أخبار: Su-34M قد تُمكّن الجزائر قريبًا من تعزيز قدرتها الهجومية الاستراتيجية

رُصدت طائرة Su-34M مُعدّة للتصدير، تتميز بتمويه صحراوي غير مألوف، في مطار جوكوفسكي بالقرب من موسكو. وقد عززت هذه الصور، التي شاركها حساب @OsintWarfare على X، الاعتقاد بأن روسيا تستعد لتسليم أولى نماذجها من هذه القاذفة التكتيكية من الجيل الجديد إلى الجزائر. ولا يتوافق طلاء الطائرة المُلتقط مع أي معيار مُستخدم من قِبل القوات الجوية الفضائية الروسية، مما يُشير إلى أنها مُخصصة لعميل أجنبي. وهذه ليست حادثة معزولة: ففي مايو، صُوّرت طائرة مماثلة بالقرب من مصنع نوفوسيبيرسك حيث تُجمّع طائرات Su-34.

يُعيد هذا التطور إحياء قضية تعود إلى ما يقرب من عشر سنوات. ففي عام 2016، صرّح سيرجي سميرنوف، المدير العام آنذاك لمصنع NAPO، وهو فرع لشركة سوخوي، أن الجزائر تُفكّر في شراء أربع عشرة طائرة Su-34 "Fullback" وتحديث جزء من أسطولها من طائرات Su-24 "Fencer". لم تؤكد السلطات الجزائرية هذا الأمر، تمامًا كما امتنعت عن التعليق على تقارير، انتشرت بعد ثلاث سنوات، حول عقد لشراء أربع عشرة مقاتلة متعددة المهام من طراز سو-35 "فلانكر إي". وقد نُفِّذ هذا الطلب في نهاية المطاف عام 2025، عندما رُصدت طائرة سو-35 جزائرية فوق منطقة أم البواقي.

في الوقت نفسه، تشير المؤشرات إلى أن الجزائر تعتزم تعزيز قدراتها الجوية. فعلى مدى أشهر، أفادت الصحافة المتخصصة باهتمام الجزائر بمقاتلة الجيل الخامس سو-57 إي "فيلون". واكتسبت هذه التقارير زخمًا بعد أن أعلنت شركة روسوبورون إكسبورت عن أول صفقة تصدير لـ"عميل غامض"، تلتها زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى الجزائر. بل إن التلفزيون الرسمي الجزائري ذكر عقدًا لشراء ست طائرات سو-57، على أن يتم تسليم اثنتين في عام 2025 مع خيار لثماني طائرات أخرى.

صُممت طائرة سو-34، المشتقة من سو-27 آي بي، لمهام هجومية دقيقة بعيدة المدى مع الاحتفاظ بقدرات جو-جو. قمرة القيادة المدرعة بالتيتانيوم، والتي تتسع لفردي طاقم جنبًا إلى جنب، وأنظمة النجاة أثناء الطيران، تجعلها مناسبة للعمليات في البيئات شديدة الخطورة. بسرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ، ومدى يصل إلى 4000 كيلومتر، وحمولة تزيد عن 8 أطنان موزعة على 12 نقطة تثبيت، يمكنها حمل مجموعة واسعة من الأسلحة: صواريخ جو-أرض (Kh-31، Kh-59، Kh-29، S-25LD)، وقنابل موجهة من طرازي KAB-500 وKAB-1500، وصواريخ جو-جو (R-27، RVV-AE، R-73)، بالإضافة إلى صاروخ 3M-80EA الأسرع من الصوت المضاد للسفن القادر على مهاجمة السفن الكبيرة على مسافة 250 كيلومترًا.

من الناحية التكنولوجية، تم تجهيز الطائرة برادار B-004 متعدد الأوضاع ذي المصفوفة السلبية، والمُحسّن لكشف الأهداف البرية والبحرية، ونظام الاستهداف الكهروضوئي بلاتان، ومجموعة ملاحة تجمع بين أنظمة القصور الذاتي وأنظمة GNSS، وأنظمة مضادة متطورة تشمل مستقبل تحذير الرادار SPO-32/L150 وجهاز تشويش Sorbtsiya-S المثبت على طرف الجناح. صُمم هذا الأخير لتعطيل رادارات النبضة الواحدة، مما يعزز القدرة على البقاء أثناء مهام الضربات العميقة. هذه الميزات، إلى جانب مداها وحمولتها، أكسبتها لقب "الدبابة الطائرة" بين أطقمها.

إذا كان وجود طائرة Su-34M هذه في جوكوفسكي إيذانًا بتسليم وشيك للجزائر، فسيمثل ذلك خطوة رئيسية في تحديث الطيران القتالي للبلاد. ستوسع هذه الطائرة المدى التشغيلي للقوات الجوية الجزائرية وتعزز قدرتها على ضرب الأهداف البرية والبحرية على مسافات بعيدة، بما في ذلك في البيئات شديدة التحصين. ومن شأن هذا الاستحواذ أن يعزز التعاون العسكري بين الجزائر وموسكو، والذي ينعكس بالفعل في برامج مقاتلات سو-30 وسو-35.