أخبار: نظام THAAD يسقط 6 صواريخ حوثية استهدفت إسرائيل

أثبت نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، المُنتشر في إسرائيل منذ أكتوبر 2024، فعاليته العملياتية باعتراضه تهديدات صاروخية متعددة مصدرها الحوثيون في اليمن المدعومين من إيران. ونجح النظام في اعتراض ستة صواريخ حوثية موجهة نحو إسرائيل حتى الآن.

اتُخذ قرار الولايات المتحدة بنشر نظام الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد" في إسرائيل ردًا على التهديدات الإقليمية المتصاعدة. في 13 أكتوبر 2024، أذن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بنشر بطارية نظام ثاد وحوالي 100 عسكري لتعزيز قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وذلك عقب هجمات صاروخية باليستية غير مسبوقة شنتها إيران في 13 أبريل و1 أكتوبر 2024. وقد أكدت هذه الخطوة التزام الولايات المتحدة بدفاع إسرائيل وحماية الأفراد الأمريكيين في المنطقة.

يُعد نظام ثاد عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات للجيش الأمريكي. وهو مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة ومتوسطة المدى خلال مرحلتها النهائية من الطيران. طورت شركة لوكهيد مارتن نظام ثاد، ودخل الخدمة التشغيلية مع الجيش الأمريكي عام 2008، ونُشر منذ ذلك الحين في العديد من المواقع الاستراتيجية حول العالم، بما في ذلك غوام وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة.

يستخدم نظام ثاد تقنية "الضرب للقتل"، مستخدمًا الطاقة الحركية لتدمير أي تهديد قادم فعليًا، مما يقلل من خطر الانفجار والأضرار الجانبية. بخلاف الأنظمة التي تعتمد على الرؤوس الحربية المتشظية، لا يحمل ثاد متفجرات، بل يعتمد على الاصطدام المباشر لتحييد الهدف. تتضمن كل بطارية ثاد ما يصل إلى تسع منصات إطلاق من طراز M1075 مثبتة على شاحنات، كل منها قادر على حمل ثمانية صواريخ اعتراضية.

يُعد رادار AN/TPY-2 X-band أحد المكونات الرئيسية للنظام، والذي يوفر كشفًا وتتبعًا بعيدي المدى لتهديدات الصواريخ الباليستية. يعمل الرادار بوضعين: الوضع الأمامي لاكتشاف الصواريخ خلال مرحلة التعزيز، والوضع الطرفي لتوجيه الصواريخ الاعتراضية إلى أهدافها في المرحلة النهائية. كما يتضمن النظام وحدة التحكم في إطلاق النار والاتصالات (TFCC)، التي تدير تخطيط الاشتباك وإطلاق الصواريخ الاعتراضية.

يستطيع نظام ثاد اعتراض التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه على ارتفاعات تصل إلى 150 كيلومترًا (حوالي 93 ميلًا)، ويبلغ مداه الفعال حوالي 200 كيلومتر (124 ميلًا). توفر قدرته على الاعتراض على ارتفاعات عالية ميزة فريدة في اعتراض الرؤوس الحربية قبل أن تتمكن من إطلاق الذخائر الصغيرة أو الطعوم، ويمكن دمجه مع أنظمة دفاع صاروخي أخرى مثل نظامي باتريوت وإيجيس لتغطية متعددة الطبقات.

في الأسابيع الأخيرة، كثف المتمردون الحوثيون هجماتهم الصاروخية ضد إسرائيل، مدعين تضامنهم مع حماس وسط تجدد الصراعات في غزة. في 24 مارس 2025، أطلق صاروخ باليستي من اليمن صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، بما في ذلك القدس وتل أبيب. أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه تم اعتراض الصاروخ قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، حيث سقط حطام في منطقة بيت شيمش. كان هذا هو الهجوم الحوثي السادس على إسرائيل في غضون أسبوع.

استخدم الحوثيون أنواعًا مختلفة من الصواريخ في هجماتهم، بما في ذلك الصاروخ الباليستي "فلسطين-2"، الذي يدّعون أنه استُخدم لاستهداف مطار بن جوريون الدولي. إضافةً إلى ذلك، تشير التقارير إلى استخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت تستهدف أهدافًا إسرائيلية، مما يُشير إلى تطور متزايد في قدرات الجماعة الصاروخية وتصاعد مستوى التهديد للأمن القومي الإسرائيلي.

أدى نشر نظام الدفاع الجوي الصاروخي الأمريكي "ثاد" في إسرائيل إلى تعزيز وضع الدفاع الصاروخي للبلاد بشكل كبير، مما يوفر طبقة حماية أساسية ضد التهديدات الإقليمية. ويؤكد نجاح النظام مؤخرًا في اعتراض العديد من الصواريخ التي أطلقها الحوثيون على فعاليته التشغيلية والأهمية الاستراتيجية للتعاون الدفاعي الأمريكي الإسرائيلي.