أخبار: واشنطن وتل أبيب تناقشان نقل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا

 في المناقشات الجارية التي ذكرتها شبكة سي إن إن في 27 يونيو 2024، تدرس الولايات المتحدة وإسرائيل وأوكرانيا نقل أنظمة الدفاع الجوي باتريوت لتعزيز الدفاعات الأوكرانية ضد الضربات الجوية الروسية المتكررة. ولم تتوصل هذه المحادثات بعد إلى اتفاق نهائي، ولا تزال الخدمات اللوجستية الخاصة بتجديد الأنظمة في الولايات المتحدة بعد نقلها من إسرائيل قيد التفاوض.

تم دمج هذه الأنظمة في الأصل في الجيش الإسرائيلي في عام 1991، ومن المقرر أن يتم التخلص التدريجي منها لصالح تقنيات أكثر تقدمًا مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.

ومن الممكن أن يؤدي النقل المحتمل إلى تغيير كبير في موقف إسرائيل في الصراع الأوكراني، وموازنة علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا. تاريخيًا، حافظت إسرائيل على نهج حذر تجاه الصراع، متجنبة الانتقاد المباشر لروسيا. وفي عام 2022، حذرت روسيا صراحة من أن تسليح أوكرانيا بأسلحة إسرائيلية قد يضر بشدة بالعلاقات الثنائية.

وكانت أنظمة باتريوت الإسرائيلية، وخاصة نماذج PAC-2 الأقدم، حاسمة في اعتراض التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية. وهذه الأنظمة هي جزء من شبكة الدفاع الجوي الشاملة لإسرائيل، وهي مكملة لأنظمة القبة الحديدية قصيرة المدى، ومنظومة داود سلينغ متوسطة المدى، وأنظمة صواريخ آرو طويلة المدى. وتخطط إسرائيل لإحالة نماذج باتريوت القديمة إلى التقاعد قريبًا كجزء من تحديثها الدفاعي المستمر.

منذ بداية الحرب، تلقت أوكرانيا دعمًا كبيرًا من الحلفاء الدوليين لتعزيز قدراتها في الدفاع الجوي. وقد التزمت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا بإرسال أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا، وكل مساهمة منها تعزز قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجمات الجوية. في ديسمبر 2022، أعلنت الولايات المتحدة عزمها إرسال نظام باتريوت إلى أوكرانيا كجزء من مساعدة عسكرية أوسع تهدف إلى تحسين الدفاعات الجوية الأوكرانية بشكل كبير. بعد ذلك بوقت قصير، في يناير/كانون الثاني 2023، أكدت ألمانيا أنها سترسل نظام باتريوت إضافي إلى أوكرانيا بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لتعظيم فعالية الدعم المقدم.

وانضمت هولندا أيضًا إلى هذا الجهد الدولي من خلال التعهد بنظام باتريوت آخر. ويؤكد هذا التعاون الثلاثي الدعم المنسق القوي لأوكرانيا، مما يوضح التزام الحلفاء بالدفاع عن السيادة الأوكرانية وتعزيز قدراتها العسكرية ضد العدوان الروسي. وشددت إدارة بايدن على الحاجة الملحة لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، والاستفادة من عمليات نشر صواريخ باتريوت الأمريكية والألمانية السابقة التي أثبتت فعاليتها في ساحة المعركة الأوكرانية.

وتتماشى دراسة إسرائيل لهذا النقل مع مشاركتها في مجموعة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة والتي دعمت أوكرانيا بمساعدات غير عسكرية. وعلى الرغم من طلبات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على المزيد من الدعم العسكري المباشر، مثل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية، فقد عرضت إسرائيل في السابق المساعدة في تطوير القدرات الدفاعية بدلاً من توريد الأنظمة الحالية.

ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تعطي فيه حكومة الولايات المتحدة الأولوية للقدرات الدفاعية الحيوية لأوكرانيا، مما يشير إلى تحول كبير في السياسة لدعم احتياجات أوكرانيا الدفاعية وسط الحرب المستمرة. أعادت وزارة الدفاع الأميركية تأكيد التزامها بدعم الحلفاء الذين يواجهون تهديدات وجودية، بما يضمن توفير المساعدات العسكرية اللازمة.

تسلط المناقشات الجارية والتحولات المحتملة في السياسة الضوء على الطبيعة الديناميكية للتعاون الدفاعي الدولي والتعديلات الاستراتيجية اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية العالمية المتطورة.