أخبار: حزب الله يطلق صاروخ نصر-1 على قواعد إسرائيلية وسط تصاعد التوترات

في حلقة جديدة من التوترات المتصاعدة في المنطقة، أطلقت صواريخ نصر-1 على قاعدة بيت ليد العسكرية الواقعة شرقي نتانيا في إسرائيل. هذا الهجوم، الذي أفادت مصادر محلية، هو جزء من سلسلة قصف استهدفت أيضًا مدينة صفد في شمال إسرائيل. تم الإعلان عن ذلك في 17 أكتوبر 2024.

ماذا حدث؟

تتمتع قاعدة بيت ليد بأهمية استراتيجية كنقطة تجمع للقوات العسكرية الإسرائيلية العاملة في المنطقة. يشير استهداف هذه القاعدة إلى محاولة لتعطيل الأنشطة العسكرية الإسرائيلية وتعطيل العمليات الدفاعية في المنطقة الوسطى من البلاد.

في الوقت نفسه، تعرضت صفد، وهي مدينة ذات أهمية تاريخية وعسكرية في شمال إسرائيل، لوابل من الصواريخ. يشير هذا القصف إلى توسع الهجمات خارج القواعد العسكرية، لتستهدف أيضًا المراكز الحضرية والمدنية. قد يكون اختيار صفد كهدف رمزيًا، نظرًا لقربها من الحدود الشمالية لإسرائيل، وهي المنطقة التي تتسم غالبًا بالتوترات مع حزب الله في لبنان. وتأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل والجماعات المسلحة في المنطقة وإيران.

واستجابة لذلك، عزز الجيش الإسرائيلي دفاعاته في المناطق المتضررة وكثف الدوريات على طول الحدود. كما تم نشر أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض التهديدات الجديدة المحتملة، في حين تواصل السلطات تقييم الأضرار الناجمة عن القصف.

ويسلط التصعيد الحالي في المنطقة الضوء على التعقيد المتزايد في مسرح العمليات، حيث تتطور تكنولوجيا الصواريخ بسرعة، مما يؤثر ليس فقط على البنية التحتية العسكرية ولكن أيضًا على السكان المدنيين. وستكون الأيام المقبلة حاسمة لتقييم تأثير هذه الهجمات على استراتيجية الدفاع الإسرائيلية والاستجابات التي قد تفكر فيها تل أبيب في مواجهة هذه التهديدات الجديدة.

نصر-1

نصر-1 هو صاروخ مضاد للسفن صممته وصنعته إيران، وهو في الخدمة منذ ديسمبر 2008. وقد طورته منظمة صناعات الطيران الإيرانية، ويستخدمه في المقام الأول القوات البحرية الإيرانية، حيث يلعب دورًا استراتيجيًا في الدفاع الساحلي وحماية المياه الإقليمية. تم تصميمه بشكل مثالي لاستهداف السفن المعادية، وبالتالي تقديم قدرة رادعة ضد القوات البحرية المعادية.

يبلغ وزن نصر-1 حوالي 350 كجم، ويبلغ طوله 3.5 مترًا وقطره 0.28 مترًا، مما يجعله صاروخًا مدمجًا ومتحركًا نسبيًا، وقادرًا على الإطلاق من منصات مختلفة، بما في ذلك الشاحنات المجهزة بقاذفات. وبمجرد فتح جناحيه الذي يبلغ 0.9 مترًا، يعمل على تثبيت مساره أثناء الطيران، مما يزيد من دقته. ومن أهم ميزاته رأسه الحربي: فهو مزود برأس حربي شديد الانفجار يزن 150 كجم ويخترق الدروع مع فتيل تأثير متأخر، وقادر على إحداث أضرار جسيمة للسفن المدرعة والأهداف المحمية بشدة.

يعمل نصر-1 بمحرك صاروخي صلب، مما يمكنه من الوصول إلى سرعات تتراوح بين 0.8 و0.9 ماخ. وفي حين أن مداه التشغيلي متواضع نسبيًا، حيث يبلغ مداه 35 كيلومترًا، فإنه يظل من الأصول الرئيسية للقوات الإيرانية في سياقات الدفاع الساحلي والعمليات البحرية قصيرة المدى. إن سرعة الصاروخ دون الصوتية، إلى جانب أنظمة التوجيه المتطورة، تضمن دقة متزايدة في استهداف الأصول البحرية.

يحتوي الصاروخ على نظام توجيه متقدم يجمع بين الباحث الموجه عبر التلفزيون والرادار الموجي المليمتري. وهذا يسمح للصاروخ نصر-1 بالتقاط وتتبع أهدافه بدقة كبيرة، حتى في ظل ظروف التشويش أو ضعف الرؤية. ومن خلال دمج هاتين التقنيتين، يمكن للصاروخ التنقل عبر بيئات معقدة لضرب هدفه بدقة متناهية.

وبالتالي، يجسد نصر-1 تكنولوجيا أسلحة قوية للعمليات البحرية قصيرة المدى. ويتميز بقدرته على إلحاق أضرار جسيمة بالسفن المعادية مع إمكانية نشره بسرعة من منصات متحركة، مما يجعله مكونًا استراتيجيًا رئيسيًا في الترسانة البحرية الإيرانية.

إن إطلاق صواريخ نصر-1 على قاعدة بيت ليد وقصف صفد يمثل تصعيدًا كبيرًا في الصراع الإقليمي. ويعكس استخدام هذه الصواريخ المتطورة التعقيد المتزايد للاستراتيجيات العسكرية في المنطقة، حيث يتم ضرب الأهداف الاستراتيجية والمدنية، مما يزيد من حدة التوترات المرتفعة بالفعل.