أخبار: السعودية تتطلع إلى الحصول على 100 طائرة مقاتلة تركية من طراز "Kaan"

بدأت المملكة العربية السعودية مفاوضات مع تركيا لشراء 100 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من طراز "كآن"، وفقًا لما أوردته صحيفة "إيكوترينت" في 26 ديسمبر 2024. وعقدت المحادثات خلال اجتماع استمر ثلاثة أيام في إسطنبول، حيث استضاف رئيس صناعة الدفاع التركية هالوك غورغون نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن حسين البياري وقائد القوات الجوية تركي بن ​​بندر آل سعود. وتركزت المناقشات على الشراء المحتمل للطائرات وفرص الإنتاج المشترك واتفاقيات نقل التكنولوجيا، مع توقع التسليم في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

خلال زيارة إلى تركيا في أكتوبر 2024، التقى قائد القوات الجوية السعودية تركي بن ​​بندر آل سعود، برفقة مسؤولين من المملكة العربية السعودية، بممثلين من شركة TAI وAselsan وRoketsan. وقد قدمت هذه الاجتماعات للمسؤولين السعوديين إحاطات معمقة حول قدرات الطائرة "كآن" واستكشفت فرص التعاون الاستراتيجي. وأشارت تقارير سابقة إلى اهتمام المملكة العربية السعودية بشراء أكثر من 100 وحدة من الطائرة، مما عزز نيتها تنويع مصادر المشتريات الدفاعية والحد من الاعتماد على الموردين الأميركيين، نظرًا لأن المملكة العربية السعودية تبدو غير قادرة على شراء طائرة "إف-35"، على الرغم من الطلبات المتكررة منذ عام 2012. ويأتي هذا الشراء المحتمل في أعقاب اتفاقية بقيمة 3.1 مليار دولار أبرمتها المملكة العربية السعودية مع تركيا في عام 2023 لشراء 60 طائرة مقاتلة بدون طيار من طراز "بايكار أكينسي"، والمقرر تسليمها في عامي 2025 و2026.

أبدت أوكرانيا أيضًا اهتمامها بالطائرة "كآن". ففي فبراير 2024، أكد السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيل بودنار نية أوكرانيا شراء الطائرة وسلط الضوء على التعاون بين المهندسين الأتراك والأوكرانيين في تطوير محركاتها. وتعتبر أوكرانيا الطائرة "كآن" إضافة محتملة لأسطولها الجوي، ودعم جهود تحديث دفاعها. يسلط هذا التعاون الضوء على الروابط الدفاعية الأوسع بين تركيا وأوكرانيا، بما في ذلك الشراكات التكنولوجية والصناعية.

لقد تعززت العلاقات الدفاعية الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتركيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة. فبعد قمة استراتيجية في جدة في يوليو 2024، أعلن البلدان عن خطط لمشاريع دفاعية مشتركة، بما في ذلك اتفاقيات نقل التكنولوجيا. لعبت الصناعات العسكرية السعودية دورًا محوريًا في تسهيل الشراكات مع الشركات التركية مثل أسيلسان وروكيتسان وبايكار، مع التركيز على الأنظمة غير المأهولة والإلكترونيات الدفاعية وتقنيات الطيران المتقدمة. تتماشى هذه الاتفاقيات مع استراتيجية رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتطوير صناعة دفاعية مكتفية ذاتيًا.

إن اهتمام المملكة العربية السعودية بطائرات الكاان هو جزء من استراتيجية أوسع لتحديث أسطول طائراتها المقاتلة وسط تحديات في الحصول على طائرات إف-35 المصنعة في الولايات المتحدة. وقد دفعت القيود الأمريكية الحالية، المرتبطة بالمخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان، المملكة العربية السعودية إلى استكشاف البدائل. وتشغل القوات الجوية الملكية السعودية أسطولاً من طائرات إف-15 وتايفون وتورنادو، لكنها تفتقر إلى مقاتلة من الجيل الخامس. وتشمل الخيارات الأخرى قيد الدراسة طائرات رافال الفرنسية وجيه-31 الصينية. ويتماشى إدراج اتفاقيات نقل التكنولوجيا والإنتاج المحلي المحتملة مع تركيا مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لتعزيز قدرات الإنتاج الدفاعي المحلي.

كما تعمل القوات الجوية التركية بنشاط على دمج مفاهيم الحرب الجوية المتقدمة في برامجها التدريبية، مع التركيز على منصات مثل Bayraktar Kızılelma وAnka-3 وTAI TF Kaan. أجرت Kızılelma، وهي مركبة جوية قتالية بدون طيار تعمل بمحركات نفاثة طورتها شركة Baykar، رحلتها الأولى في 14 ديسمبر 2022، وحلق نموذجها الإنتاجي في 25 سبتمبر 2024. وأكملت Anka-3، وهي مركبة جوية قتالية بدون طيار أخرى طورتها شركة الصناعات الجوية التركية (TUSAŞ)، رحلتها الأولى في 28 ديسمبر 2023. حققت TAI TF Kaan، وهي طائرة مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، رحلتها الأولى في 21 فبراير 2024، مع رحلة ثانية ناجحة في 6 مايو 2024. تعد هذه التطورات جزءًا من استراتيجية TurAF لتحديث أسطولها وتعزيز القدرات التشغيلية. ومن المتوقع أن يوفر النشر المبكر لهذه الأنظمة بيانات تشغيلية قيمة، مما يسهل تحسينات التصميم ويضمن التوافق مع متطلبات القتال المتطورة.

