عززت الإمارات العربية المتحدة وبنين مؤخرًا شراكتهما السياسية والدفاعية عقب سلسلة من الزيارات الدبلوماسية رفيعة المستوى. ففي 15 أكتوبر، وقّع البلدان مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي في أبوظبي، ممهدين بذلك أسس علاقات أوثق في التنسيق العسكري والتدريب وتبادل الخبرات.
تعكس هذه الاتفاقية طموحًا مشتركًا لتعزيز التعاون الثنائي في الشؤون الأمنية وتقوية الروابط المؤسسية بين مؤسساتهما الدفاعية. وتُعد هذه الخطوة تتويجًا لزخم دبلوماسي بدأ في مارس 2023، عندما قام وزير الدولة الإماراتي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان بزيارة رسمية إلى كوتونو. وخلال تلك الزيارة، التقى بالرئيس باتريس تالون لمناقشة تطوير شراكة أكثر فاعلية، بما في ذلك مسارات التعاون الناشئة في مجالي الأمن والدفاع. وأكد الجانبان على أهمية "تجاوز العلاقات التقليدية القائمة على المساعدات، وبناء تعاون استراتيجي منظم ذي منفعة متبادلة".
استمرت العلاقات في التسارع في يناير 2025، عندما استضاف وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية بنين، شيغون أدجادي بكاري، في أبوظبي. وأكد المسؤولان نيتهما تعميق العلاقات الثنائية، واستعرضا المخاوف الأمنية الإقليمية، مما يشير إلى استمرار التوافق بشأن قضايا الدفاع والاستقرار. وأكدت الزيارة أن التعاون الدفاعي أصبح بندًا رسميًا ومتكررًا على جدول الأعمال الثنائي. في أغسطس، بعث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة برسالة تهنئة إلى رئيس بنين بمناسبة اليوم الوطني لبنين، مؤكدًا على الرغبة في الحفاظ على التواصل.
تُعد مذكرة التفاهم التي وقعها وزير الدفاع البنيني ووزير الدفاع الإماراتي في أكتوبر 2025 أول إطار عمل للتعاون العسكري المستقبلي بين الإمارات العربية المتحدة وبنين. تهدف الاتفاقية إلى تسهيل الأنشطة المشتركة المستقبلية، وبناء القدرات، وتبادل الخبرات القتالية والممارسات المعروفة، مما يمهد الطريق لتعاون أو تدريب عسكري مشترك محتمل في المستقبل. تنظر الإمارات العربية المتحدة إلى بنين كشريك مستقر في غرب إفريقيا، بينما ترى كوتونو في أبوظبي مصدرًا للدعم الاستراتيجي وفرص التدريب والخبرة الدفاعية.