قدمت الحكومة السويدية مقترحًا في 10 أبريل 2025، في ميزانيتها لربيع 2025 لتفويضها بإبرام اتفاقية ثنائية مع الدنمارك لبيع ما يصل إلى أربعة أنظمة إنذار مبكر ومراقبة جوية من طراز S-106 GlobalEye (AEW&C) ومعدات الدعم المرتبطة بها. وتهدف الصفقة المقترحة إلى أن تكون عملية بيع بين حكومتين، استجابةً لشرط الدنمارك المعلن بتحسين قدراتها في مجال المراقبة الرادارية الجوية.
وكما هو الحال مع مقترح جريبن لدولة بيرو، يتضمن طلب الحكومة السويدية تفويضًا برلمانيًا لتنفيذ الاتفاقية، والتي ستشمل قيام السويد بطلب وتسليم الأنظمة. ومن المتوقع أن تغطي عائدات البيع جميع التكاليف ذات الصلة التي تتحملها الدولة السويدية. ويستند المقترح إلى إطار تعاون دفاعي قائم بين السويد والدنمارك.
S 106 GlobalEye هو الاسم الذي تستخدمه القوات الجوية السويدية لطائرة Saab GlobalEye AEW&C. يعتمد هذا النظام على طائرة Bombardier Global 6000/6500 التجارية بعيدة المدى، ويدمج رادار Erieye Extended Range (ER) من Saab مع مجموعة من أجهزة الاستشعار ونظام قيادة وتحكم متعدد المجالات (C2). صُممت المنصة لإجراء عمليات مراقبة متزامنة في المجالات الجوية والبحرية والبرية.
تشمل الميزات التشغيلية الرئيسية مدى كشف راداري يتجاوز 458 كيلومترًا من ارتفاع 35,000 قدم، ومدة تشغيل تزيد عن 11 ساعة، والقدرة على اكتشاف الأهداف على ارتفاعات منخفضة وعالية. يستخدم رادار Erieye ER تصميم مصفوفة المسح الإلكتروني التكيفي (AESA)، مما يوفر أداءً محسّنًا في ظل التدابير الإلكترونية المضادة وفي البيئات المزدحمة.
تشمل أجهزة استشعار جلوبال آي رادار المراقبة البحرية Seaspray 7500E من ليوناردو، القادر على اكتشاف السفن الصغيرة والمناظير. كما تدمج المنصة أنظمة كهروضوئية وأشعة تحت الحمراء، ورادار تحديد الأهداف المتحركة على الأرض (GMTI)، وأنظمة للدعم الإلكتروني واستخبارات الإشارات.
تشمل الأنظمة الإضافية على متن الطائرة نظام التعريف الآلي (AIS)، ورادار الفتحة التركيبية العكسية (ISAR)، ونظام تحديد الصديق من العدو (IFF) ونظام ADS-B. يدعم نقل البيانات الاتصالات الصوتية والأقمار الصناعية ووصلات بيانات مخصصة. يمكن للطائرة العمل مع طاقم على متنها في خمس محطات عمل أو إرسال بيانات المراقبة في الوقت الفعلي إلى المحطات الأرضية. تتضمن المنصة مجموعة كاملة من الحماية الذاتية مع أجهزة استقبال للإنذار بالرادار والليزر وموزعات للتدابير المضادة. تحتوي الطائرة أيضًا على منطقة راحة بستة مقاعد، وهي مصممة للحفاظ على مستوى منخفض من الضوضاء وارتفاع الضغط في المقصورة.
أطلقت شركة ساب برنامج جلوبال آي في فبراير 2016 استجابةً لاهتمام السوق. حصلت شركة ساب على شهادة نوع إضافية لتعديل هيكل طائرة جلوبال 6000، وبدأت الإنتاج في منشأتها في لينشوبينغ. تشمل التعديلات تعزيزات هيكلية، وتركيب أجهزة استشعار وإلكترونيات، وتغييرات ديناميكية هوائية، وأنظمة طاقة وتبريد إضافية. كُشف النقاب عن أول طائرة في 23 فبراير 2018، وقامت بأول رحلة لها في 14 مارس 2018.
واعتبارًا من أوائل عام 2018، قدرت ساب الطاقة الإنتاجية بثلاث طائرات سنويًا، مع بدء التسليم بعد ثلاث سنوات من توقيع العقد. وبحلول يوليو 2018، كانت الطائرة الأولى تحلق بشكل متكرر كجزء من حملة اختبار، وبحلول مايو 2019، كانت اختبارات الطيران للحصول على الشهادة على وشك الانتهاء.
