وفقًا للمعلومات الواردة من وسائل الإعلام الإسرائيلية AllIsraelNews، تدرس إسرائيل نشر مدفعها الآلي الجديد من طراز سيجما في صراعها مع حزب الله. ومع انخفاض القدرات العسكرية لحماس في غزة بشكل كبير منذ بدأت القوات الإسرائيلية حملتها البرية في أكتوبر الماضي، يتحول تركيز إسرائيل بشكل متزايد إلى التهديد الشمالي، حيث يشكل حزب الله، المدعوم من إيران، خطرًا أمنيًا متزايدًا.
تعمل شركة الدفاع الإسرائيلية Elbit Systems في المراحل النهائية من تطوير مدفع سيجما، وهو أكثر مدافع الهاوتزر ذاتية الحركة تقدمًا في العالم. يمكن نشر هذا النظام المتطور، المصمم ليحل محل وحدات المدفعية القديمة في الجيش الإسرائيلي، قريبًا ضد قوات حزب الله في لبنان. يمكن لمدفع الهاوتزر، الذي تم تطويره على مدى خمس سنوات، إطلاق ثماني قذائف في الدقيقة، وهو ضعف معدل أنظمة المدفعية الحالية.
في مايو 2019، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن عقد بقيمة 125 مليون دولار كجزء من برنامج مدته 12 عامًا بقيمة 280 مليون دولار لاستبدال مدافع الهاوتزر المجنزرة M109 في الخدمة مع القوات المسلحة الإسرائيلية. نشر موقع جينز الدفاعي صورة في يوليو 2021 تظهر SIGMA 155، وهو هاوتزر ذاتي الدفع بعجلات جديد صممته شركة Elbit Systems، والذي يمكن أن يحل محل M109 في الخدمة الإسرائيلية.
مثل العديد من الجيوش في جميع أنحاء العالم، تسعى إسرائيل إلى استبدال مدافع الهاوتزر المجنزرة بنماذج ذات عجلات، وهي أخف وزناً ويمكن نشرها بشكل أسرع من قبل وحدات الاستجابة السريعة باستخدام طائرات النقل العسكرية. بالإضافة إلى زيادة القدرة على الحركة، يعمل هذا الحل على تبسيط الخدمات اللوجستية.
ستستند SIGMA 155 إلى الشاحنة العسكرية LVSR 10x10، التي تصنعها شركة Oshkosh Defense الأمريكية. يمكن تكوين هذه الشاحنة، ذات المحاور الخمسة والدفع بعشر عجلات، وفقًا لمتطلبات المهمة. وتبدو قمرة القيادة، المثبتة في مقدمة المركبة، مدرعة لحماية الطاقم من نيران الأسلحة الصغيرة وشظايا قذائف المدفعية.
سيتم التحكم عن بعد في البرج الموجود في الجزء الخلفي من الهيكل وتجهيزه بماسورة عيار 155 ملم/52، مع نظام تحميل آلي بالكامل. ويمكن لكابينة الطاقم استيعاب اثنين إلى ثلاثة مشغلين يمكنهم إجراء جميع عمليات إطلاق النار من الداخل. وعند وضع إطلاق النار، يتم نشر مجارف تعمل هيدروليكيًا على كل جانب من الهيكل لتثبيت المركبة، ويتم سحبها بعد عمليات إطلاق النار، مما يسمح للمركبة بمغادرة الوضع.
أعرب الرائد ناتي، من سلاح المدفعية في الجيش الإسرائيلي، عن رضاه عن نتائج اختبار SIGMA، مسلطًا الضوء على الدقة الاستثنائية للمدفع وإمكاناته لإحداث ثورة في قدرات المدفعية في الجيش الإسرائيلي. كما أكد أنه لا يوجد أي مدفع هاوتزر آلي بالكامل آخر يضاهيه على مستوى العالم.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، اشتد التهديد من حزب الله ضد شمال إسرائيل، مع إطلاق حوالي 50 صاروخًا على الأراضي الإسرائيلية. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الذي زار مؤخرا الحدود الشمالية لإسرائيل في مرتفعات الجولان، حذر حزب الله من أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات هجومية محتملة في لبنان. وأوضح هاليفي أن القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي تعمل على تحييد بعض قدرات حزب الله قبل أن يتم استخدامها ضد إسرائيل.
من المتوقع أن تلعب SIGMA دورا رئيسيا في عمليات الجيش الإسرائيلي المستقبلية، ومن المقرر أن يتم إنتاجها بكميات كبيرة في عام 2025. بالإضافة إلى تحسين قدرات إطلاق النار بشكل كبير، فإن مدفع الهاوتزر الآلي من إنتاج شركة إلبيت سيقلل أيضا من متطلبات القوى العاملة. حيث تتطلب M109 القديمة طاقما من ثمانية جنود، فإن SIGMA لن تحتاج إلا إلى ثلاثة مشغلين: قائد المهمة، ومدفعي، وسائق.
تم اختبار SIGMA، المجهز بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في ظروف قاسية، بما في ذلك تجربة على مسافة 10000 كيلومتر في صحراء نيفادا. يسمح هذا النظام بإطلاق قذيفة في غضون 60 ثانية، بدقة مذهلة، وانحراف بنسبة 0.7٪ فقط.
وتذكر روني فليكس، كبير المهندسين في شركة إلبيت، التحديات الأولية التي واجهتها الشركة أثناء تطوير براميل سيجما المتخصصة، موضحًا أن الأمر استغرق في البداية شهرين ونصف الشهر لإنتاج البرميل الأول، بينما يستغرق الأمر الآن عشرة أيام فقط. وتخطط القوات الإسرائيلية لاستخدام سيجما لمدة 50 عامًا قادمة، على الرغم من أن وحدات المدفعية القديمة ستظل متاحة لقوات الاحتياط.
وعلى الرغم من صغر حجمها، فقد أثبتت إسرائيل نفسها كلاعب رئيسي في تطوير المعدات العسكرية المتطورة، معززة بخبرتها العسكرية الكبيرة. في يوليو، كشفت شركة إلبيت سيستمز بالفعل عن قطعة مدفعية مستقبلية تسمى رويم، والتي وصفت بأنها "أول مدفع في العالم قادر على إطلاق النار تلقائيًا".