تم تصميم برنامج Kaan، الذي بدأ في عام 2016 باستثمار قدره 1.18 مليار دولار، ليحل محل أسطول تركيا من طائرات F-16 القديمة. تم تطوير البرنامج بالتعاون الدولي من شركاء مثل BAE Systems و Rolls-Royce، ويعطي البرنامج الأولوية للإنتاج المحلي وامتلاك التكنولوجيا. تتضمن الطائرة ميزات تصميم متقدمة، بما في ذلك القدرة على الطيران الفائق والمقطع العرضي الراداري المنخفض، إلى جانب مجموعة من الذخائر المحلية مثل صواريخ جو-جو Gökdoğan و Bozdoğan. ويؤكد البرنامج على قدرات الحرب المدعومة بالشبكة والتوافق مع الطائرات بدون طيار وغيرها من أصول القوات الجوية.

Kaan، التي طورتها شركة الصناعات الجوية التركية (TAI)، هي مقاتلة شبحية بمحركين من الجيل الخامس مصممة للتفوق الجوي والعمليات متعددة الأدوار. يبلغ طول الطائرة 21 مترًا، وباع جناحيها 14 مترًا، وارتفاعها 6 أمتار. وتستطيع الطائرة تحقيق سرعات تصل إلى 1.8 ماخ، والعمل على ارتفاعات تصل إلى 55 ألف قدم، ويبلغ مداها القتالي نحو 1100 كيلومتر. وهي مجهزة برادار AESA متقدم قادر على اكتشاف الأهداف على بعد أكثر من 100 كيلومتر، وحجيرات أسلحة داخلية لتقليل رؤية الرادار، وسعة حمولة تزيد عن 6000 كيلوجرام. وتعمل النماذج الأولية بمحركات جنرال إلكتريك F110، مع خطط لدمج محركات تم تطويرها محليًا في الإصدارات اللاحقة. تم تصميم Kaan للعمل مع منصات أخرى في القوات الجوية التركية، بما في ذلك F-35A.

يمثل البيع المحتمل لـ 100 طائرة مقاتلة من طراز Kaan إلى المملكة العربية السعودية خطوة مهمة في المشهد الدفاعي الإقليمي. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، يوفر ذلك مسارًا لتحديث قوتها الجوية مع تعزيز قدرات الإنتاج المحلية. وبالنسبة لتركيا، تؤكد الصفقة على دورها كمصدر صاعد لتقنيات الدفاع المتقدمة. وإذا تم الانتهاء من هذه الاتفاقية، فإنها قد تعزز القدرات العسكرية للمملكة العربية السعودية وتعزز مكانة تركيا كلاعب مهم في سوق الدفاع العالمية، وخاصة الطائرات بدون طيار.

إن مكانة تركيا كمنتج مهم للطائرات بدون طيار تنبع من أحداث تاريخية وقرارات استراتيجية تهدف إلى الحد من الاعتماد على أنظمة الدفاع الأجنبية. فقد كشف حظر الأسلحة الذي فرضته الولايات المتحدة في أعقاب تدخل تركيا في قبرص في سبعينيات القرن العشرين عن نقاط ضعف في قدراتها الدفاعية، مما دفع إلى التحول نحو الإنتاج المحلي. وفي أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عززت التحديات في الحصول على طائرات بدون طيار متقدمة، بما في ذلك رفض الولايات المتحدة توريد أنظمة بريديتور المسلحة والصعوبات مع طائرات هيرون الإسرائيلية بدون طيار التي تتطلب تعديلات محلية، الحاجة إلى حلول محلية. وركزت شركات تركية مثل بايكار وتوساش لاحقًا على تطوير منصات محلية، مما أدى إلى إنشاء أساس لبرامج الطائرات بدون طيار الحالية.

وتؤكد استراتيجية الطائرات بدون طيار المعاصرة في تركيا على تطوير أنظمة متعددة الاستخدامات لكل من العمليات الأمنية المحلية والنشر الدولي. وقد استُخدمت منصات مثل سلسلة Bayraktar TB2 وAnka في صراعات بما في ذلك سوريا وليبيا وناغورنو كاراباخ، مما يدل على فائدتها التشغيلية. بالإضافة إلى ذلك، سعت تركيا إلى التصدير إلى أكثر من 25 دولة، مع التركيز على الإنتاج الفعال من حيث التكلفة، ودمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتخفي، والحد من الاعتماد على الموردين الأجانب. وتشكل هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز القدرات الدفاعية لتركيا، ودعم الأهداف الجيوسياسية، وتوسيع حضورها في سوق الدفاع العالمية.