقبلية قيد التطوير كجزء من برنامج ألتيوس. وتمثل هذه القدرة سابقة في صناعة الطائرات بدون طيار الروسية.

من الناحية الفنية، يعمل النظام بشكل أساسي في نطاق التردد Ku، مع التخطيط أيضاً لإصدار للنطاق C. يجمع هذا الجهاز هوائيًا مكافئًا بقطر 35 سم مع بوق تغذية، وجهاز إرسال واستقبال، ووحدات تحكم وتحديد موقع، ونظام تتبع ذكي، في وحدة متكاملة واحدة. يتيح هذا للطائرة بدون طيار الحفاظ على اتصالها بالأقمار الصناعية الثابتة جغرافيًا أثناء تحليقها. يمكن للهوائي الدوران بسرعة تصل إلى 200 درجة في الثانية، مما يحافظ على اتصال مستقر حتى على الطائرات بدون طيار عالية السرعة أو السفن البحرية الصغيرة. يبلغ الوزن الإجمالي لمحطة المشترك أقل من 8 كجم.

وأفادت Intelp أيضًا بأن النظام يسمح بإعادة تكوين معلمات قناة الاتصال بسرعة على مستوى البرنامج. بفضل جهاز التوجيه المدمج، وبنية IP الخاصة، وآلية تحسين بنية البيانات وحجم الإرسال، يمكن دمج النظام بسهولة في أي بنية تحتية لشبكة البيانات موجودة. تتماشى هذه القدرة على التكيف مع المتطلبات المتزايدة للوحدات النمطية في أنظمة القيادة والتحكم الحديثة.

مقارنةً بالأنظمة التقليدية، يوفر هذا الحل تغطية مستقرة للأقمار الصناعية تتجاوز خط الرؤية، بما في ذلك في مناطق القطب الشمالي، نظرًا لتوافقه مع المدارات الإهليلجية العالية. على الصعيد الدولي، حافظت الولايات المتحدة على ريادتها في هذا المجال لعقود، حيث زودت طائرات بدون طيار مثل MQ-9 Reaper وRQ-4 Global Hawk بروابط SATCOM عبر أقمار WGS (اتصالات ساتلية عالمية واسعة النطاق).

وطبقت إسرائيل قدرات مماثلة على طائراتها بدون طيار من طراز Heron TP، بينما زودت تركيا طائراتها بدون طيار من طراز Bayraktar Akinci وAnka بروابط ساتلية بنطاق Ku. أما الصين، ورغم قلة شفافيتها بشأن التفاصيل التقنية، فقد دمجت نظام SATCOM في طائرات بدون طيار من فئة MALE مثل CH-5، وتعمل على تطوير مجموعات أقمارها الصناعية الخاصة ذات المدار الأرضي المنخفض. كما تعمل المملكة المتحدة على دمج قدرات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في نظام Protector RG Mk1، الذي يعتمد على MQ-9B.

واستجابةً لهذه التطورات العالمية، تهدف روسيا إلى سد الفجوة في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية للطائرات بدون طيار من خلال إتاحة هذه القدرات لمنصات أخف وزنًا وأكثر تنوعًا. ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي أمر فيه الرئيس فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حول تطوير الطائرات المسيرة في يناير، بتخصيص تمويل إضافي لتسريع نشر مجموعات الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض.

يمثل بدء اختبار أول نظام اتصالات عبر الأقمار الصناعية للطائرات بدون طيار التكتيكية طويلة المدى خطوةً هامةً في تحديث قدرات الطائرات بدون طيار الروسية. تصميمه المدمج، ومرونة برمجياته، وقدرته على العمل في المناطق التي تعاني نقصًا في الخدمات، تجعله أداةً ثوريةً في عمليات الطائرات بدون طيار الروسية. كما يعكس توجهًا دوليًا أوسع نحو أنظمة طائرات مسيرة ذاتية التحكم بشكل متزايد، قادرة على تنفيذ مهام معقدة دون الاعتماد على البنية التحتية الأرضية.