أخبار: العراق يعتزم شراء أنظمة دفاع جوي حديثة وسط تصاعد التوترات الإقليمية

كما ذكرت صحيفة The Defense Post في 20 مارس 2024، يقوم العراق حاليًا بتقييم خياراته للحصول على أسلحة جديدة مضادة للطائرات لتعزيز قدراته في الدفاع الجوي، كما أوضح المتحدث باسمه اللواء يحيى رسول. بدأت البلاد مناقشات مع دول مختلفة، على الرغم من أن التفاصيل المتعلقة بالبائعين المحتملين والميزانية المخصصة لم يتم الكشف عنها بعد.

تأتي هذه المبادرة ردًا على التهديدات الإقليمية المتزايدة، وتتوافق عملية الشراء مع حصول العراق مؤخرًا على رادارات فرنسية. وذكر اللواء رسول أنه سيتم دمج هذه الأنظمة الجديدة المضادة للطائرات مع أنظمة الرادار الحالية في البلاد، والتي تمتد على نطاقات منخفضة ومتوسطة وعالية، لتشكيل شبكة دفاع جوي أكثر تماسكًا.

اعتبارًا من عام 2023، حافظت قيادة الدفاع الجوي العراقي على قوة تشغيلية قوامها 5000 فرد. ويتكون هيكلها من وحدات متميزة، كل منها متخصصة في مختلف أدوار الدفاع الجوي. هناك كتيبة واحدة لصواريخ أرض-جو (SAM) تشغل أنظمة Pantsir-S1 الروسية، وكتيبة أخرى مجهزة بأنظمة AN/TWQ-1 Avenger الأمريكية، وكتيبة ثالثة تستخدم أنظمة Igla-S السوفيتية المطورة. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن القيادة كتيبة مدفعية مضادة للطائرات (ADA) تستخدم مدافع مضادة للطائرات ZU-23-2 وS-60، تهدف إلى معالجة مستويات التهديد الجوي المختلفة من خلال مزيج من أنظمة الصواريخ والمدفعية.

وفيما يتعلق بالمعدات، تنشر قيادة الدفاع الجوي العراقي أنظمة متعددة مصممة لمهام دفاعية محددة ضد الأهداف الجوية. تعمل أنظمة AN/TWQ-1 Avenger و9K338 Igla-S كحلول للدفاع عن النقاط، في حين يتم استخدام وحدات 96K6 Pantsir-S1 للدفاع الجوي قصير إلى متوسط المدى، وتجمع بين قدرات الصواريخ والمدافع. بالنسبة للمدفعية المضادة للطائرات المباشرة، يستخدم الأمر مدافع ZU-23-2 عيار 23 ملم من الحقبة السوفيتية و57 ملم S-60.

تم توضيح الدفعة من أجل تطوير الدفاعات الجوية بشكل أكبر في 27 يوليو 2022، من قبل وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، الذي أعلن عن الوصول المتوقع لأنظمة الرادار من فرنسا والولايات المتحدة. وتشمل هذه الأنظمة نظام تاليس من فرنسا ونظام الرادار TPS-77 من شركة لوكهيد مارتن في الولايات المتحدة. وفي حين لم يتم تفصيل القدرات المحددة لهذه الأنظمة، إلا أنها جزء من استراتيجية العراق لتحسين كشف واعتراض التهديدات الجوية عبر أراضيه.

ويأتي البحث عن أنظمة دفاع جوي حديثة رداً على الحالة القديمة للبنية التحتية الحالية للدفاع الجوي في العراق، والتي تضم أنظمة من الستينيات والسبعينيات. الهدف من هذا الإصلاح هو معالجة التهديدات المعاصرة التي تشكلها الطائرات بدون طيار والصواريخ وقذائف المدفعية، وخاصة تلك التي تطلقها الجماعات الإرهابية. علاوة على ذلك، خصص برلمان البلاد مبلغًا غير محدد من التمويل لهذه المبادرات الدفاعية، وعمليًا، شهد جزء من هذا الجهد نشر أنظمة رادار بعيدة المدى في مواقع استراتيجية داخل العراق.

وكما أفاد موقع Army Recognition في 21 ديسمبر 2023، فقد أصدر الكونجرس الأمريكي قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2024، والذي يتضمن إجراءات تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي لقوات الأمن العراقية والبيشمركة الكردية. ومن المتوقع أن تحدد الخطة الأحكام والتدريب اللازمين للاستخدام الفعال لأنظمة الدفاع الجوي من قبل القوات العراقية والكردية، مع إطار زمني متوقع للتنفيذ خلال 90 يومًا بعد وضع الخطة.

ويُقترح أن أنظمة الدفاع الجوي، التي لم يتم الكشف عنها، من غير المرجح أن تكون متطورة مثل أنظمة صواريخ باتريوت أرض جو، مع التركيز بدلاً من ذلك على المعدات التي يمكن نشرها بسهولة أكبر وتكون مناسبة للتهديدات المحددة التي يتم مواجهتها. من قبل القوات في العراق وإقليم كردستان. يمكن أن تشمل الإضافات المحتملة أنظمة قصيرة المدى مضادة للطائرات ودفاعات صاروخية محمولة، تهدف في المقام الأول إلى تحييد تهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ.

وقد سلطت الأحداث الأخيرة الضوء على مدى إلحاح هذه التحديثات، حيث يواجه المجال الجوي العراقي ضعفا متزايدا من التهديدات الخارجية، ولا سيما من إيران وتركيا المجاورتين. وفي الآونة الأخيرة، قامت إيران بتحريك دباباتها القتالية الرئيسية من طراز كرار باتجاه المنطقة الحدودية القريبة من مقاطعة خوزستان العراقية، وهو ما يمكن تفسيره على أنه عرض للاستعداد العسكري، مما قد يؤثر على السيادة العراقية. بالإضافة إلى ذلك، في 16 يناير 2024، أصاب صاروخ باليستي إيراني منزلًا في إقليم كردستان العراق، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

كما أن الوضع معقد أيضًا بسبب تصاعد هجمات الطائرات بدون طيار على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، والتي تعزى إلى التوترات الإقليمية المتزايدة. وفي 30 أكتوبر 2023، لاحظت وزارة الدفاع الأمريكية زيادة كبيرة في مثل هذه الحوادث، حيث تم الإبلاغ عن إجمالي 23 هجومًا خلال أسبوعين، مما أدى إلى وقوع إصابات بين الأفراد الأمريكيين. وقد أثرت هذه الهجمات، التي اشتدت بعد تأكيد الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل، على أمن العراق وسيادته. وعلى الرغم من التدابير الدفاعية، فإن تكرار هذه الهجمات وتعقيدها يمثل تحديًا لأنظمة الدفاع الجوي الحالية، مما يثير دعوات لتعزيز تدابير الحماية.

وأخيرا، أدت الإجراءات العسكرية التي اتخذتها تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كيانات متعددة كمنظمة إرهابية، إلى زيادة التوترات. وبعد مقتل جنود أتراك، شنت أنقرة ضربات انتقامية في يناير 2024 ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لمواجهة التهديدات المتصورة. وتساهم هذه العمليات المستمرة في زيادة التحديات الأمنية في المناطق الشمالية من العراق، مما يزيد من مشهد التهديد الجوي العام. ووسط هذه التعقيدات الإقليمية، تدرس الحكومة العراقية تقليص الوجود العسكري الأجنبي لمنع انجرار أراضيها إلى صراعات إقليمية أوسع.