قام مهندسون في حوض بناء السفن التابع لشركة BAE Systems في سكوتستون على نهر كلايد بتشغيل أول مولد من أصل أربعة مولدات ديزل من طراز MTU مُثبّتة على متن الفرقاطة HMS Glasgow، وفقًا لمعلومات نشرتها البحرية الملكية البريطانية في 18 ديسمبر 2025. ويمثل هذا الإنجاز المرة الأولى التي يمر فيها التيار الكهربائي عبر هيكل الفرقاطة من طراز Type 26. وتُمكّن هذه الخطوة الأساسية من اختبار أنظمة الدفع والقتال والشبكات الداخلية للسفينة مع اقترابها من التجارب البحرية.
ويُعدّ برنامج Type 26، أحد أهم مشاريع التوريد البحري للمملكة المتحدة منذ عقود. ويُشرف على البرنامج وزارة الدفاع البريطانية وتنفذه شركة BAE Systems، ويتضمن بناء ثماني فرقاطات متطورة مضادة للغواصات لصالح البحرية الملكية. تم توقيع العقد الأولي، بقيمة 3.7 مليار جنيه إسترليني، في يونيو 2017 لبناء السفن الثلاث الأولى: إتش إم إس جلاسكو، وإتش إم إس كارديف، وإتش إم إس بلفاست. وفي نوفمبر 2022، مُنحت دفعة ثانية بقيمة 4.2 مليار جنيه إسترليني لتغطية بناء السفن الخمس المتبقية، ليصل إجمالي الاستثمار إلى ما يقارب 8 مليارات جنيه إسترليني. ومن المقرر بناء جميع السفن في جلاسكو، مما يعزز الأهمية الاستراتيجية لممر بناء السفن في كلايد.
صُممت الفرقاطة من طراز تايب 26 لتحل محل فرقاطات تايب 23 من فئة ديوك المتقادمة، والتي شكلت العمود الفقري للبحرية الملكية في عمليات مكافحة الغواصات منذ أوائل التسعينيات. تبلغ إزاحة كل سفينة من طراز تايب 26 حوالي 8000 طن، ويبلغ طولها 149.9 مترًا، مما يجعلها أكبر حجمًا وأكثر قدرة من سابقتها. ويركز التصميم على التخفي الصوتي، والمرونة المعيارية، وقابلية الانتشار العالمي، مع التركيز بشكل أساسي على مهمة تتبع وتحييد تهديدات الغواصات في المياه المتنازع عليها.
من أبرز سمات السفينة نظام الدفع الكهربائي المتكامل، الذي يجمع بين أربعة مولدات ديزل من طراز MTU 20V 4000 M53B وتوربين غازي من طراز Rolls-Royce MT30. يوفر هذا التكوين قدرة عالية على التحمل وسرعة فائقة، حيث تُنتج مولدات الديزل أكثر من 12 ميغاواط من الطاقة للإبحار المتواصل، بينما يُنتج التوربين الغازي 36 ميجاواط للانطلاقات السريعة. ويدعم نظام الدفع محركان كهربائيان يُقللان من الضوضاء المشعة تحت الماء، وهي ميزة بالغة الأهمية لعمليات مكافحة الغواصات.
أما من حيث التسليح، فستُجهز الفرقاطة من طراز Type 26 بمدفع بحري من طراز Mk 45 عيار 127 ملم، وصواريخ Sea Ceptor للدفاع الجوي قصير المدى، ونظام إطلاق عمودي مرن قادر على حمل صواريخ Tomahawk للهجوم البري أو أسلحة مضادة للسفن في التكوينات المستقبلية. صُممت حجرة المهام وحظيرة الطائرات المعيارية للسفينة لنشر مجموعة متنوعة من المعدات، بما في ذلك المروحيات والمركبات غير المأهولة والإمدادات الإنسانية، مما يتيح التكيف السريع مع الأدوار أثناء الأزمات أو النزاعات.
تشمل أنظمة الاستشعار سونارًا مجرورًا للكشف عن الغواصات بعيدة المدى، وسونارًا مثبتًا في مقدمة السفينة، ومجموعة رادار شاملة، بما في ذلك رادار المراقبة ثلاثي الأبعاد "أرتيزان". يدمج نظام إدارة العمليات القتالية جميع الأسلحة وأجهزة الاستشعار وروابط البيانات، مما يسمح للسفينة بالعمل بشكل مستقل أو ضمن مجموعة مهام تابعة لحلف الناتو.
من المتوقع أن يبلغ طاقم المدمرة من طراز 26 حوالي 157 فردًا، مع أماكن إقامة تتسع لما يصل إلى 208 أفراد، مما يوفر مرونة في استيعاب القوات الموجودة على متنها أو وحدات مهام إضافية. تشمل ميزات دعم الحياة والسكن أنظمة تكييف هواء متطورة، ومولدات طاقة احتياطية، وشبكات بيانات متكاملة في جميع أنحاء السفينة.