رادار Erieye ER المثبت على طائرة جلوبال آي هو نظام AESA بطول عشرة أمتار موضوع أعلى جسم الطائرة. أفادت ساب أن مدى الكشف التقريبي يصل إلى 550 كيلومترًا على ارتفاع 35000 قدم، وتشير إلى تحسن بنسبة 70% في المدى مقارنةً بإصدارات Erieye السابقة. تتضمن طائرة جلوبال آي أيضًا أنظمة مهام مدمجة بوظائف معيارية. وقد تم اقتراح نسخ متنوعة ذات قدرات متزايدة، بدءًا من تكوينات AESA وC2 القياسية، وصولًا إلى إصدارات تتضمن مستشعرات الأشعة تحت الحمراء وأنظمة استخبارات إشارات مخصصة.
تُعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا المشغل الوحيد لطائرة جلوبال آي، حيث اشترت خمس طائرات بين عامي 2015 و2021. وتم تسليم الطائرات في أبريل 2020، وسبتمبر 2020، وفبراير 2021، وأبريل 2024، وسبتمبر 2024. وتبلغ القيمة الإجمالية لصفقة الطائرات الخمس حوالي 23 مليار كرونة سويدية. وتُطلق دولة الإمارات العربية المتحدة على نظامها اسم نظام مراقبة الأدوار المتغيرة (SRSS). كما وقّعت شركة ساب عقد دعم مع وزارة الدفاع الإماراتية يغطي الدعم أثناء الخدمة حتى عام 2026، بقيمة تُقارب 190 مليون دولار أمريكي.
كما طلبت السويد ثلاث طائرات جلوبال آي. في يونيو 2022، وقّعت إدارة المعدات الدفاعية السويدية (FMV) عقدًا لشراء وحدتين بقيمة إجمالية قدرها 7.3 مليار كرونة سويدية، ومن المقرر تسليمهما في عام 2027. وفي يونيو 2024، منحت FMV خيار شراء طائرة ثالثة لتحل محل طائرتي Saab 340 AEW&C اللتين نُقلتا إلى أوكرانيا. والاسم السويدي لهذه الطائرة هو S 106.
الدنمارك واحدة من عدة دول تُجري مناقشات جارية مع السويد بشأن إمكانية شراء نظام GlobalEye. في يناير 2025، أكد وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، أن السويد تُجري مفاوضات مع الدنمارك وفنلندا بشأن إمكانية الاستحواذ المشترك على النظام.
وقد تقدّمت المناقشات خلال مؤتمر الأمن القومي الذي عُقد في سالين في يناير 2025. وفي نفس الحدث، دعت زعيمة المعارضة السويدية، ماغدالينا أندرسون، إلى تعاون أوثق بين دول الشمال الأوروبي في مجال المراقبة، واقترحت شراء طائرة رابعة بشكل مشترك لدعم التغطية من بحر البلطيق إلى القطب الشمالي وغرينلاند. أما فنلندا، ورغم أنها ليست مشترٍ مؤكد حاليًا، فقد أبدت اهتمامها بإعارة موظفين إلى وحدة GlobalEye السويدية بهدف الشراء في المستقبل في حال توفر التمويل.
كما عُرضت GlobalEye على العديد من العملاء المحتملين الآخرين. تدرس كندا هذه المنصة من بين بدائل أخرى، بما في ذلك طائرة بوينغ E-7 Wedgetail، في صفقة استحواذ محتملة على نظام الإنذار المبكر والتحكم بميزانية تبلغ 3.65 مليار دولار أمريكي.
في فرنسا، عرضت شركة ساب النظام كبديل لـ E-3 Sentry، مع وضع أطر تعاون في إطار شراكة ابتكار استراتيجية ثنائية لعام 2024. كما تم التواصل مع اليونان وكوريا الجنوبية لتقديم مقترحات. في أكتوبر 2024، وقّعت شركة ساب وشركة كوريا للصناعات الجوية مذكرة تفاهم للتعاون في برنامج الإنذار المبكر والتحكم الثاني (AEW&C II) الكوري الجنوبي، بما في ذلك التعاون الصناعي ونقل التكنولوجيا.
